الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 12:01

يجب صهر القوميات والأعراق في بوتقة المواطنة الصالحة/ بقلم: صالح نجيدات

صالح نجيدات
نُشر: 03/08/22 11:34,  حُتلن: 12:17

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

مبنى المجتمعات العربية من المحيط الى الخليج مبنى قبلي وطائفي ومذهبي، مكون من اعراق وقوميات كثيرة، وكذلك المجتمع الفلسطيني , وهذا المبنى يصعب جدا تفكيكه أو تغيير مبناه، هذا المبنى القبلي أثر كثيرا على وحدة الامة والولاء للوطن وأثر على تربية الفرد الذي يعيش في أجواء هذه المجتمعات والتي اساسها الانتماء الى القبيلة أو الطائفة،   فيصعب على الفرد التحرر من الأفكار والقيود والتربية القبلية، لان هذه الكيانات التقليديه هي الحاضنه والحامية لامنه الفردي من الاخطار والداعمة له من ناحية اقتصادية ومعنوية , ومن هنا نرى ان ولاء الفرد الى القبيلة أو الطائفة اكثر بكثير من ولائه الى الوطن، والصراعات والحروب الاهلية في الوطن العربي أثبتت هذا الواقع، فالدول التي يدور في رحاها الحروب الاهلية تفككت الى قبائل وطوائف ويصعب بناء هذه الدول من جديد كدول حضاريه مبنية على مؤسسات مدنيه وقوانين وضعيه وتماسك بين نسيجها الاجتماعي , وللأسف الانظمة العشائرية والعائلية التي حكمت الوطن العربي في العقود المنصرمة وحتى اليوم لم تعمل خلال حكمها على صهر هذه القوميات والأعراق في بوتقة المواطنه الصالحه، ولم تربي موطنيها الانتماء للوطن, ورأينا ذلك جليا عندما دخلت القوات الامريكية للعراق كيف ان الشيعة استقبلوا الغزاة لبلادهم بالترحاب كناية بالطائفة السنية وبصدام حسين، بل هذه الانظمة العشائرية غذت هذه النعرات والتعصب، وبالاضافه الى ذلك وبالرغم من وجود مئات الالاف من المساجد ورجال الدين، والازهر في الوطن العربي، لم يستطع الدين الاسلامي الذي حارب القوميه والتعصب القبلي من التأثير وتغير الوضع في المجتمعات العربية والاسلامية وتخليصها من رواسب الجاهليه بل رجال الدين زادوا الطين بله من خلال اقامة الاحزاب الدينية المختلفة، ونتيجة ذلك اليوم وضع العرب اصعب بكثير مما كانوا عليه في العصر الجاهلي، ونتيجة الصراعات والانقسامات القبلية والمذهبية اصبح سهلا على اصحاب النوايا الخبيثة والقوى المعاديه للعرب اثارة الفتن والقلاقل والنزاعات بين مكونات الشعوب العربية لسلب ثرواتها، وهذا ادى لهذه الشعوب والمجتمعات الانهيار نتيجة الحروب الاهلية كما رأينا في سوريا والعراق ولبنان على سبيل المثال .
المبنى القبلي وكثرة القوميات والأعراق والمذاهب والطوائف يجعل من المستحيل توحيد ألامه العربية في هذه الظروف، إلا بحال ظهور شخص كالحجاج ابن يوسف الثقفي ليوحدها ويسيطر على الانفلات الموجود ورأب الصدع بين مكونات الشعوب، فوحدة الأمة العربية في دولة واحدة حلم كل انسان عربي شريف ان يرى المجتمعات العربية تتنصل من تبعيتها القبلية والطائفيه والمذهبية وتنتقل الى مجتمع متحضر يلحق بركب الشعوب المتقدمة . 

مقالات متعلقة