الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 22:02

عالم منافق بوجهين.. وافقوا على احتلال فلسطين ويبكون على أوكراني

بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 24/03/22 11:16,  حُتلن: 13:42

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الحرب الروسية على أوكرانيا والتي بدأها بوتين في الرابع والعشرين من الشهر الماضي، بلغ عمرها شهراً لغاية الآن، يعني أسابيع قليلة فقط. والعالم كله من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه يصرخ ويستنكر ويدين ما يجري في أوكرانيا. ألولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وحتى دول في أسيا وأفريقيا أصابه "الهلع" لما يجري للشعب الأوكراني. الأمم المتحدة ومجلس الأمن هو في حقيقة الأمر في استنفار دائم. كل ذلك من أجل حرب لم يمض عليها سوى يضعى أسابيع.


لكن أين هذا العالم ومجلس الأمن والأمم المتحدة من مآسي شعب فلسطين؟ أين اصحاب الضمير في الغرب والذين يتباكون على ما يجري في أوكرانيا ولم نر دمعة واحدة منهم على تشريد شعب بأكمله من فلسطين؟ يطالبون روسيا باحترام القوانين الدولية وهم الذين سكتوا على احتلال الأرض الفلسطينية. هي نفسها الأمم المتحدة التي تدين ممارسات روسيا هي التي اعترفت باحتلال إسرائيل لفلسطين وشرعنت بذلك قتل وتشريد الشعب الفلسطيني.


يتحدث الإعلام الغربي بكل نفاق عن الأمهات اللواتي فقدن أبنائهن في هذه الحرب وعن الزوجات اللواتي فقدن أزواجهن ويذرفون دموع التماسيح عليهم. لكن هذا الإعلام لم نسمع ول نقرأ ولم نشاهد منه هذا الإهتمام بالنسبة للفلسطيني. التشريد هم تشريد والتهجير هو تهجير والقتل هو قتل أكان ذلك في أوكرانيا أو في الأراصي الفلسطينية. لكن الفارق بين الإذنين هو أن العين التي تنظر إلى ما يجري في أوكرانيا هي ليست نفس العين التي تنظر إلى ما يتعرض له الشعب الفلسطيني.


العالم كله من دون استثناء مشغول بما يحدث في أوكرانيا. هذا العالم يفكر بالنقص في القمح وغلاء النفط والغاز، لكنه لم يسمع صراخ الفلسطيني منذ 74 سنة. عالم منافق ينظر إلى الأمور حسب مصالحه. الغرب يتعامل مع الأحداث بمكيالين وحسب ميزانه السياسي. إذا قام اليهودي بقتل فلسطيني أو بتر بطن امرأة فلسطينية حامل فإما أن يدعون بأنه مختل عقلياً أو نتيجة الدفاع عن النفس. هكذا هم يدعون. لكن الفلسطيني عندما يقوم بقتل مستوطن احتل أرضه وحرق أشجار زيتونه، فهو إرهابي.
يخرج شاب فلسطيني في بئر السبع ليجبر البشرية كلها على الإلتفات الى أرضه المغتصبة وشعبه المشرد وقضيته المنسية فيتهمونه بالإرهاب، ويخرج المنافقون العرب من مخابئهم ويصدرون بيانات تتضمن أشد عبارات الإدانة. لكن هؤلاء الذين يستكرون العمل ضد اليهودي لم نسمع منهم إدانة رسمية عندما يتم قتل الفلسطيني بكل دم بارد من قبل الجندي الإسرائيلي أو المستزطن اليهودي..


الغرب يهتم بأوكرانيا وكأن شعبها مميز. الغرب نفسه هو الذي دفع بشعب أوكرانيا إلى هذه المصيبة التي يعيشها وهو الذي شجعه على مواجهة روسيا، والآن ينظر إليه من بعد ويذرف الدموع الكاذبة عليه. لا أحد يلتفت إلى الفلسطيني وكأنه خلق من طينة غير طينة الأوكراني ولا أحد يهتم به.


الفلسطيني يقول للعالم وهو مرفوع الرأس: لكم اهتماماتكم ولي قضيتي، لكم أوروبيتكم ولي فلسطينيتي. شاب فلسطيني أسير قال ذات يوم: انا اسير في وطني في سجن اللصوص الذين سرقوه. توجد حقيقة واحدة وهي التي قالها الراحل ياسر عرفات:" نحن شعب الجبارين". نعم هذه حقيقة. فكلما نهض جيل في فلسطين امد شعلة النضال لغيره وقوداً لا تنطفىء من أجل الوطن. فاي شعب فلسطيني هذا الذي حول الفلسطينية إلى مقاومة وكرامة عربية. الفلسطيني الذي تجاهله العالم وتخلى عنه عرب التطبيع وعرب الجامعة العربية، أفهم هؤلاء الذين تخلوا عن كرامتهم بقوله لهم: لكم تخاذلكم ولي عروبتي.
هذا الفلسطيني يقول لأصدقاء اسرائيل من العرب ولعالم أوكرانيا المنافق وبصوت مرتفع: حقي لن يضيع إن كان ذلك في بئر السبع أو في غيرها من مناطق فلسطين.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة