الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 15:02

مرضى التهاب الأمعاء المزمن وصيام رمضان مع د. أحمد البشيش

د. أحمد البشيش
نُشر: 04/04/22 09:35,  حُتلن: 19:36

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الصوم هو الركن الثالث من أركان الإسلام، والشريعة الإسلامية جاءت لرفع الحرج عن الأمّة وأن الدين يُسر وليس بعُسر، ولا يكلّف الله نفسا إلّا وسعها وقد يسبب الصيام بعضًا من المضاعفات عند مرضى التهاب الامعاء المزمن، وهي تختلف من شخص لآخر ومتعلقه بوضعه الصحي الخاص. الكثيرين من مرضى التهابات الامعاء المزمنة يتساءلون عن امكانية صومهم وجواز افطارهم. حول هذا الموضوع تحدثنا مع د. أحمد البشيش من مستشفى شيبا (تل هشومير) الاختصاصي في الأمراض الباطنية وبالجهاز الهضمي.

 

د. أحمد البشيش - الاختصاصي في الأمراض الباطنية وبالجهاز الهضمي


هل يستطيع مرضى التهاب الامعاء المزمنة الصوم؟


بداية امراض الامعاء الالتهابية تشهد ارتفاعا ملحوظا ومستمرا في المجتمع العربي في العقود الاخيرة رغم أن اسباب المرض غير معروفة تحديدا حتى الان الى أن ذلك يعود على ما يبدو الى التغييرات التي طرأت على نمط الحياة في المجتمع العربي والتي تشمل نمط حياه أكثر غربي، تحسن الوضع الاقتصادي والمجتمعي، استهلاك المواد الغذائية الصناعية، تلوث الهواء، استخدام الكيماويات وارتفاع في مستوى الوقاية. بالنسبة لإمكانيات الصوم للمرضى بما في ذلك مرضى الكورون والكوليتس فهذا أمر مركب ويختلف من شخص الى اخر وهنا اريد أن امتنع عن توصيات عامة غير دقيقة قد تؤدي الى التضليل لذلك رسالتي الاساسية ان لا يُقدم المرضى على الصوم بدون استشارة الطبيب المعالج ليحدد حدة المرض بالفترة المحددة من شهر رمضان المبارك. تأخذ بالحسبان الجرعات الدوائية وكميتها ومدى ملائمتها لأداء فريضة الصوم كما وعلى المريض كسر الصيام عند الضرورة وعدم تحميل الجسم أكثر من طاقته والاطمئنان بأن الدين الاسلامي والطب يتوافقان على ضرورة تجنب فئات معينة للصوم حفاظا على حياة وجسم المريض ويتوافقان على ضرورة كسر الصوم في الحالات الطارئة وعدم تحميل الجسم أكثر مما يطيق.


ما هي نصائحك العامة للصائمين مرضى التهابات الامعاء المزمنة؟


من الممكن أن تساعدك النصائح التالية على التخفيف من شدة أعراض المرض وتقلل من احتمالات خطر الإصابة بالمضاعفات خلال شهر رمضان المبارك. أهم النصائح التي على المريض إتباعها هي التخفيف من حدة أعراض المرض خلال شهر رمضان المبارك وتتمثل في الوعي والادراك والاصغاء للجسم حيث لا يعرف جسمك أفضل منك، إذا كنت تشعر حقًا أنك تستطيع الصيام، نتيجة لعدم شعورك بشدة بأعراض التهاب الأمعاء، فيمكنك خوض التجربة. لكن إذا كنت تعاني من الغثيان، والقيء المستمر، أو ظهور الدم في القيء، أو إخراج براز أسود قاتم، أو تشعر بألم حاد في بطنك، فيرجى استشارة الطبيب قبل البدء بالصيام.
قد يؤدي الصيام في حالة التهاب الأمعاء الشديد، إلى ظهور بعض المضاعفات، بسبب زيادة مستويات الأحماض في معدتك الفارغة خلال شهر رمضان. إذا كنت غير قادر على الصيام، فلا تشعر بالذنب، فالإسلام دين يسر، أتاح البدائل لغير القادرين على الصيام، كالصلاة، والذهاب إلى المسجد، وقراءة القران، وقضاء الشهر للتأمل وتحسين الذات، والقيام بأعمال خيرية، وغيرها من الطرق للشعور وللانخراط في رمضان.

