الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 19:02

مشروع "إفشاء السلام".. النزول إلى الميدان/ بقلم: ساهر غزاوي

ساهر غزاوي
نُشر: 11/03/22 13:25

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

لا يمكن لكل راصد ومراقب ومتابع لحركة المجتمع في الداخل الفلسطيني وما ينشأ فيه من أحداث وتغيرات بسبب عوامل وظواهر طرأت كان لها التأثير السلبي الكبير والمباشر على المجتمع، أن يمرّ مرّ الكرام على مشروع "إفشاء السلام" الذي يدعو إلى التأثير الإيجابي وترسيخ قيّم السلم الأهلي والتغافر والتسامح في مسيرة شعبنا الفلسطيني في الداخل، خاصّة وأن هذا المجتمع أثقلت كاهله أعباء المعاناة من قضية العنف المستشري فيه والذي بات يحول دون تقدمه ونهوضه للوقوف بصلابة أمام صعوبات وتحديات وتهديدات عديدة يواجهها.


إن معالجة قضية العنف أو الحدّ من انتشارها قدر المستطاع أصبحت الشغل الشاغل لهذا المجتمع وقيادته ونخبه الفاعلة والمؤثرة ونشطائه العاملين في الحقل السياسي والاجتماعي والتربوي والدعوي الديني، وقد استنزفت هذه القضية الكثير من الطاقات والموارد بدلًا من استثمارها في تطوير المجتمع وتحسين ظروفه في كافة النواحي والمجالات.
لذلك، فإن النشاط العملي الميداني للجنة "إفشاء السلام" القطرية المنبثقة عن لجنة المتابعة والتي يقف على رأسها فضيلة الشيخ رائد صلاح، يحظى اليوم باهتمام كبير من معظم شرائح المجتمع وتركيباته السياسية والاجتماعية والدينية، ويلاقي نشاط اللجنة العملي الميداني هذا، ترحابًا واسعًا حيثما حلّت هذه اللجنة في عقدها للاجتماعات الجماهيرية وزياراتها الميدانية في كافة مناطق وبلدات الجليل والمثلث الشمالي والجنوبي والنقب والمدن الساحلية، كما أن مشروع "إفشاء السلام" أضحى الكثيرون من أبناء هذا المجتمع يعقدون الآمال الكبيرة عليه في إيجاد حلول لمعالجة الأزمات التي يمكنها أن تتطور إلى عنف، لذلك قلّما نجد في مجتمعنا أصواتًا ناقدة بحق أو بغير حق أو رافضة لهذا المشروع الواعد من أصله.
للتذكير، فإن مشروع "إفشاء السلام" هو المشروع الذي ترعاه لجنة مكافحة العنف المنبثقة عن لجنة المتابعة وكان فضيلة الشيخ رائد صلاح قد أطلقه بُعيد تحرره من السجون الإسرائيلية في منتصف شهر كانون الثاني من العام 2017، وقبل أن يُعاد اعتقاله مرة أخرى في منتصف شهر آب من العام نفسه، عمل الشيخ رائد مع اللجنة على تشكيل 40 لجنة اصلاح محلية في العديد من البلدات في الداخل الفلسطيني تحت اسم مشروع "إفشاء السلام" في إطار استراتيجية عملية ميدانية شاملة لمواجهة العنف، والذي ظهر للعيان خلال فترة غياب الشيخ رائد صلاح، أن مشروع "إفشاء السلام" لم يحظَ بهذا الزخم والتفاعل الكبيرين كما في هذه الأيام، رغم أن اللجنة واصلت نشاطاتها العملية الميدانية والقيام بدورها، وإن لم يكن ذلك بالمستوى المطلوب.
في أول خطاب له فور خروجه من السجن في الثالث عشر من شهر كانون الأول من العام 2021 أعلن الشيخ رائد صلاح عن مواصلة وإكمال بناء مشروع لجان "إفشاء السلام" ووضع خطة عملية لعلاج آفة العنف في الداخل الفلسطيني على سلم أوليات عمله ونشاطه الميداني في المجتمع.
في سياق هذا الحديث، لا بدّ من الإشارة أيضًا إلى أن الشيخ رائد صلاح أصدر في العام 2016 كتابًا بعنوان "المطلوب في قضية العنف- نقاش دائم نحو علاج دائم" عبارة عن سلسلة مقالات كان قد كتبها في سنوات سابقة تناول من خلالها في وقت مبكر آفة العنف ووقف على جذورها وحذّر من استفحالها وقدّم حزمة اقتراحات لعلاج هذه الآفة حتى قبل تطورها واستفحالها، ونوقش هذا الكتاب من قِبل مختصون ومواكبون وأعربوا عن تأييدهم لمجمل الطروحات التي قدّمها الشيخ رائد في الكتاب، وشدّدوا على ضرورة وضع خطة عملية لتنفيذ هذه الطروحات وغيرها، وتبنيها من قبل قيادة الجماهير العربية ممثلة بلجنة المتابعة العليا، لذلك لا يسعنا إلا أن نتفق كثيرًا مع مقولة أن: أهمية مشروع "إفشاء السلام" تأتي أيضًا من أهمية الشخص الذي يقف على رأس هذا المشروع، خاصّة وهو قيادي بارز له دوره وتأثيره في المجتمع العربي الفلسطيني في الداخل وله الرصيد الكبير من النجاحات والإنجازات على مدار عقود طويلة يشهد لها القريب والبعيد.
منذ خروجه من السجن، نشر الشيخ رائد صلاح نحو 14 مقالًا ركزّ فيها على الجانب النظري التوعوي والإرشادي في إرساء وترسيخ مفاهيم "إفشاء السلام" وقيّم السلم الأهلي والتغافر والتسامح في كل المسيرة الفلسطينية، ولم يفته أن يوجه حديثه وخطابه في أول مقال نشره إلى بيته الأول مدينة أم الفحم فكان مقاله بعنوان "يا أهلي في مدينتي" دعا فيه إلى نشر السلم الأهلي وطيّ صفحات النزاعات العائلية المرهقة -كما أسماها- في أم الفحم-، غير أن الجانب الميداني والعملي والتحرك بين الناس والالتقاء بهم والتقرب من همومهم يبقى هو الفيصل في الحكم على نجاح هذا المشروع المبارك في الارتقاء بالمجتمع العربي الفلسطيني في الداخل نحو مجتمع حضاري خال من العنف، كما يصبو إليه المشروع، وفي إرساء السلم الأهلي في مسيرتنا الفلسطينية على المديين القريب والبعيد.
 

مقالات متعلقة