الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 12:01

حسين الشيخ ...مرفوض جماهيرياً ومقبول إسرائيلياً

أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 25/08/22 11:57,  حُتلن: 14:22

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

تتكاثر هذه الأيام الأحاديث المحلية والعربية والإسرائيلية وحتى أحاديث غربية عن فترة ما بعد اليوم الذي سيغيب فيه الرئيس محمود عباس عن المشهد الفلسطيني. عباس هو الرّئيس الثّاني للسّلطة الوطنيّة الفلسطينيّة منذ 15 ينايرعام2005 ، ورئيس منظمة التّحرير الفلسطينيّة، ولا يزال في المنصب على الرّغم من انتهاء ولايته دستوريّاً في التاسع من شهر يناير / كانون الثاني عام 2009؛ حيثُ مدَّد المجلس المركزي لمنظمة التّحرير ولايته الرّئاسية حتى إجراء الانتخابات الرّئاسيّة والتّشريعية مع نهاية فترة المجلس الوطني الفلسطيني.


لكن هذا التجديد غير قانوني. وبحسب معرفتي والمعلومات المتوفرة لدي فإن القانون الأساسي الفلسطيني ينص بصورة واضحة على أنه في حال خلو منصب الرئاسة أو فقدان الأهلية القانونية يتولى الرئاسة رئيس المجلس التّشريعي الفلسطيني إلى أن تتم الانتخابات لاختيار الرّئيس الجديد، وهذا لم يتم بعد انتهاء ولاية عباس لأن رئيس المجلس التشريعي في ذلك الوقت كان من حركة حماس، ولا تقبل "غتح" أن يتولى الرئاسة "حمساوي". دستورياً فإن عباس هو رئيس غير شرعي منذ الشهر الأول لعام 2009.


هذا الرئيس الفلسطيني الذي يعتبر رابع أطول عمر بين رؤساء العالم يتصرف بإدارة السلطة وكأنها بيته وليس سلطة يتم فيها اتخاذ القرار ديمقراطياً، الأمر الذي خلق مراكز قوى داخل حركة فتح نفسها لعدم الرضى عن تصرفات عباس، كما شهدت السلطة استقالة شخصيات قيادية مرموقة احتجاجا على هذا التصرف.


صحيح أن الأعمار بيد الله، لكن عباس يعرف أنه يلعب الآن بالوقت الضائع وأنه يشهد عداً عكسيا لولايته وعمره، خصوصاً أن وضعه الصحي في تراجع. الرئيس عباس، كان قد كلف حسين الشيخ عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمركزية لحركة “فتح” بمهام أمين سر اللجنة التنفيذية للمنظمة، خلفاً لصائب عريقات، الذي توفي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، رغم أن النظام الداخلي للمنظمة، ينص على انتخاب أمين السر في اجتماع اللجنة التنفيذية. هذا يعني ان عباس انتهك الدستور مجدداً.


هناك عدة أسماء يتم طرحها منذ فترة لمنصب الرئاسة الفلسطينية بعد غياب عباس، مثل مسؤول الأمن السابق جبريل الرجوب، محمود العالول لذي ينتمي إلى الحرس القديم للقيادة الفلسطينية كما يشاطر رئيس السلطة الفلسطينية استرتيجيته ومحمد اشتية، رئيس الوزراء الحالي. لكن "الإبن المدلل" لعباس في الوقت الراهن هو حسين الشيخ الذي يعتبر بحكم علاقته الوطيدة مع عباس الأكثر حظاً للرئاسة المقبلة، خصوصاً أن الرئيس عباس عين الشيخ في المنصب الثاني بمنظمة التحرير الفلسطينية، وهو يرافق الرئيس في الكثير من لقاءاته مع الزعماء الأجانب، ولا تختلف مواقفه السياسية عن مواقف رئيسه، مما يدل على أن عياس يحضره للرئاسة. وربما يريد عباس أن يكون خليفته صورة طبق الأصل عنه إسرائيلياً.


حسبن الشيخ موثوق به إسرائيلياً. قهو يرأس منذ عام 2007 مكتب تنسيق مع الجيش الإسرائيلي ويتعامل مع التصاريح والأمور الأخرى المتعلقة بالفلسطينيين. وأنه شخص يعرفه الإسرائيليون ويفضلونه. لكن الشيخ غير مرضي عنه فلسطينيا. فقد كشف استطلاع جرى قي شهر حزيران/يونيو الماضي أن 3% من الفلسطينيين فقط يريدونه الرئيس المقبل.


والغريب في الأمر أن المحللين يتناولون مدى أهمية المرشحين لدى عباس ولدى إسرائيل، وينسون الشارع الفلسطيني. وأنا أعتقد بأن الفلسطينيين لو كان لديهم حرية الاختيار لانتخبوا مروان برغوثي، الزعيم الشعبي الفتحاوي الذي يقضي خمسة مؤبدات في سجن إسرائيلي.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة