الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

الموحدة.. تجربة لا تزال في أولها

بقلم: مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 18/04/22 23:01,  حُتلن: 09:43

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يرفضون دخول الموحدة للإئتلاف ولكنهم يوجهون اليها انظارهم عند كل حدث، يرفعون اليها توقعاتهم عند كل مصيبة، يدفعون اليها طلباتهم عند كل تقصير للحكومة. ليَغُطوا بعدها في سبات يفيقون منه عند الحدث القادم ليستمروا في رفضهم لدخول الموحدة للحكومة.

تأبى عقول العرب ان تعي ان هناك مشاكل لن تحلها الموحدة ، لانها خارج نطاق قدرتها، ولأنها مشاكل مستعصية من ايام الحكومات الاسرائيلية السابقة والحاضرة وكل التي ستليها سواء اعجبنا ذلك ام لم يعجبنا، فبالله عليكم متى لم تكن اقتحامات للاقصى منذ قيام الدولة ؟ ومتى لم تُبنَ المستوطنات، او لم يحصد الجيش حصة الاسد من الميزانية العامة للدولة؟

نقاشي ليس مع من يقاطع الانتخابات وهم اصحاب الصوت الاعلى حاليا، كونهم لن يرضوا عن الموحدة حتى لو حررت فلسطين، ولا مع من يعتبرون اسقاط كل حكومة - اي حكومة - هو إنجاز بحد ذاته ونصر لهم دون النظر فيمن سيخلفها ، وانما نقاشي مع 53% من شعبنا من يرى بان تواجد الموحدة في الائتلاف ضروري، واشد على اياديهم بان لا ينجروا خلف الاصوات التي غلبت عليها عاطفتها اللحظية المطالبة بإتخاذ قرارات في اقلها غير مجدية، وهادمة لبناء قد وضعت أساساته، فقط من اجل الشعور بنشوة نصر آنية لن تقربنا من اي هدف.

صدقا صوت الطفل الصارخ الباكي عند تهجم الشرطي على ابيه في الاقصى ما زال يزلزلني من الداخل، ومع ذلك تزلزلني ايضا صور القتل في داخلنا الفلسطيني، وتملؤني حسرة صور القرى غير المعترف بها في النقب، وترهقني يد الطفل المتسول في الشارع او الشاب الجامعي الجالس على حافة الطريق. سيقول البعض ولكنه الاقصى، فاقول وبكل يقين: ان مشكلة الاقصى لن تحل بعدد الاحجار المتراشقة ولا برزم الشباب المُعتَقَلة، وإنما يلزمها حل دولي شامل وتدخّل - وبكل واقعية - اكبر منا ومن الموحدة، وحتى اكبر من المشتركة - بإستهزاء طبعا - والتي ايضا وكباقي الشعب اصبحت ترفع طلباتها عند كل حدث للموحدة لفقدانها للحيلة المطلقة وبعدها عن اي موقع تاثير، وقد اكتفت ببعض الصور مع جريح او معتقل وتوزيع نياشين لبطولات وهمية لن تحرك في الواقع في شيء.

أستغرب في كل مرة من جديد مطالبة البعض الموحدة  بتهديد الحكومة بالانسحاب من خلال مهلة زمنية - אולטימטום - وخاصة في المواضيع الجوهرية كالاقصى/ امن دولة/ حرب، الامر الذي يدل على خلل في دراية التجاذبات الائتلافية، وكأن الحكومة مركبة من الموحدة وشخص بنيت فقط، وكانها ليست هناك اجندات واهواء لاحد في الحكومة غير مطالب الموحدة (وعلى الاغلب مناقضة تماما)، وكانها ليست هناك رزمة تهديدات مقابل كل تهديد للموحدة، فقليل من التواضع المتفهم لحجمنا لا يضر.

اخواني، اعود لاذكركم، ارايتم اين ذهبت وتذهب انظاركم عند كل "مصيبة"؟ ليس للمشتركة ولا للمنشقين الشماليين ولا للجنة المتابعة ولا حتى للسلطة الفلسطينة ولا لأيّ جمعية شعبية تُنَظّر علينا من بعيد ولا لأي صحفي يتسلى بكم ، لانهم وكما رايتهم يختفون عند كل حدث ويفقدون صوتهم، وانما تذهب انظاركم وطلباتكم وحتى غضبكم، كلها تذهب فقط للموحدة، اتدرون لماذا؟ لأنها هي فقط من وضعت العربي في موضع التاثير، حتى لو كان تاثير مشروطا وغير كافٍ.

لذلك لا بد لهذا المشروع من استمرارية، ولا بد من تكثيف الجهود حوله حتى لو خرج من الحكومة، وحتلنته حتى لو سقطت الحكومة ليعود اكثر حكمة ودراية... فهو طريق الصمود والتمكين الوحيد حتى يقضى الله امرا كان مفعولا.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة