الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 18:02

تناقضنا يعيقهم .. السياسيين العرب ؟-بقلم : مهند صرصور

مهند صرصور
نُشر: 01/08/22 20:30

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

لماذا بعض القيادات العربية نجدها فوق النقد والتقييم رغم إنعدام تاثيرها ، بينما البعض الآخر نجده تحت مِجهر القذف والتشهير والتشكيك بشكل متواصل ؟!

وهل يُعقل ان تجدنا نصب جام غضبنا على من انجازه جزئيٌ لأسباب كلنا نعيها ، ونعفي صاحب الخطب العصماء من اي مسؤولية ؟ تجدنا نسخر من إخفاق أولئك الذين يرمون سهامهم علّها تصطاد ما ينفعون به غيرهم ، ونُكبّرُ لمن لا يملك حتى قوسا . ندق باب احدهم في الليل من اجل مساعدة ابننا المحتجز عند المعبر فيترك اهله ويسير في خدمتنا ، وفي الصباح نُؤّمّن على دعاء خطيب يُخوّن قائم الليل في خدمة اهله . نهلّلُ لقيادة شعبية/دينية/وطنية حالمة تنتظر تحقيق العدالة من تلقاء نفسها وتدفع بنا لانتحار داخلي وتخاصُم عربي عالمي ، وفي المقابل نهنأ دون شكر بكل انجاز يحققه السياسي ونعتبر انه حق قد حقق نفسه بنفسه .

نتسائل دوما وعند كل واقعة اين السياسي ؟ ماذا فعل لنا ؟ ولماذا لم يقُم بفعل كذا ؟ لماذا غفل عن هذا ولم يستبق ذاك ؟ واسئلة مشكّكة اخرى كثيرة وغير مسؤولة نوجهها للسياسي لتكون المسبب الرئيسي لكثير من الاخطاء التي قد يرتكبها بعض الساسة ، كالمكالمة الإفتراضية التي قام بها السيد ايمن من اجل طلب عون السطات ، او كالوعود المتكررة دون رصيد التي يطلقها عند كل زيارة لشخص في مستشفى او لبيت مُعنف من السلطات ، والتي تكون دوما فوق طاقته رغم ايماني بحسنِ نواياهُ .

وفي المقابل نجد ذاك الخطيب المعصوم او الكاتب الفذ او الشيخ المجاهد او الاعلامي المُتهكم او الوطني الأبيّ ، الذي يحظى بكل التقدير ، وجُل الإنتباه ، وحفاوة الزعماء ، ومقاعد الشرفاء في كل ندوة او عرس ، وبرئاسة لجان تحمل اسماء نبيلة ... ولكن دون انجاز حقيقي واحد يذكر ، ودون تاثير ايجابي طفيف في اي موقع او موقف ، بل وربما بعضهم يجتهد في ادخال العصي في دواليب عجلات عمل اخوانه لحسابات سابقة او لغيرة شخصية او ليمنع عن اخوانه اي إنجاز ليكونوا في هواء الفشل معه سواء ، ولكن من منا حاسبهم يوما ؟ او حاول تقييمهم ؟ او طالبهم برفع ظلم !

معايير مختلفة ، متناقضة ، صبيانية ، بعضها ظالم ، لربما في تقديري هي من اهم عوامل الهدم المجتمعية الداخلية ، لانها وفي اقله تقوّي صوت ذاك المنتقد دون طرح حلول وتقول له إستمر !! وتشدّ على يد الهدّام دون بديل ، والحالم دون تخطيط لمستقبل ، وتقوي الشيخ الغاضب على الحياة ومن فيها اجمع والذي يحتكر الصواب لنفسه وينادي بالفرج القريب لكل مستضعف وهو قاعد في بيته العمران ( الله يزيده ) .

تصرفات ومواقف واهواء تبدر عن كثيرين منا في اغلب الاحيان بشكل عاطفي صرف ، ودون حسبان لمآلاتها ، ولكنها تكاد تخلطُ للسياسي اجنداته ، وتفسد نظام تحركاته ، وتدخله في دوامة الرد الفارغ من اي معنى ، وتدخله خانة المُتهم الدائم ، وتصرفه عن العمل الجاد ، وتفقده جرأءته من إتخاذ اي موقف .

وبعد هذا واكثر ، نعود ونساله ماذا حققت لنا ؟

مقالات متعلقة