الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 17:01

كيف يصل الشاب الى مرحلة إدمان الكحول؟

بقلم: د. غزال أبو ريا

د. غزال أبو
نُشر: 12/06/22 14:46,  حُتلن: 18:25

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يمكن أن يقول شاب "ما ضرر زجاجة من البيرة أو مشروب آخر"، وأقول لك يمكن أن تبدأ رحلة العذاب بزجاجة أو كأس وتبدأ مرحلة الضياع، هناك ثلاث عشرة مرحلة يمكن أن يمر بها"الشريب"بسرعة،حتى يصبح مدمنا ومن الصعب عندها أن يتخلى عن الكحول الا اذا قرر ان يبدأ العلاج والفطام.


يمكن ان يبدأ الشاب الشرب في مناسبات اجتماعية،في هذه المرحلة يشرب لأنه يريد تقليد الآخرين حتى يكون مقبولا على المجموعة،يوهم نفسه انه من خلال الشرب يخفف من توتراته لكنه ينهض صباحا ورأسه يؤلمه ،يشعر بدوران ولا يستطيع النظر الى زجاجة الكحول بعد ما حدث له في ساعات الليل المتأخرة.


هنا ينتقل من مرحلة الشرب الأول التي كانت صدفة إلى مرحلة اخرى يزيد بها كمية الشرب ويذهب بتفكيره بأن الشرب ضروري له وهنا تبدأ خطوة التورط في الإدمان.


المرحلة الثالثة يفقد السيطرة على كمية الكحول التي يشربها وكيف لا وقد اخترق الكحول جسده،وتتمخض عن الشرب نتائج سلبية مثل تبذير الأموال ودعوة الآخرين للشرب على حسابه الخاص.


بعد ذلك يختلق "الشريب" مبررا لنفسه فمثلا يقول انه في البداية كان تعيسا واليوم ولد من جديد وهذا اسلوب دفاعي غير منطقي لتبرير سلوكه،وتبذير امواله،لكنه ما زال يقول ان بأمكانه السيطرة على نفسه وانه لا "يسكر".


بعدها يبدأ يومه بشرب الكحول مثلما يشرب الآخرون كأسا من العصير،القهوة أو الحليب ويصبح الكحول بمثابة علاج له ليتناسى الشعور بالذنب لانه شرب بكثرة قبل يوم.وبعد شربه للكحول صباحا يجد نفسه وحيدا ،يشرب في كل ساعة من ساعات اليوم ويتحول الى انسان عصبي يكسر الاثاث ويتنازع مع الآخرين بدون سبب ويشعر بالخوف لأن الآخرين يشيرون إليه كأنسان معزول وغير طبيعي ويتضايق من كل نظرة للآخرين،هنا الشرب يفقده قدرة التمييز بين الحسن والسئ وان الحل لمشكلة الشعور عنده بعدم الثقة هو الاكثار من الشرب.


إن المرحلة التي تلي هذا الوضع تعرف بمرحلة "السكر الدائم" ،وهنا يكون مدمنا ويشرب بكميات ويفقد السيطرة على نفسه،ويشعر انه بحاجة ان يحافظ على نسبة الكحول في جسمه ولا يمكن ان يقوم بعمل بسيط بدون تعاطيه الكحول،ينسى نفسه وعائلته ،عمله،ينسى اصدقاؤه،يفقد الشعور بالمسؤولية،على استعداد ان يكذب او يسرق من املاك بيته لكي يبيعه ويشتري الكحول،يشعر انه مهزوم ويقتله الذنب ولكن يبدو ان الزمن فاته،يحاول ان يثبت انه ليس المذنب بل من حوله لا يفهمونه
ثم تنشأ عنده كراهية للناس ولأقرب الناس اليه،وتبدو علامات الشرب عليه ،على جسمه وسلوكه ،يغضب كثيرا،يرتجف،يترنح،خطواته في ارتباك،الم في جهاز الهضم،الكبد،وأعضاء اخرى في جسمه،يدخل في نزاعات مع الناس،يضرب ويضرب، في المرحلة الاخيرة على "الشريب" ان يقرر ويمكن ان تساعده عائلته ان يذهب لمراكز علاجية او يستمر في طريق الادمان التي تقوده للنهاية.


هذا وللكحول اخطار عديدة،تؤثر على السياقة،تشويشات في حدة الرؤية،عدم التركيز والنعاس."الشريب"يثق بنفسه اكثر من اللزوم،حب المخاطرة والسياقة السريعة،في الولايات المتحدة تشير الابحاث ان نصف حوادث الطرق سببها تعاطي السائقين للكحول.


هناك اعتقاد أن المشروب يروي الانسان ويقلل من عطشه في يوم حار،هذا الادعاء غير صحيح،عند تناول الكحول يفقد الجسم كمية من السوائل،يزداد العطش وشرب الكحول يؤثر سلبا ويؤدي الى اختلال في توازن السوائل في الجسم.
اعتمدت في كتابة المقال على كتاب لي
"التربية للقيم الاجتماعية". 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة