الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 16:02

صغيرة، صورة، وثور هائج

بقلم: د. سامي الكيلاني

د. سامي الكيلاني
نُشر: 06/08/22 07:35,  حُتلن: 10:39

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

الجيش الغازي

يفرض منع التجوال

المدينة تصبح سجناً

خلت الطرقات من الناس

أنهى الأطفال الألعاب دون نهايات

و"انضبوا" في البيت،

شتموا "حتى إشعار آخر" هذه.

الصغيرة تقف على نافذة البيت،

تسأل: ماما، متى يرجع بابا؟

وقفت تنتظر عودته

لكن الوالد ما عاد.

اقتحم الجنود البيت،

اقتحموا غرفة نوم الصغيرة،

لم تسعفها السنوات الخمس على الفهم،

لماذا؟ لماذا؟

كثورٍ هائجٍ يشاهد قماشاً أحمر،

جندي يهجم، ينتزع عن الحائط ورقة،

ورقة صغيرة نزعتها الصغيرة من دفترها

رسمت بيتاً يعلوه علم،

هاج الثور من الرسم،

وضع الثور الهائج بارودته في وجه البنت:

في أية روضة تتعلمين؟

من علمك هذا الرسم، هذا الرسم الممنوع؟

صاح الضابط بالجند: فتشوا البيت جيداً،

جمعوا كومة ممنوعات.... كتباً، صوراً، وجرائد،

وفجأة،

وجدوا جريمة أخرى:

"نيجاتف" صورة

الصغيرة بكنزة صوف بالألوان الأربع،

أبيض، أسود، أحمر، أخضر،

قلبوا البيت،

لم يجدوا الصورة،

واختفت الكنزة عن أعينهم،

أخذوا الصورة،

هددوا الصغيرة والأم،

نريد الصورة والكنزة،

ذهبوا،

شكت الصغيرة لأبيها: بابا،

جندي حقق معي،

كانت بارودته في وجهي.

××××

ذهبوا ونجت الصورة،

لم تصبح رقماً في أرشيف الممنوعات،

صارت حرزاً، رمزاً،

بشرى فشل الثيران في كل زمان

بشرى لفرح الأطفال في يوم قادم،

فرح لا تعكر بهجته هجمات الثيران.

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com 

مقالات متعلقة