الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 23:02

موقف مشرف وموقف مخز.. كويت الشهامة وإمارات الذل/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 06/05/22 13:42,  حُتلن: 17:27

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

دولتان خليجيتان: واحدة اسمها الإمارات يتحكم بسياستها ولي العهد محمد بن زايد، الذي يميل بكل جوارحه إلى إسرائيل وكأنه أحد أحفاد بن غوريون أو شامير، والثانية اسمها الكويت يدير أمورها العامة ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، الذي يرفض بشدة هو والقادة السياسيين في هذه الدولة أي علاقة مع إسرائيل، وهو موقف مبدئي لا يناقش فيه.
مواطن كويتي اسمه بدر الهاجري، أعلن عن انسحابه من منافسات بطولة "صنواي" الدولية للشطرنج المقامة حاليا في إسبانيا، وذلك لأنه سيواجه لاعب إسرائيلي. وبحسب ما ذكرت صحيفة "القبس" يأتي انسحاب الهاجري تأكيداً لموقف الكويت الثابت والرافض للتطبيع بكل صوره مع دولة الاحتلال. وقد شهدت الأشهر الماضية العديد من المواقف المشابهة لأبطال الرياضة الكويتيين الذين رفضوا خوض مواجهات أمام لاعبين إسرائيليين في ألعاب مختلفة.
ففي شهر يناير/كانون ثاني الماضي، رفض لاعب المنتخب الكويتي للتنس محمد العوضي مواجهة لاعب إسرائيلي في الدور نصف النهائي من البطولة الدولية للمحترفين تحت سن 14 عاماً، والتي أقيمت في ‫دبي. ويقول موقع "الخليج أون لاين" إن عدد اللاعبين الكويتيين الذين رفضوا منافسة رياضيين من دولة الاحتلال في بطولات استضافتها الإمارات بلغ العام الماضي بلغ ثلاثة لاعبين.
الإنسحاب من مواجهات مع الإسرائيليين لا يتوقف في الكويت على الرياضة فقط. فالكويت وبالأحرى الشعب الكويتي بشكل عام يرفض التطبيع ويدعم سياسة الكويت في موقفها. فهناك مخترعة كويتية شهيرة مهندسة اسمها جنان الشهاب، انسحبت من المشاركة في "إكسبو دبي 2020"، الذي يقام في مدينة دبي الإماراتية، عقب إعلان المعرض عن فعالية للاحتفال باليوم الوطني لإسرائيل بمشاركة رئيس دولة الاحتلال. حتى أن موقع "سنا نيوز" الإخباري الكويتي: ذكر في تغريدة له على تويتر: "رجال ونساء الكويت يؤكدون موقفهم الرافض لأي تطبيع مع الكيان الصهيوني".
وكان موقع الخايج اون لاين قد ذكر في الثالث من الشهر الماضي عن انسحاب وفد أكاديمي كويتي من مؤتمر استضافته جامعة البحرين الحكومية، وذلك إثر مشاركة وفد إسرائيلي في فعالياته. رئيس "رابطة شباب لأجل القدس" الكويتية، مصعب المطوع أفهم الإسرائيليين، استناداً إلى وكالة "قدس برس" للأنباء "أن انسحاب الوفد الأكاديمي الكويتي يؤكد موقف الكويت الرسمي الواضح تجاه رفض التطبيع مع الاحتلال بكافة أشكاله"،
وهنا لا بد من الإشارة إلى الموقف الرائع لبرلمان الكويت. ففي شهر مايو/أيار العام الماضي، وافق مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) بالإجماع على مشروع قانون يحظر التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. ووفق القانون الكويتي، تعتبر إسرائيل دولة معادية، ويحظر على الأشخاص الطبيعيين والاعتباريين عقد اتفاقات أو صفقات مع هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسيتهم أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها. ويترتب على التعامل معهاأو إبرام الاتفاقات أو الصفقات، عقوبة بالسجن المؤبد أو السجن المؤقت من 5 إلى 10 سنوات، والغرامة المالية.
وبما أن الميدالية لها وجهان، فعلينا أن نرى ما يحمله الوجه الآخر وهو موقف الإمارات المعيب والمخزي. موقع "إسرائيل نيوز 24": ذكر الثلاثاء الماضي أنه "من المقرر أن تقيم سفارة إسرائيل في أبو ظبي حدثاً استثنائياً تحت عنوان إحياء ذكرى قتلى الجيش الإسرائيلي، من خلال حفل تأبين يُقام لأول مرة في دولة عربية" علماً بأن الإمارات تعرف تمام المعرفة أن إسرائيل تحيي ما يعرف بـ"يوم الاستقلال"، الذي يخلد احتلال 78% من أرض فلسطين في 1948، وإعلان إقامتها عليها.
وفي مايو/أيار العام الماضي، أقيم معرض لـ"الهولوكوست" في دبي. وقبل شهر من ذلك الوقت، أبدت الامارات رغبتها بمشاركة طائراتها للمرة الأولى، في عرض جوي احتفالي لطائرات مدنية في يوم النكبة الفلسطينية أو ما يُسمّى "قيام إسرائيل"، قبل أن تتراجع عن ذلك.
ومنذ توقيع الإمارات، منتصف سبتمبر/أيلول 2020، في البيت الأبيض، اتفاقا لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، تنوعت مجالات التعاون بين الطرفين في مختلف المجالات، أهمها الأمنية والعسكرية والتقنية والسياحة والمالية والاقتصادية والزراعية.
إذاً الفرق كبير جداً ين الموقف الكويتي المشرف والموقف الإماراتي المذل تجاه القضية الفلسطينية، وأقل ما يمكن قوله عن الموقفين: أن الفرق بينهما كالفرق بين الطهارة والنجاسة.


المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة