الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 12:01

عصارة الألم -الكاتب والأديب د. محمد زيناتي

د. محمد زيناتي
نُشر: 15/06/22 00:43

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

فكره هذه الخواطر هي اعلان حرب على النفاق وأهله، وعلى سياسة الضبابية، بعالمنا الذي نريد له الأفضل، اخترت التحدث بصيغه الناقد لأبسط فلسفه الخواطر عند القارئ، لا ولن تحمل هذه الرسائل توجيها لاحد، بل لتنقل صرخة وصوت عساه يقع على اذان صاغيه، وانا على تقه ان هناك الكثير من الناصيتين والموجوعين متلي واكتر 

حتى نرمم ما بحاجه للترميم، علينا وقبل كل شيء الهدم وبناء اساسات جديده مرتكزة على حكمه اسلافنا، ولنضع نصب اعيننا اختيار أفضل الأشياء ف بنهاية المطاف من يسكن البيت أولادنا وجيل المستقبل.

انا اكتب بألم شديد وعيني تدمع الى ما الت اليه احوالنا واحوال مجتمعنا واحوال أمتنا، أصبحنا نقف على شفير الهاوية، ومنا من يعتقد اننا سقطنا منذ زمن، أتساءل بربكم من منا المذنب، اسيادنا، قادتنا، حكامنا، أباءنا، اجدادنا، انا أنتم ام كلنا وكلهم مذنبون ... من غير المنصف ان أحمل اللوم على احد ولكن عندي من الشجاعة ما يجعلني أقول للأعور أعور بعينك، احمل بالدرجة الأولى المسؤولية للأهل المتوانين عن متابعه أولادهم، ولرجال الدين الغير متفرغين لرعاية رعاياهم ولرجال السياسة الذي يتمركز شغلهم الشاغل بالحفاظ على كرسيهم وللمدرسين والمدرسات المتجلي همهم براتبهم كل شهر ... الويل لكم ولنا جميعا ان لم نستيقظ ونلجم زمام الأمور فسيذكر لكم التاريخ فشلكم بضياعنا الجميع.

ابكي على امه باعت مبادئها ولبست توب العار

والله لو قرأ الناس كتب الدين بصدق لخجلوا مما نعيشه اليوم 

اذا اردت ان يحبك الناس لا تتكلم بالحق، وكن منافق، وشعارك فرق تسد، وستتبوء اعلى المناصب، انصحكم ان تكونوا عكس ذلك وتربحون الله بحياتكم 

لكنت اندهشت لجمال كلماتهم، وبراءتهم، وصوتهم الملائكي، وقوه روحانياتهم، لو لم أكن أعيش معهم بنفس الحي وحارتهم حارتي، وكما قال المثل، الأخبر بأخبارك الله وجارك. 

سألت صديقي لمدا فلان دائما ملتزما للصمت، هل هو زاهد، قال لا، ام اختار عدم الكلام، فلم اتلقى منه اجابه، وبعد مده وعن طريق الصدفة سمعته يتكلم ذاك الصامت فعرفت عندها كم السكوت والصمت نعمه لمثل هؤلاء.

الأصل الطيب والنفس الأبية، والمروءة والشهامة، لا تتوقعها من زمره رضعت النفاق وحبت أولى خطواتها بطريق الخيانة، ومشت على مذهبيه الغدر حتى تتملك، واختصاصهم ان يكونون مراؤون ويتملقون ك الزئبق ونسوا انهم تراب والزئبق هناك مشلول القوى. 

اشكر رب العالمين على النعم التي افاض علي بها باهل بيتي وعائلتي وجيراني واصدقائي واخواني، ولا استثني منهم أحد السيئ قبل الجيد فلولا سوئهم لما تجلت قوه ايماني 

لا تلوموهم إذا كانوا لا يشاركون أحد ولا يملكون الوقت لاحد، ولا ترفعونهم الى مرتبه النرجسية فهم اكتر تواضعا مما تعتقدون، وعدم زيارتهم لكم حتى لا تتحملون العبء، عند حد قولهم، ربي زدني من ايمانهم ايمانا وتواضعهم تواضعا ولكني سأبقى زائرا للناس ومحبا لهم وسائلا عنهم وعن مرضاهم واحزن لحزنهم وافرح لفرحهم ... ولا اريد المناصب..

قرفت وزهقت من فلان المدعي انه يمتاز بالروحانيات عن الاخرين، مجرد انه تعلم ببلاد بعيده، وهل الكاهن الدارس بالفاتيكان او الامام الدارس بالأزهر او السايس الخاتم بلبنان يملك من العلم والروحانيات اكتر من غيره، الجواب واضح لا وألف لا ... 

هناك أناس تدّعي نعمه وموهبه العضه بالأخر حتى صدّقت هذا الادعاء وفرضته واقع، وهنا تقبع ام المشاكل، الواعظ أيا كان يستعمل أسلوب الاستدراج العاطفي وأكثرهم يتكلمون بلغه لا يفهمها الموعوظ به , ويوجهون السفيه بحسب بوصلتهم , وأكتر أعدائهم هم هؤلاء المثقفون اذا تواجدوا اثناء شرحهم للحقائق , فهم لا ينخدعون ويجابهون ويناقشون ويحاورون ويحاججون ... حتى تتسلط اتباع السيد عليهم ويبعدونهم عن الديوان ....  انتبهوا ويل لأمه تدعي المعرفة وتحمل رايه الغباء.

اول ايه انزلت بالقران الكريم اقرأ، وليس اسمع، اما نحن امه نحب الاستماع لمن يقرأ ويفسر عنا كل على منواله وهواه حتى ضاعت كرامه الكلمة

من وظائف اهل المعرفة والعلم والدين ان تقرب القلوب ولا تبني امجادها على غاية بنفس يعقوب، واليوم أصبحت غايات يعقوب تسيطر على دواوينهم 

شتان بين الحرب الباردة التي تحرق النفوس والحرب الضارية التي تحرق الأخضر واليابس، وبكلتا الحالتين الكل خاسر والرابح الوحيد هو الشيطان.

رأيت ذاك المارد قبل الحرب مشلولا، واخاه صامتا يعاني الصدمة، فتذكرت جبروت جوليات الذي استخف بالمقلاع، وراح ضحية

للبيوت حرمات، وللأسرار قدسيتها، لكن من لا يعرف هذا فهو خسيس منزوع الكرامة، وقليل النخوة، ولا يملك من الشيم شيما، وإذا تسلح بخبت نواياه فلن ينعم بالنوم الهنيء اذا كشف امره والبادي اظلم

حتى الدبابير لها عشوش تأتوي بها، وما ان يزيد طنينها حتى تباد على يد الجنائني 

سأل غلام حكيم أكل الدهر عليه وشرب لماذا علينا ان نعترف بأخطائنا وخطايانا امام من يدعون انهم منزهون عن الخطيئة كونهم يتبوؤون منصب روحاني، فأجابه الحكيم، ومن ارغمك على ذلك وهل هم يعترفون بذنوبهم لو وجدت لأحد او امام أحد.

كتب بعض الأصدقاء مره عريضة موقعه الى صديق لهم ووقعوا عليها معاتبين إياه بالمحبة انه يسير على عكس خطاهم، وكان ذلك الصديق متملقا صاحب نفوذ وقامت الدنيا ولم تقعد، واتى ليعاتب الأقوى فيهم وسأله لمدا كتبت عني ما كتبت، فأجابه، كي تعي اخطائك، اذا قال المتملق لا تنكر ما كتبت، فأجابه لا، واخد يتوعد وعندها سأله صاحب الرسالة هل تعاتبني لوحدي ام عاتبت الجميع، وبصوت صارخ أجاب لم أرى سوى توقيعك على الرسالة، وماذا عن أصدقائي سأله، فأجاب وكأني رأيت بصمات لتلات حوافر.. فعلم كاتب الرسالة انهم تراجعوا عن مبادئهم وتمتم قائلا اشكر الله أنى لست سلعه تباع وتشترى بالهوان. 

عندنا من الصالحين أناس كتر بمحافلنا، وعندنا حبه الطماطم الفاسدة، وأخشى ما اخشاه ان تفسد محيطها

تعودنا بالماضي ان نجامل ونكبر امام فلان وتغطينا قيم جبر الخواطر، حتى أصبحنا عرضه للهجوم وما زلنا نجبر الخواطر زورا 

نعيش اليوم بعصر تختلف مركباته عن عقود مرت، ولا نريد لأنفسنا التأقلم مع هذا الواقع ونتعامل معه بحكمه وخير دليل على ذلك لا نستبدل الأمور القديمة او نحدثها لتتماشى مع الأحداث..  ولأعطي امتله: أساتذة المدرسة كبار العمر أخلوا اماكنكم للجيل الجديد ف المنهاج تغير وأنتم أنتم والعترة على الطلاب، رجال الدين الغير ملمين بالتفاسير وغير مستقطبين للجيل الجديد ان يزور دور العبادة، وّكلوا من بإمكانه ملأ هذه الثغرات وعنده من القدرات ما لا تملكون، اهل السياسة ترفعوا عن العائلية والنمطية واتركوا المقود لمن بإمكانه الإصلاح   وأعدكم اننا سنعود لملأ الخانات الفارغة بقدرات لا تحدها الحدود 

  سئمنا الصمت عن المفسدين بيننا والكل يقول لا دخل لي، ولكن اعلم أيها الغافل ان لم تصلك النيرات بعد فالدخان الأسود ستستنشقه لا محاله 

لا أنكر ان هناك أناس جاهدين من اجل الخير والأفضل لنا ويسهرون على رعاياهم ليحّمونهم من الطغيان، واذكرهم ان حواء كانت داخل حدود الجنة ولم تشك بالشيطان حتى نالت ما تستحق، 

ابكي على الأجنة التي تولد اليوم تحت ظلمه التهميش وسياده الأنانية، ولم تعش نشوه الروحانيات التي كانت تطفوا بأيامنا الخوالي

ما اكتر الواعظين الفقراء الذين لا يزادون عما يعرفون منذ عشرات السنين حتى أصبح المتلقي يتوقع كل كلمه يتفهون بها قبل نطقها، لا الومهم ولا الوم المتلقي فهذا الواقع كي يتغير بحاجه الى تغير جدري وقلب الطاولة وكلي امل ان تأتي الساعة لحدوت التغير 

لا تتسلحون بالمسموح الكلام به والممنوع عليكم به الكلام، انا أعيش بدائرة تجمعني وتجمعكم، وبالله عليكم من ملككم طابوا الدائرة على اسمكم أيها السادة 

هناك أناس تعتقد انها تمتاز عن غيرها بالفطنة والحكمة والرّقي   ولا تعلم ان غيرها ينظر اليها باستخفاف واستحقار 

اياك ان تخاف ولا تجابه، كن درع بوجه من يريد طمس شخصيتك وعرفه حدوده ولا تخشاه ولا تتوارى عن كشف حقيقته الزائفة

لم اخجل يوما من الفقر او من المرض لكني خجلت ان أناسا يدعون انهم أهل الخير كانوا بحياتي وهم كاذبون 

أصبح بعض الأشخاص شغلهم الشاغل تدبير المكائد للإيقاع بمن يجابههم ونسوا ان ابن اوى لا مكان له عند الشرفاء   

د. محمد زيناتي

 

مقالات متعلقة