الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 05:02

من يعتني بالحيوانات البرية الجريحة أثناء الحرب؟

كل العرب
نُشر: 15/12/23 12:24

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

جعلت الحرب إنقاذ وعلاج الحيوانات البرية المصابة - وهو أمر يمثل تحديًا حتى في الأوقات العادية - أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى. هكذا يتم إنقاذ الحيوانات البرية خلال أيام الطوارئ وصفارات الانذار

ريعوت ألون، زاڨيت

عندما تلقت نوغا شتاينمايتز بلاغًا عن نسر ذهبي (Aquila chrysaetos) تعرض لصعقة كهربائية، كانت في طريق عودتها من بيت عزاء لدى متطوعة تعرض شقيقها للقتل في الهجوم المفاجئ في كيسوفيم. كان مفتش سلطة الطبيعة والمتنزهات في التجنيد الاحتياطي، فتحرك متطوعو "حيبولنس" ومفتشون آخرون لأخذ النسر وتسليمه لشتاينمينتز، وهي أيضًا متطوعة في "حيبولنس"، ونقلت شتاينماتز النسر، الذي وجد ملقى على الأرض في قاعدة عسكرية في الغور بعد إشارات من جهاز الإرسال الخاص به، إلى مستشفى الحياة البرية في رمات غان، تحت صافرات الإنذار، ولحسن حظه، وصل النسر لتلقي العلاج في الوقت المناسب.

مع اندلاع الحرب، أصبحت أشياء كثيرة أكثر صعوبة - وأحدها إنقاذ الحيوانات، والحيوانات البرية على وجه الخصوص. ومع ذلك، مثل النسر، انقاذ الحيوانات البرية المصابة في جميع أنحاء البلاد ونقلها إلى العلاج الطبي، ما زال قائمًا، حتى في هذه الأوقات المعقدة.

إحدى المشاكل الكبيرة التي تواجهها منظمات إنقاذ ورعاية الحيوانات البرية المختلفة في هذه الفترة هي نقص القوى العاملة. يمكن الشعور بهذه المشكلة، على سبيل المثال، في "حيبولنس"، وهي منظومة نقل الحيوانات البرية المصابة إلى مستشفى الحياة البرية في سفاري في رمات غان. يتم تشغيل هذه المنظومة من قبل متطوعي هيئة الطبيعة والمتنزهات.

تقول شتاينماتز: "في الأيام العادية، يتم إرسال التقارير عن طريق الخط الساخن لهيئة الطبيعة والمتنزهات إلى العديد من المجموعات المحلية عبر الواتساب- التي ينشط فيها حوالي 200 متطوع، ومع ذلك، في أعقاب الحرب، لا يعمل معنا سوى بضع عشرات من المتطوعين الكبار في السن من جميع أنحاء البلاد."
وبحسب شتاينماتز، على الرغم من انخفاض عدد النداءات لنقل الحيوانات مقارنة بالعام الماضي بسبب الحرب، إلا انه يمكن الشعور بالضغط، وقد تعامل الطاقم المحدود مع ما لا يقل عن 564 حالة منذ بداية الحرب.
يتم إحضار الحيوانات الأخرى مباشرة إلى مستشفى الحياة البرية - والذي تحول منذ السبت الأسود إلى العمل في وضعية الطوارئ. "خلال الأسبوع الأول من الحرب، عمل المستشفى بقدرة منخفضة، مع بعض الموظفين الدائمين فقط: لم يتمكن المتطوعين والمتطوعات ء من الحضور وتم تجنيد جزء كبير من الموظفين، بما في ذلك مدير المستشفى للاحتياط. يقول بتسئيل رتنير، كبير المعالجين في المستشفى.

