الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

الانتخابات.. ليتهم يتعلمون

بقلم: سميح خلف

سميح خلف
نُشر: 19/05/22 23:26,  حُتلن: 23:27

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الحركة الطلابية كانت الرافد الحقيقي لتغير مفاهيم الصراع بين المنظور الفكري الكلاسيكي القومي والبعثي والاخواني والشيعوي ونظرية الجيوش التي ستغرق ما يسمى اسرائيل في البحر وفشلها وبين منظور فكري وفكرة تحتذي بحركات التحرر الوطنية والعالمية، ولذلك نجحت حركة فتح في احداث تلك التحولات ثقافة وسلوك وانتماء لسنوات معدودة اقل من عدد اصابع اليد لتشتعل ثورة وينخرط الشباب والنخب الوطنية فيها وتتبعها في متغير ايضا كثير من الاحزاب القومية واليسارية وبعدها الاسلامية، ولكن هل نجحت الفكرة؟ ام تم التحول والتغير عن الفكرة؟ وهنا الخطورة.. التنازل عن الفكرة تبعها انهيار في تطبيق الفكرة باهدافها بمبادئها بقيمها الوطنية، اي الانهيار السلوكي الذي تبعه محاولة تغيير للثقافة الوطنية بطريقة التضليل الذي لها انعكاس على الجغرافيا التاريخية الوطنية.

من المعروف او الثوابت لاي حركة وطنية لا تتنازل عن ميثاقها وادبياتها فيمكن ان تنتصر او لا تنتصر وربما تدخل في منحنى الزمن بين الصعود والهبوط ولا يعد فشلا. والفشل الحقيقي يتم عندما تتخلى قيادة حركة التحرر عن ادبياتها وتدخل باعتراف تتخلى بموجبه عن الاصول التاريخية والثقافية لشعبها. والواقعية التي يتحدثون عنها هي مفاهيم تضليلية وكارثية للاجيال وكمبرر لخطيئة وخطايا ترتكب يتم التمادي فيها وتتوه التعريفات لاي حركة.. هل هي حركة تحرر؟ ام حزب؟ ام مليشيات لقيادات محلية؟ ام شركة تخضع لصندوق رأس المال بتحالفاته التي لا تبتعد عن شركاء مع العدو ذاته؟

ويبدأ تصنيف التناقض الرئيس والتناقض الثانوي، فمن المعروف والثابت ان التناقض الرئيسي مع حركات التحرر عدوها الذي سلب ارضها وقتل ابناء شعبها وتتحول تلك المتجهات الرئيسية لتناقض ثانوي وتنتقل دائرة الصراع على المستوى الذاتي الداخلي لتناقض رئيسي بين الفصائل والاحزاب الوطنية وصراع على الوجود والتمثيل والامتيازات للفصيل الاكبر قوة ودعم خارجي.. وهذا ماحدث ويحدث في الساحة الفلسطينية.

فكرة الانتخابات فكرة من ضمن المفاهيم الغازية والغير ناضجة بمرحلتها للشعب الفلسطيني، فالانتخابات في ظل ودود الاحتلال واعوانه على ابواب غرف صناديق الاحتلال لا يمكن ان يكون له اي مفهوم ديمقراطي، فالانتخابات لدولة وشعب ذو سيادة على ارضه ومقدراته ولكن الشعب الفلسطيني يفتقر لهذه الارضية وبرغم معاكسة ابجديات مشروع التحرير والقبول بما سموه واقعية فشلوا في تحقيق مشروع السلام كما فشلوا في مشروع الكفاح المسلح وفشلوا في اثبات وجودهم في اكبر ساحة من مكون الشعب الفلسطيني وهي الساحة الطلابية.. اذا ما هو مبرر وجودكم وطنيا؟

