الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 16:02

الحرب في اوكرانيا - مع من نصطف؟

بقلم: أدهم إبراهيم

أدهم إبراهيم
نُشر: 08/03/22 14:18,  حُتلن: 14:22

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

أثار الهجوم الروسي على الاراضي الاوكرانية إدانة الولايات المتحدة والدول الغربية، في حين اصطف مع الروس عدد من الدول المتضررة من السياسة الامريكية وسلوكها المعادي للشعوب , ويخشى كثيرون من أن هذا الصراع قد يشير إلى بدء أسوأ صراع في أوروبا منذ عام 1945.

وجاءت هذه الحرب بعد ان اعلن الناتو في أوائل شهر شباط/فبراير عن إنشاء قوات احتياطية وسفن وطائرات قتالية في أوروبا الشرقية. كما وضعت واشنطن الجنود في حالة تأهب في بولندا والمانيا . وقد اثارت هذه الاعمال رد فعل الكرملين ، الذي ندد بما اسماه بـ " الهستيريا " في اوروبا .
وقد اعترف بوتين باستقلال الأراضي الانفصالية الموالية لروسيا في شرق أوكرانيا ، بعد رفض عقد قمة مع بايدن يوم 21 فبراير .ثم بدأ غزو أوكرانيا بعد ثلاثة أيام .

اوكرانيا ، التي يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة وتقع بين أوروبا وروسيا ، هي جمهورية سوفيتية سابقة نالت استقلالها في عام 1991. في حين أن جزءًا كبيرًا من البلاد موالي للغرب ، فإن الجزء الشرقي من أوكرانيا يتحدث اللغة الروسية في الغالب ويشعر بأنه قريب من موسكو .

ووفقاً لوجهة النظر الروسية، كان الصراع في أوكرانيا حرباً أهلية بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين، وبالتالي دعت موسكو إلى المشاركة المباشرة لممثلي جمهورية دونيتسك الشعبية وجمهورية لوهانسك الشعبية وهي الدويلات الانفصالية في دونباس في المفاوضات المقترحه سابقا .

اما رأي كييف المدعومة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فقد كان على اساس ان الحرب نزاعاً دولياً بين أوكرانيا وروسيا، حيث كان الانفصاليون وكلاء لروسيا. وعلى هذا النحو، لم تقبل أوكرانيا إجراء مفاوضات مباشرة مع الانفصاليين، معتبرةً مشاركتهم بمثابة اعتراف بشرعيتهم السياسية
إنَّ هذه التفسيرات المختلفة للنزاع الأوكراني- فيما يتعلق بأصوله وتسلسل طرق حله- تدعم المواجهة الحالية بين موسكو والغرب حول أوكرانيا. لكنها تشير أيضاً إلى شيء أعمق كثيراً يقود هذه المواجهة، وهو صدام المصالح الجيوسياسية والاقتصادية بين امريكا والغرب من جهة وروسيا والصين من جهة اخرى .

عندما يأتي 55٪ من الغاز المستورد إلى ألمانيا من روسيا . وبنسب اقل الى بولندا وفرنسا
فهو نتيجة سياسات الحكومات الأوروبية ، التي عززت علاقتها مع موسكو على مدار العشرين عامًا الماضية ، وكان من المفترض أن يرتفع اعتماد ألمانيا على الغاز من موسكو إلى 70٪ ، وفقًا للخبراء .
وهكذا يتبين إن مصدر الحرب الاساسي هو التنافس الإمبريالي الاقتصادي والجيوسياسي .

هناك بعض العرب قد عبّروا عن دعمهم للخطوات العسكرية التي تقوم بها روسيا في أوكرانيا ومواقف أخرى مناقضة تدعم وجهة النظر الاوكرانية على اعتبارها الدولة المعتدى عليها .

بعض اليساريين يعتقدون خطأ ان روسيا اليوم تمثل امتداد للإتحاد السوفياتي "الشيوعي"، ولكن روسيا الان دولة رأسمالية وبوتين ليس لينين ، ومع ذلك يتخذون موقفا مؤيدا لموسكو في حربها ضد اوكرانيا ، وهم بذلك يلتقون مع
اليمين المتطرف في دول الاتحاد الاوروبي الذي تبنى الموقف الروسي في غزو اوكرانيا !!.
كيف يمكن تفهم هذا الواقع المؤسف لو لم يكن هناك قصور في التفكير وسوء تقدير في تكييف السياسة الروسية التي تتجه باتجاه قومي غير اشتراكي .

الا يكفي الحروب المشتعلة في بلداننا حتى نساند او نشارك في حروبا وصراعات دولية قائمة على صراع مصالح قومية وامبريالية .

وبالرغم من الأضرار الاقتصادية التي ستتعرض لها بعض الدول الصغيرة ومنها العربية التي تعتمد في غذائها على القمح الروسي والأوكراني ، فاننا غير معنيين بالوقوف الى هذا الجانب او ذاك .

ليس هناك من يساند الحروب . فهي على الدوام منافية للانسانية وللتعايش السلمي ، ونحن غير
ملزمين بأن ندافع عن أمن روسيا ودوافعها القومية ، ولا نتحيز الى وجهة النظر الاوكرانية في اصطفافها مع حلف الناتو والولايات المتحدة الامريكية ودوافعهم الرأسمالية .

ان كل الاطراف المشاركة في هذه الحرب سواء فعليا او بالانابة قد شاركت مشاركة فعالة في الحروب العربية العبثية في سوريا والعراق وليبيا وغيرها .
ان هذه الحرب ليست حربنا ، وعلى شعوبنا ان تنظر الى مصالحها، وتتجنب الانخراط في صراعات دولية نحن في غنى عنها ، وكفانا مايجري في بلداننا .

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com   
 

مقالات متعلقة