الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:02

مخاطبة الرئيس الأوكراني لأعضاء الكنيست.. تملق ونفاق ممزوج بالانتقاد/ بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 22/03/22 10:43,  حُتلن: 13:22

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الحرب التي أعلنتها روسيا على أوكرانيا وبدأتها في الرابع والعشرين من الشر الماضي، أفرزت ثلاث قئات في العالم: فئة تؤيد الرئيس الغازي بوتين في حربه على هذا البلد الذي كان جزءأ من الجسم السوفييتي السابق، وفئة تدعم الرئيس الأوكراني زيلينسكي الخبير في التمثيل الساخر أي التهريج وليس ضليعاً بالسياسة، والفئة الثالثة هي التي تقف على الحياد ولا تريد التدخل بين الثعلب الماكر بوتين والمهرج الفاشل زيلينسكي.
وبما أني فلسطيني المولد والتربية وأومن برفض أي احتلال مهما كان في هذا العالم، لذلك لا أستطيع الوقوف على الحياد، وأمارس عملي الصحفي كمحلل ضد الإحتلال الروسي مع الأخذ بعين الإعتبار أني أرفض كافة السياسات الأمريكية، وضد تدخل الغرب في أوكرانيا وضد الأساليب الخبيثة التي يتبعها حلف الناتو العسكري في الدول المجاورة لروسيا.
في العام 1990 وقفت ضد احتلال صدام حسين للكويت، وكنت من أوائل المنتقدين لهذا التصرف، بالرغم من الدعم الكامل للقضية الفلسطينية من جانب النظام العراقي. وقتها عاتبني بعض السياسيين العراقيين الكبار على موقفي لدرجة أني تلقيت اتصالات هاتفية من شخصيات بعثية عراقية تعاتبني على موقفي. ولا أزال على موقفي الرافض لكل احتلال عربياً كان أم غير عربي.
موقفي الراقض للإحتلال الروسي لأوكرانيا أو لأجزاء منها، والذي يطلق عليه بوتين "العملية العسكرية في أوكرانيا، وهي الصياغة التجميلية لكلمة (الاحتلال) لا يعني أني أوافق الرئيس الأوكراني في تصريحاته. وعلى سبيل المثال فإن مخاطبته الأخيرة (عبر الزوم) لأعضاء الكنيست تميزت بأمرين: نفاق تملقي، وانتقاد بشكل لوم وعتاب. حتى أني وجدت فيه موقفاً ضد العرب بشكل عام وافلسطينيين بشكل خاص:
لقد قال الرئيس الأوكراني: "إن الحرب الروسية تمثل مأساة لأوكرانيا لليهود والعالم أجمع، وأن شعبه يتشرد الآن في أنحاء العالم بسبب الغزو الروسي، وان التهديد الذي تواجهه أوكرانيا يشبه التهديد الذي يواجه إسرائيل".
من حق الرئيس الحالي والممثل السابق، أن يقوم بحشد الدعم لأوكرانيا، لكن ليس بالكذب والنفاق والتملق سياسيا، إذا كان يحترم نفسه. نحن مع زيلينسكي في أن الحرب مأساة لأوكرانيا وللعالم، ولكن لا نفهم لماذا حدد بالضبط أن الحرب مأساة لليهود؟ ولو أنه خاطب أعضاء برلمان دولة عربية هل يسمح نقسه باستخدام هذه الصياغة؟ بالتأكيد لا. إذاً كان عليه الاكتفاء في أن الحرب هي مأساة لأوكرانيا وللعالم. لكن النفاق والتملق لإسرائيل دفع به إلى زج (اليهود) في هذا الموضوع لكسب ود يهود إسرائيل.
ويواصل زيلينسكي كذبه ونفاقه بالقول:"ان التهديد الذي تواجهه أوكرانيا يشبه التهديد الذي يواجه إسرائيل". أليس هذا قمة الكذب والإفتراء وهجوماً على العرب بشكل عام (طبعاً باستثناء عرب اتفاقات ابراهام وعرب التطبيع).
أين هو التهديد الذي تواجههه إسرائيل. بالتأكيد ما يقصده الرئيس الأوكراني هو العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص، لأن إسرائيل تعتبر نفسها في جزيرة مهددة من الجيران كونها الدولة الديمقراطية الوحيدة في المنطقة حسب رأيها. من يهدد إسرائيل وهي نفسها التي تقوم باستمرار بعمليات عسكرية ضد جيرانها (لبنان،سوريا وغزة) حتى أنها وصلت إلى العراق وإيران. ثم أليس تشريد شعب أوكرانيا يشبه تشريد الفلسطينيين من قبل إسرائيل التي تقول عنها أنها مهددة؟
ويتساءل الرئيس الأوكراني في مخاطبته لأعضاء الكنيست، عن عدم تقديم إسرائيل منظومة القبة الحديدية لحماية يهود أوكرانيا. ما هذا أيها السياسي والممثل الفاشل؟ وهل تقديم هذه المنظومة هي فقط لحماية يهود أوكرانيا أم لحماية كل المواطنين الأوكران؟ يعني أنت تريد الحصول على هذه المنظومة لحماية أبناء دينك فقط وغيرهم ليس مهماً؟ هذا هو المقصود من كلامك أليس كذلك؟ ما هذا الغباء السياسي والنفاق الديني؟
كان على الرئيس الأوكراني زيلينسكي، أن يكون أكثر دبلوماسية وأكثر نعقلاً في خطابه، وليس فقط التأكيد على يهوديته ومحاولة كسب عطف من خاطبهم من خلال استغلال الدين. وقد نسي زياينسكي أن إسرائيل تحكمها المصالح تماماً مثل الولايات المتحدة، ورئيس الحكومة الإسرائيلية بينيت يهمه بالدرجة الأولى مصلحة إسرائيل وليس مصلحة أوكرانيا حتى لو ركز زيلينسكي على دغدغة الشعور دينياً.


 

مقالات متعلقة