الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 16:02

د. خالد حمادة: يجب عدم الوقوع بفخ مواقع التواصل وكثرة المتابعين.. توجّهوا للطبيب الأكفأ فصحة الأسنان أهم!

رغدة بسيوني
نُشر: 29/04/22 15:38,  حُتلن: 19:23

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

صحّة الأسنان والابتسامة الجميلة باتت إحدى أهم معايير الجمال في عصرنا اليوم، إذ تمنح الثقة بالنفس لأي شخص، ولكن ما وراء الابتسامات الجميلة والأقلّ جمالًا، ماذا عن التّكاليف، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي على المُتعالجين، ومن الطبيب الأجدر بمنحه ثقتنا في هذا المجال؟ كل هذه المواضيع سنتطرّق إليها من خلال هذا التقرير الذي أجريناه مع الدكتور خالد حمادة من شفاعمرو وهو حاصل على شهادة تخصص في مجال ترميم الفم من المانيا، ودكتوراة في مجال طب الأسنان.

الرقابة
يقول د.خالد: "مجال طب الأسنان واسع، ولا شكّ أنّ المستوى لهذا المجال في بلادنا مقارنة مع بلاد أخرى هو عال، لكن عدم إدراج طب الأسنان ضمن صندوق المرضى وعدم وجود رقابة على أطبّاء الأسنان ونوعيّة الخدمات التي يقدّمونها، خلق فجوة كبيرة وتفاوتًا واضحًا في مستوى العلاجات ونتائجها بين طبيب وآخر، فهناك أطبّاء مميّزون ولكن بالمقابل هُناك أطبّاء لا يُقدّمون الخدمات بالمستوى المطلوب".


وتابع قائلًا: "للأسف في بلادنا لا نجد نظامًا في مجال طب الأسنان ما يُتيح الفُرصة لازدياد غير مدروس بعدد الأطباء، مقارنة مع ألمانيا مثلًا، لا يستطيع خريج طبّ الأسنان افتتاح عيادة بشكل مُباشر إذ عليه اوّلًا اكتساب خبرة لا تقلّ عن سنتين حتّى يُصبح مؤهّلًا وجديرًا بمسؤولية افتتاح عيادة وهذا يتضمن رقابة وتوجيه وإتقان أكبر للخدمة التي يُقدّمها، كذلك لا يوجد تحديد لعدد الأطباء في كُل منطقة، ما يفتح الفرصة أمام أي طبيب لافتتاح عيادة في أي منطقة يريدها بغض النّظر عن وجود أطباء آخرين يُشاركونه ذات المنطقة ولأجل كسب مُتعالجين أكثر قد يؤثّر سلبًا على نوعية العلاج وجودته بسبب تخفيض الأسعار.

تأثير مواقع التواصل الاجتماعي.. والثقة بالطبيب
حول هذا الموضوع يقول د. حمادة: "وصل إلي عيادتي مُتعالج، يشكو من سوء النتيجة بعد علاج غير ناجح لدى طبيب آخر، تعرّف عليه عن طريق الإعلانات ومواقع التواصل الاجتماعي، مع الأسف وصلنا إلى وضع أصبح فيه مقياس الطبيب الناجح هو عدد المتابعين والإعجابات التي يحصل عليها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، رغم أنّ الأغلب يعلم أن شراء المتابعين ليس أمرًا صعبًا، ولكن مع ذلك ينغرّ البعض بهالة الطبيب الأكثر مُتابعة عبر المواقع، ويمنحون ثقتهم أحيانًا لغير الأكفَاء، فيجبان تُمنح الثّقة للطبيب الذي لديه خبرة ومؤهلات وكفاءة تعكس سنوات طويلة من الدراسة الجادة والتطوّر في هذا المجال، على المُتعالجين الاطّلاع على تخصص الطبيب والشهادة التي بحوزته لضمان الجودة الأعلى للخدمة التي يُريدها".

الإهمال والاهتمام بالمظهر
يقول د خالد: "الابتسامة الجميلة هي مطلب الجميع، ولا شكّ أنّها تُضيف جمالًا للشخص وتمنحه ثقة أكبر بنفسه، لكن يجب ألّا يكون الجمال على حساب إهمال صحّة الأسنان، ويؤسفني أنّ هُناك متعالجين رغم حاجتهم لعلاج يتعلّق بصحّة أسنانهم إلا أنّهم يفضّلون جمال المظهر ويؤجّلون العلاج الأهم والأساسي، الأمر الذي قد يُفاقم الحالة الصحية للأسنان سوءًا ما قد يضطر بالطبيب لاحقًا من إعادة الإجراءات للقيام بالعلاج المناسب من الأساس إلى أن يصل إلى الأمور التجميلية، هذا من جانب، ومن جانب آخر بعض الأطباء يُهملون الطب الوقائي، فيعالجون المريض دون توصيته بالعودة للقيام بفحوصات دورية تضمن فترة سلامة أطول للأسنان".
وتابع قائلًا: "أحيانا يصل إلى العيادة أشخاص ويطلبون إجراء القشور الخزفية، لكن هنا تكمن مهمّتي كطبيب، أقوم بفحص الحالة أولّا وإذا وجدت انّها لا تحتاج لتجميل وفقًا لرغبة المتعالج فأنصحه أولًا وأرفض القيام بالعلاج، حتّى ولو كان الأمر مُربحًا من الناحية المادّية لكني أنظر إلى الأمر بصورة مهنيّة وصحّة الأسنان عندي تكون بالدّرجة الأولى، أقوم بما يُمليه عليّ ضميري في المهنة وأحاول أن أشرح للشخص كافة الخطوات والإجراءات التي يمكن أن تُحسّن المظهر ويتلقى النتيجة والجودة الأفضل وذلك وفقًا لحاجته ليس أكثر".

أسعار علاجات الأسنان.. مُبالغة مُفرطة ام معقولة..
يقول د. خالد: "انا لا أجد مُبالغة بالأسعار مُقابل الخدمات التي تقدّم للمريض، طب الأسنان ضمن القطاعات الخاصّة ومعروف حول العالم بأنّ أسعار علاجات الأسنان تعتبر عالية نسبيًّا وهذا يعود لعدّة أسباب، فالتعليم يُعتبر مُكلفًا جدًّا، ويحتاج الطبيب لوقت طويل لتحضير العيادة على مستوى عال مع أدوات ومعدّات ومواد باهظة الثمن، عدا عن المعدات التي تتطلّبها المختبرات من اجل الحصول غلى أفضل نتائج، وعلاوة على ذلك فنحن نتحدّث عن عمل يدوي يحتاج لدقّة عالية من الطبيب تفاديًّا لأي أخطاء أو مضاعفات، فلكل حالة خاصيّتها. ووجود فرق شاسع في الأسعار بين طبيب وآخر قد يرفع أو يُقلل من جودة الخدمة ويؤثّر أحيانًا على اختيار المتعالج فيلجأ ببعض الأحيان للأرخص بغض النظر عن الجودة، آمل لاحقًا أن تكون الأسعار مُتقاربة بين الجميع وكذلك جودة ونوعية الخدمة".
نصيحتي للأطباء: "حاولوا ان تتقدّموا في هذا المجال ولا تتوقّفوا عن التّطوّر فيه فهو مجال واسع ويمكن لأي طبيب طموح أن يصل إلى مستويات عالية فيه، ونصيحتي للمتعالجين، قبل أن تتوجّهوا لأي عيادة أو طبيب اقرؤوا التوصيات وردود الفعل واطّلعوا على المستوى التعليمي للطبيب والعلاجات التي قام بها وعلى هذا الأساس اختاروا الطبيب، لا تسمحوا لشهرة أو عدد متابعين أن تؤثّر عليكم، فصحة الأسنان مهمّة جدًّا بقدر أهميّة صحّة الجسم".


 

مقالات متعلقة