يؤثر نقليص القوى العاملة في هحيبولنس أيضًا على جمعية "من أجل الحيوانات البرية" التابعة لـ أفيهوا شيرويد، التي تستقبل أيضًا الحيوانات البرية التي أنقذتها المنظمة. اضطر شيرويد (الذي بالمناسبة سافر بنفسه إلى غلاف غزة في الأيام الأولى من الحرب لإنقاذ حيوانات السكان المنزلية والحيوانات في المزارع) إلى إنقاذ المزيد من الحيوانات البرية بنفسه أكثر من المعتاد، مما يزيد العبء على الجمعية ويدفعها إلى العمل على مدار الساعة.

وحتى في المركز الوطني لإنقاذ السلاحف البحرية التابع لسلطة الطبيعة والمنتزهات في مخمورت، يستمر العمل الطبيعي لعلاج السلاحف المصابة، رغم أن عدد العاملين والمتطوعين في المكان أقل من المعتاد. وبحسب الدكتور يانيف ليفي، مدير مركز الإنقاذ، فمتابعة للواقع الأمني ​​هناك فرضية مفادها أن السلاحف وحيوانات بحرية أخرى تضررت من جراء الانفجارات في البحر. ويوضح أن "السلاحف المصابة تطفو على سطح الماء، وبسبب الرياح الشرقية وهدوء البحر الذي كان في الشهر التالي للسبت الأسود، تنجرف إلى عمق البحر بدلا من الشاطئ"، ويضيف "بالإضافة إلى ذلك، فإن قلة التواجد البشري على الشواطئ وندرة النشاط في البحر يعني أن هناك عيونًا أقل على الأرض - خاصة في الجنوب - بحيث أنه حتى لو طفت السلحفاة إلى الشاطئ، فإن العثور عليها قد يكون متأخرًا".

رنتغن تحت النيران

هناك مشكلة أخرى تواجه مستشفى الحياة البرية وهي صعوبة توفير الطعام لبعض الحيوانات المريضة. ووفقا لراتنر، مع اندلاع الحرب، مورد ديدان الطحين، التي يتغذى عليها الطيور وغيرها من الحشرات، علّق عمله - ولم يعد إلى العمل إلا بعد شهر. ويقول: "كان علينا أن نكون مبدعين: حصلنا على يرقات من أقسام أخرى في السفاري، أو قمنا بإطعام الحيوانات بعدد أكبر من الحشرات".

وكان التحدي الآخر هو التعامل مع وابل الصواريخ على مركز البلاد أثناء علاج الحيوانات التي تخضع للتخدير. تحقق هذا السيناريو عندما تم تخدير وعل في غرفة الأشعة السينية بالمستشفى قبل الصورة. وبقي معه طبيبان بيطريان (وفقًا لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية) وقاما بزيادة جرعة المخدر الذي تلقاه حتى لا يستيقظ حتى عودة بقية أعضاء الفريق من المنطقة المحمية. وفي حالات أخرى، تم نقل الحيوانات الصغيرة التي كانت تحت التخدير إلى غرفة الطوارئ مع معالجيها.

أطلق سراحه إلى الحرية

وماذا يحدث للحيوانات التي تعافت وحان وقت عودتها إلى الطبيعة؟ وهنا أيضاً تحدد الحرب مسار العمل. "بعض مرافق سلطة الطبيعة والمتنزهات معطلة - لدينا خمسة من صغار حيوانات غزال أرض اسرائيل (Gazella gazella gazella)، والتي فقط في نهاية الحرب سيكون من الممكن نقلها إلى منشأة إيكلوم في مرتفعات الجولان، والتي تحاكي البيئة الطبيعية قبل العودة إلى البرية" يقول راتنر.

ولكن هناك أيضًا حلول لهذه الصعوبات: ففي حالة البومة الصعماء (Asio flammeus) التي عثر عليها الجنود في عرض البحر، يقول راتنر إنه بعد أن تم علاجها وتعافيها في المستشفى، تم إطلاق سراحها في منطقة شرق غلاف غزة. على يد متطوع في المستشفى كان في طريق عودته إلى الجيش في الجنوب. يوضح راتنر: "نحاول أن نفهم ما هي طرق الهجرة الرئيسية للطيور، وبالتالي نطلق سراحها شرقًا وجنوبًا، حتى تتمكن من تجاوز منطقة مركز البلاد وأيضًا قطاع غزة".

