للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E
تلجرام t.me/alarabemergency
الإئتلاف الحكومي (وبالتحديد نفتالي بينيت رئيس الحكومة) تلقى ضربة موجعة مفاجئة، ليس من الخصم السياسي، بل من أقرب المقربين لبينيت. فقد أعلنت رئيسة الائتلاف الحكومي عيدي سيلمان عن انسحابها من الإئتلاف، وهي العضو البارز في حزب "يمينا" الذي يرأسه بينيت. سيلمان انسحبت بهدوء دون إبلاغ مسبق لرئيسها. هذا الأسلوب السلس في الانسحاب دفع برئيس الحكومة السابق والمعارض حالياً نتنياهو إلى استغلال الفرصة ليشن حملة على حكومة بينيت ـــ عباس ويطالبها بالرحيل.
ضربة قاسية لبينيت الذي فقد بذلك الأغلبية في الكنيست، وسارع إلى لقاء وزير الخارجية يائير لابيد لمناقشة الأزمة، استناداً إلى قناة (كان) الرسمية. وعلى ذمة صحيفة "يديعوت أحرونوت" فإن عضو الكنيست عيديت سليمان التي استقالت من الائتلاف الحكومي، تلقت وعدا بحصولها على منصب وزير الصحة حال انضمامها إلى الليكود وإذا نجح بنيامين نتنياهو في تشكيل الحكومة المقبلة.
نتنياهو، زعيم "الليكود" ورئيس المعارضة، لم يبارك الإنسحاب فقط، بل احتفل مع أنصاره بالحدث بالقيام بمظاهرة ضخمة تحدث فيها مطالباً أعضاءً آخرين من اليمين باتخاذ نفس خطوة سيلمان. فقد قال في كلمته :"أدعو باقي أعضاء اليمين الى سلوك طريق عيديت سيلمان التي أعلنت استقالتها والعودة الى احضان المعسكر الوطني".
ولكن، ما الذي دفع رئيسة الإتلاف الحكومي إلى الإنسحاب؟ تقول سيلمان (وليس كل ما يقال هو صحيح) في بيان لها حول ذلك وعلى ذمة الإعلام العبري:" لن اساعد في الإضرار بالهوية اليهودية لدولة إسرائيل وشعب إسرائيل، وسأستمر في محاولة إقناع أصدقائي بالعودة إلى الوطن وتشكيل حكومة يمينية، أعلم أنني لست الوحيدة التي تشعر بهذه الطريقة ويمكن تشكيل حكومة أخرى في هذا الكنيست".
الأمر الذي أفقد بينيت صوابه، هو تلقي الخبر من وسائل الإعلام ولم تخبره زميلته في الحزب والإتلاف به قبل ذلك، وتركته يتخبط مع المستجدات. ومن الطبيعي أن يكون لخطوة الانسحاب نتائج سلبية على الحكومة: فهي لن تكون قادرة على تمرير التشريعات إلا بدعم من نواب المعارضة، أو "القائمة المشتركة" لكن دعمها سيؤدي إلى تنفير أحزاب التحالف اليمينية، علماً بأن "المشتركة" لن تقدم ولا بأي حال من الأحوال على هذه الخطوة، وهي نفسها ترغب في إسقاط حكومة بينيت المدعومة من الخصم الرئيس لها منصور عباس.
من المؤكد أن يعلن قادة الأحزاب اليمينية والدينية المعارضة عن الترحيب بخطوة سيلمان، لا سيما أن الخطوة تأتي في الوقت الذي يواحه فيه الإئتلاف مصاعب في القيام بالأعمال اليومية في الكنيست بسبب الأغلبية الضئيلة للغاية التي يحظى بها الإئتلاف .مشكلة بينيت ليست في عيديت سيلمان فقط. فهناك عضو كنيست آخر من حزب “يمينا”، وهو عميخاي شكلي، الذي ينتقد الحكومة صراحة ويميل إلى التصويت مع المعارضة، وهناك عضو الكنيست نير أورباخ، رئيس لجنة الكنيست الذي كثيرًا ما يصطدم مع شركاء الائتلاف اليساريين. والأهم من هذين الإثنين، هناك وزيرة الداخلية أيليت شاكيد التي يوجد لها علاقة متوترة مع العديد من شركائها في التحالف، ويُنظر إليها على أنها منشقة محتملة، على ذمة "تايمز أوف إسرائيل".ولذلك فإن حكومة بينيت في مهب الريح، وإذا فعلها أحد هؤلاء الثلاثة وانسحب من الائتلاف فالسقوط هو أمر محتم.
الحملة الإعلامية والسياسية التي يقوم بها نتنياهو للتحريض على إسقاط حكومة بينيت، يستهدف من ورائها العودة لكرسي رئاسة الحكومة. فهل يعود نتنياهو فعلاً إلى رئاسة الحكومة، بالرغم من ماضيه الملوث وهو صاحب ملفات في الفساد لا تزال عالقة في المحاكم؟ في السياسة لا يوجد شيء مستحيل.
( صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً)
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com