لا اريد هنا ان انبش التاريخ باحداثه واكتفيت ان اضع رؤوس اقلام يمكن ان يضع الكثيرين تفاصيلها، ولكن سقط مشروع الكفاح المسلح بايدي قيادة فتح، وفشل مشروع السلام التنازلي التفريطي بايدي قيادة فتح ... ونجحوا في اقصاء الثوار والمناضلين ونجحوا في تحويل مال الثورة لخزائنهم ليمتلكوا صكوك الغفران لخلق فئة التسحيج والولاء، ونجحوا في خنق الوعي.. ونجحوا في تكريس القوة العشائرية التي تفرض نفسها على مستويات الاطر الحركية ،نجحوا انهيار الوحدة الوطنية التي دعائمها فلسطين كل فلسطين، نجحوا في تجويع المناضلين.. نجحوا في تشكيل اجهزة امنية تعمل بشكل عصابات لتغتال وتعتقل وباحقر طرق همجية كما حدث مع نزار بنات... نجحوا في تقسيم ما تبقى من ارض الوطن ولو كان مازال تحت الاحتلال.. كل هذا نجحوا فيه.

اذا لماذا خسرت فتح وليست بفتح بل نهج من القراصنة استولى على تاريخها واسمها وجماهيرها التي حكمت برغيف الخبز ومقتضيات العيش.. ربما الفئة الطلابية غير محكومة بالضبط كاولياء امورها بالراتب والاعتقال والتكيل ولذلك اتت النتائج في بير زيت وبيت لحم، ولكن ايضا ماذا يحدث في جنين والقدس سقطت السلطة وسقط الاحتلال فكيف سينجحون في انتخابات.

ليتهم تعلموا او يتعمون منذ الاخطاء الكبيرة في عمان في اواخر الستينات وانا عايشتها بتفاصيلها.. ليتهم تعلموا من اخطائهم تجاه الحركة الوطنية اللبنانية وفعلوا مراجعات لاخطائهم في في شارع الحمراء وجمهورية الفكهاني.. وووقوفهم متفرجين في تل الزعتر على ابادة ابناء شعبهم؟ او ماحدث فيصبرا وشاتيلا بالركوب في قطار فليب حبيب واخلاء المخيمات.. ليتهم تعلموا بكبح جماح الفسدة والزناة واللصوص في كل الساحات.. اذا هل تتوقعون فوز لهم؟

هل تذكرون انتخابات 2006م هل تذكرون انتخابات البلديات؟ هل تذكرون عمليات الفصل التي طالت 50 مناضلًا منهم عاصفيون تاريخهم مشرف اكثر من اي عضو مركزية او ثوري او غيره.. هل تذكرون منذ عام 2001م كم عضو وقائد حركي فصلوه؟ هل تذكرون كم عائلة حرمت من راتبها؟ هل تذكرون قائمة الموساد والشاباك لقيادة فتح بمنع دخول عشرات الكوادر من دخول ارض الوطن.. هل تذكرون في طرابلس عندما سلم امن ليبيا شبكة جواسيس ابان وجود محمد المدني لمكتب الغربي في طرابلس واتت طائرة اخذتهم لتونس ليطلق سراحهم.. والكثير الكثير.. يقول ابو مازن ان الجاسوس يعدم ويترك لراتبه لاسرته مش صحيح انتم لم تعدموا جاسوسا على الاقل منذ عام 1974م هل اعدمتم عدنان ياسين ام بقي.

راتبه يصله لولة البوسنا وابناؤه ضباط لديكم ومن اغتالوا عاطف بسيسوا موجودين لديكم وكثيرين.. بل قطعتم رواتب مناضلين فقراء لا يملكون الا راتبهم.

اجمالا.. قيادة حركة فتح تتحمل المسؤلية الكاملة لانهيار المشروع الوطني وانهيار الكفاح المسلح ومسؤولة عن التنازل القانوني والرسمي عن املاك الشعب الفلسطيني الفردية والوطنية بما لا يخوله لها دستور او نظام او غيره والمجلس الوطني الذي يشكله المال السياسي لا يمثل الشعب الفلسطيني.. اذا لن تنجحوا لا في مشروع سلام ولا ديموقراطية فالشعب اصبح يدرك من انتم.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة