الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 12:01

الفكر الصهيوني (أوربا بلد اليهود والحاجز)/ بقلم: بكر أبوبكر

بكر أبوبكر
نُشر: 17/05/22 07:49,  حُتلن: 10:06

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

من فكرة الحاجز الاستعمارية وفكرة مجابهة الكنيسة بالبرتوتستانتية ذات العمق التوراتي نشأت بذرة الغرس للكيان الغريب في فلسطين، وماذاك الا خدمة أصيلة للفكر الاستعماري المهيمن أولًا.

بكل وضوح تحالفت المسيحية الصهيونية (الانجيلية الصهيونية المتفرعة كجناح عن البروتستانتية) مع المطامع الاستعمارية الأوربية الغربية، ثم لاحقًا مع صنيعتها الحركة الصهيونية لتتخلص من عدو داخلي وعدو خارجي معا.

كان يهود أوربا (في غربها وشرقها بالحقيقة أي تحت حكم الاوربيين الكاثوليك والأرثوذوكس) المضطهدين والمنبوذين من العقلية الاوربية الاستعمارية، عدو أوربا الداخلي الاكبر الذي يقلق صفاءها المسيحي الديني، ثم "العرقي" على مكذبة أنهم عرق منفصل ما تبدى لآباء الصهيونية أن يتبنوه لاحقًا للتبني الاوربي في عصر القوميات ما بعد الحروب الأوربية الطاحنة.

تحالفت الصهيونية الانجيلية منذ "مارتن لوثر" وتجلياته المختلفة مع الفكر الاستعماري الأبيض ثم مع الحركة الصهيونية لزرع العبء الأكبر على كاهل الأمة، ولتبني الحائط العنصري أوالعازل الأبدى في قلب الأمة بعد أن تنقلت الصهيونية في تفكيرها بين أكثر من عشر خيارات من البلدان المختلفة لم يكن منها بلد أوربي واحد؟

لماذا ليست أوربا بلد اليهود؟

فلماذا لم تفكّر الاستعمارية الأوربية ومن ثم الصهيونية العالمية ببديل لليهود في وطنهم، أوأوطانهم الأصلية في أوربا؟ إما بفكرة المواطنة، أو بعمل دولة لهم في البلاد التي هم أبناؤها وتشبههم؟

لأن الهدف بإبعاد اليهود عن قلب أوربا لم يكن حُبًا باليهود بقدر ما هو تخلص منهم لأسباب مختلفة دينية في الأساس، ومن ثم اقتصادية وسياسية استعمارية أنمت كراهيتهم عبر القرون الدامية والنابذة لهم.

وهل لمحب أن يطرد محبوبه ويلقي به بعيدًا عنه؟

بالطبع لا.

لم يكن مخطط الطرد أو القذف بعيدًا عن أوربا إلا تخلصًا من اليهود الاوربيين (شرقا وغربا) الذين كانت الكراهية والنبذ لهم تتعزّز أوربيا لاسيما وسيل الاتهامات الذي كان يلاحقهم طوال قرون من أوربا المسيحية ثم الاقطاعية.

وكان أن نشأت "المسألة اليهودية" في القرن 19 ثم العشرين بالهدف الحقيقي للتخلص منهم، والتي كان ممن ناقشها فكريًا كل من برونو باور وماركس ولينين وغيرهم سواء بهدف الحل الانساني، أو التخلص منهم.

كما تصاعدت حملات الكراهية والنبذ وأفكار التخلص أو الإبادة ضد يهود أوربا لأسباب اقتصادية ومشبعة بالإشارات الدينية التاريخية، ثم بعد اتهامهم بقتل القيصر الروسي عام 1881 وارتكاب المذابح الأوربية الشرقية بحقهم، ثم ما تلاها من تململ أوربا وخاصة بريطانيا ومعها أمريكا من الهجرة اليهودية لبلادها، ثم ما كان لاحقًا من المذابح النازية اللاحقة.

الحلقة الثانية من سلسلة حلقات حول: الفكر الصهيوني بين القهر والخوف 

مقالات متعلقة