الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 13:02

غانتس اليهودي وعباس الفلسطيني.. حكايات قتل وإبادة من نوع آخر/ بقلم: أحمد حازم

الإعلامي أحمد حازم
نُشر: 19/08/22 12:59,  حُتلن: 18:21

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

يقولون "كذب المنجمون ولو صدقوا" لأن المنجمين من المستحيل أن يقرأوا الغيبيات وأن يعرفوا ماذا سيحدث في المستقبل، لأن الله وحده العالم بالغيب وليس الإنسان. هذا هو موقف المؤمنين حول هذا الأمر. وما دام الشيء بالشيء يذكر عن الصدق فأنا أقول "كذب السياسيون ولو صدقوا"، وأنا أقصد ساسة الأنظمة الرسمية بشكل عام، مع اعترافي بوجود نسية منهم لا ينطبق عليهم قولي هذا، انطلاقاً من المثل الشعبي المتداول "إن خِليت بِليت".

وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس متقلب المواقف ويتجاهل التاريخ قصداً. فمرة يستخدم لغة التنديد بأقوال عباس حول وصفه المجازر التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين، ومرة يدافع عنه لأن إسرائيل بحاجة إليه في التنسيق الأمني. وبقول غانتس في هذا الصدد: "علينا الحرص على التنسيق الأمني. نحن موجودون هنا، والفلسطينيون هنا أيضا، وينبغي إقامة علاقات معهم."
غانتس يعرف مثل غيره من ساسة إسرائيل ان عباس لم ينكر أبدا المحرقة في خطابه. ويا ريت يعطينا غانتس جملة واحدة من خطاب عباس أنكر فيها المحرقة. لكنهم جميعا يمينيين ويساريين وغيرهم استغلوا كلام عباس للتغطية على ممارساتهم القمعية الإجرامية في الحرب الأخيرة على غزة ولا سيما في موضوع قتل الأطفال، ورأوا في كلام عباس فرصة مناسبة لشن هجوم مضاد على الفلسطينيين قد يمكنهم من تغطية أعمالهم.
اسمع يا مستر غانتس ما صرح به داني دايان مدير متحف “ياد فاشيم" لإذاعة الجيش يوم الأربعاء الماضي، والذي لم تعجبه تصريحات ساسة إسرائيل وانتقد رد فعلهم على تصريح عباس، حيث اتهمهم "باستخدام الوضع للتشاجر مع خصومهم، وهذا استخدام غير مشروع للمحرقة، في رأيي”.
غانتس يقول: "لا توجد ظاهرة مثل المحرقة التي تعرض لها يهود أوروبا واليهودية عموما في الحرب العالمية الثانية". كلام صحيح مائة بالمائة إذ لم يسجل التاريخ عملية قتل ملايين البشر كما جرى مع يهود أوروبا. لكن وصف مجزرة أو محرقة أيها الجنرال غانتس لا ينطبق فقط على الملايين بل على العمل نفسه. وأريد هنا أن أرجع مع غانتس إلى أعمال فتل في منتهى البشاعة تمت في القرن العشرين وأريد منه أن يعطينا وصفاً لها:
في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1956 تعرض مخيم خان يونس في قطاع غزة لأعمال قتل نفذها الجيش الإسرائيلي راح ضحيتها أكثر من 525 فلسطينيا، كما تم قتل أكثر من مائة فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح، ولا يزال قطاع غزة يتعرض لعمليات قصف جوي حتى يومنا هذا والتي تسفر دائماً عن وقوع المئات من القتلى. فكيف تصف يا مستر غانتس أعمل الفتل هذه؟
مثل آخر: مخيم صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين تم اقتحامه يوم 16 سبتمبر 1982، على مدار ثلاثة أيام، من المجموعات الانعزالية اللبنانية حزب الكتائب اللبنانى وجيش لبنان الجنوبى والجيش الإسرائيلى وأودت بحياة ما يقارب 3500 إنسان.
لجنة التحقيق الإسرائيلية "لجنة كاهان" التي تم تكليفها بالتحقيق في عمليات القتل البشعة التي وقعت في مخيم صبرا وشاتيلا، أوردت في فبراير/شباط 1983، اسم وزير الدفاع الإسرائيلي السابق أرييل شارون في نتائج تحقيقها وتناولت بالتفصيل الدور المباشر الذي قام به. وقد اعترف الجنرال رفائيل إيتان، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي آنذاك، على أن دخول ميليشيا الكتائب اليمينية المخيم تم بناءً على اتفاق بينه وبين وزير الدفاع السابق أرييل شارون.
والآن يا مستر غانتس: ماذا تسمي عمليات قتل آلاف الفلسطينيين في هذا المخيم بمشاركة دولتكم الموقرة؟


 

مقالات متعلقة