وحتى في مركز إنقاذ السلاحف البحرية، لا تزال عملية إعادة الحيوانات المستردة تتم بشكل مختلف قليلاً. يقول ليفي: "عادةً ما نقيم فعاليات إعادة التوطين بحضور الجمهور، بهدف رفع مستوى الوعي حول حالة السلاحف البحرية في إسرائيل". "عندما اندلعت الحرب، اضطررنا إلى إلغاء فعاليات الإطلاق التي خططنا لها، وللأسف تبين أنه تم إطلاق 20 سلحفاة من قبل كادر المركز دون حضور المتطوعين والمواطنين". ومع ذلك، في بداية تشرين الثاني/نوفمبر، تم تنظيم حدث إعادة اطلاق مؤثر، حيث تم إطلاق أنثى بالغة وفرد صغير من نوع السلاحف البحرية ضخمة الرأس (Caretta caretta) على شاطئ نحشوليم بحضور أطفال تم إجلاؤهم من كيبوتس كرميا في غلاف غزة. (بالتعاون مع قسم تدريب الكرمل في سلطة الطبيعة والحدائق). يقول ليفي: "نتمنى أن يتمكن الجميع، مثل السلاحف، من العودة إلى ديارهم قريبًا".

بالإضافة إلى ذلك، ونظرًا لنقص القوى العاملة، قادت "حيبولنس" التعاون مع الأطباء البيطريين من القطاعين الخاص والعام - خاصة في مدن الجنوب، مثل أشكلون وسديروت - الذين حشدوا جهودهم لتقديم استجابة أولية للحيوانات البرية المصابة بتوجيه من طاقم المستشفى. الأطباء البيطريين. وهذا ما حدث مثلا في

حالة إنقاذ الورل الصحراوي (Varanus griseus أكبر سحلية في إسرائيل) سقطت في حفرة اتصالات في الجنوب ولم تتمكن من الخروج منها - التقرير عنها جاء في السابع من اكتوبر. "بسبب الوضع الأمني، لم يتم إنقاذها إلا في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر، من قبل متطوعتين أحضرتاه إلى الطبيبة البيطرية الدكتورة جودي نيستور في بئر السبع"، تقول ساجي ماروم، متطوعة من حيبولنس "بتوجيه الطبيبة البيطرية من مستشفى الحياة البرية الدكتور نيستور، تم تقديم السوائل  والتدفئة للورل الصحراوي حتى تم نقلها إلى المستشفى لمزيد من العلاج".
وفقا لشتاينماتز، في حيبولنس وفي المستشفى يمكنك أن ترى مدى أهمية إنقاذ الحيوانات البرية للمواطنين والمتطوعين. وتختتم قائلة: "لقد تلقينا تقارير عن إصابة حيوانات من جنود الاحتياط، ومن المدنيين الذين تم إجلاؤهم من منازلهم، وكذلك من السكان في مناطق النزاع - إنه لأمر مدهش ومثير أن لديهم الرغبة في مساعدة الحيوانات حتى في هذا الوقت العصيب".

هل وجدت حيوانًا بريًا مصابًا؟

قم بالتبليغ على خط سلطة الطبيعة والحدائق بالاتصال على *3639. يجب نقلها إلى مستشفى الحياة البرية أو مركز إنقاذ السلاحف البحرية أو أي مركز علاج آخر في أسرع وقت ممكن. إذا كان الحديث عن سلحفاة بحرية مصابة أو عالقة في النفايات، فلا تقم بإزالة النفايات ولا تطلق السلحفاة مرة أخرى إلى البحر.

أعدّت المقال زاڨيت – وكالة الأنباء التابعة للجمعية الاسرائيلية لعلوم البيئة

مقالات متعلقة