ما هي نصائحك لوجبة السحور والافطار؟


هناك عادة واسعة الانتشار بين الصائمين، تتمثل في النوم فورًا بعد تناول طعام السحور، من المفضل تجنب هذا السلوك، الذي قد يؤدي إلى ارتجاع الحمض والقيء.
كما ويجب الابتعاد عن تبكير موعد وجبة السحور، من أجل الحصول بعدها على قسطٍ وافرٍ من النوم، فمن الممكن أن يتسبب هذا في زيادة شعورك بالغثيان، كما وعليك اختيار وجبات ذات القيمة الغذائية المفيدة لصحتك التي تشعرك بالشبع والامتلاء لفترة أطول، يمكنك تناول الخبز من القمح الكامل (الاسود)، فهو أبطأ في الهضم، الأمر الذي قد يشعرك بالشبع لفترة أطول.
بالنسبة لوجبة الافطار يفضل عدم تتناول طعام الإفطار دفعة واحدة، يمكنك تقسيمه إلى وجبات صغيرة، ومتباعدة، تأكد من احتوائه على كافة العناصر الغذائية التي تحتاجها، مثل الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون، والفيتامينات، والألياف.
حاول تقليل استهلاك الأطعمة الحارة، والتوابل، والفواكه الحمضية، والطماطم، فهي قد تتسبب في تهيج الجهاز الهضمي، كما وتجنب الأطعمة التي تحتوي على الكثير من السكر، والكربوهيدرات المكررة.
كما ومن المفضل شرب الكثير من الماء لتعوض ما فقد الجسم من السوائل خلال النهار، وما تفقده خلال قيام جسمك بالعمليات الحيوية، كالتنفس، والتعرق، والتبول وتجنب احتساء المشروبات التي تحتوي على الكافيين مثل القهوة، فهي مدرة للبول، الأمر الذي قد يؤدي بدوره إلى إصابتك بالجفاف. وتجنب أيضًا المشروبات الغنية بالسكر، فهي قد تزيد من شعورك بالعطش. يمكنك شرب عصائر الفاكهة غير الحمضية، والمشروبات التي تحتوي على البوتاسيوم قدر الإمكان، حتى يتمكن جسمك من تعديل مستويات السوائل لليوم التالي كذلك من المهم ممارسة النشاط البدني والرياضة.


هل يمكن ملائمة الجرعات الدوائية مع ساعات الصوم؟


إذا كنت تتناول أدوية التهاب الأمعاء، يجب عليك مناقشة طبيبك حول تعديل أوقات تناول الدواء أو تغيير الدواء إذا لزم الأمر، حتى لا يؤثر الصيام سلبًا على شدة أعراض التهاب الامعاء. ويمكن ملائمة الجرعات بشكل أسهل لكن تذكر دائما إذا كنت صائمًا، وشعرت أن ألمك يزداد، قم بإنهاء صيامك وتناول أدويتك بعد استشارة الطبيب ولا تثقل على جسمك لان الدين يسرا وليس عسرا وكل عام والجميع بألف خير.


نصائح لصيام صحي مع تجنب المخاطر:


1. اعرف جسمك: لا أحد يعرف جسمك أفضل منك، لا تصم ان كان الصيام يضر بصحتك.
2. لا تأكل قبل النوم
3. قسط وجبة الإفطار وعوض ما تفقده من السوائل
4. لا تنسى أدويتك
5. ان لم تستطع الصيام فهناك طرق اخرى لتنال الاجر في شهر رمضان.

مقالات متعلقة