الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 06:01

الكُلُّ اخوة

زهير دعيم
نُشر: 28/12/23 14:32,  حُتلن: 14:33

زهرةً  حمراءَ ، زهرةً حَمراءَ ....

أُريدُ زهرةً حمراءَ .

 قالتِ النحلةُ الصّغيرةُ وهي تحومُ لأوّل مرّةٍ فوقَ الرّوابي والتّلالِ بحثًا عن الرّحيق.

 فسمعتها الفراشةُ المُلوّنةُ فابتسمتْ قائلةً :

  " أنتِ مُخطئةٌ يا صغيرتي ، فالأزهارُ الصّفراءُ أيضًا جميلة وكذا البيضاء والزّهرية."

- لا... أنا لا أحبُّ إلّا الأزهار الحمراء . أنا حُرّةٌ  .

 وتابعتِ النحلةُ الصّغيرةُ طريقَها وهي تقول :

  زهرةً حمراءَ ... أريدُ زهرةً حمراءَ.

فسمعها عُصفورٌ صغيرٌ كان يُزقزقُ في مرجٍ من الأزهار الصّفراء .

-  أنتِ مخطئةٌ يا صغيرتي فلكلِّ زهرٍ جمالُه وطعمُه وشكلُه.

  - لا تقلْ هذا ، فأنا لا أحبُّ إلّا الازهار الحمراء.

وعند الظُّهرِ عادتِ النحلةُ  الصّغيرةُ  الى  الخليةِ متعبةً وفي فمِها القليلُ من الرّحيق ، فاستقبلتها النحلةُ الأمُّ بحرارة :

  - أهلًا بالنحلةِ العاملةِ... أهلًا بأميرتي النشيطة.

فأغمضتِ النحلةُ الصّغيرةُ عينيْها وبكتْ.

 ما لَكِ يا صغيرتي قالت الأمّ بحنان ؟!

  لم أجمعْ إلّا القليل من الرّحيق ، فالأزهارُ الحمراءُ التي أُحبّ قليلة.

 ضحكتِ النحلةُ الأُمُّ وعانقتِ صغيرتَها بحرارة :

- أنتِ مُخطئةٌ يا صغيرتي ، فكلُّ الأزهارِ اخوةٌ ، ولكلِّ زهرةٍ جمالُها وطعمُها ورحيقُها الحُلُو المُميَّز... غدًا سأرافقكِ الى التِّلالِ والمروج.

نامتِ النحلةُ الصّغيرةُ مهمومةً وحزينةً.

ومَعَ طُلوعِ الشّمس ، خرجتِ النحلتانِ الى المروجِ والتّلالِ بحثًا عن الأزهار ، فمرّتا بمرجٍ ليْلكيٍّ جميل .

  دعتِ الأمُّ صغيرتَها لكيْ تمتصَّ مَعَها رحيقَ البنفسجِ الحُلُو ، فتمنّعت في البداية :

 لا أريدُ .. لا أريدُ فأنا لا أحبُّ إلّا الأزهار الحمراء.

 من أجلي قالت لها الأمّ.

 تردّدتِ النحلةُ الصّغيرةُ كثيرًا ثمّ قالتْ :

- من أجلكِ فقط .

  ورَشَفتْ النحلةُ الصّغيرةُ من أفمامِ البنفسجِ العطرَ الجميل ، ثُمَّ ما لبثت أن ابتسمت قائلةً :

" يا إلهي ما أطيْبه !!! ما أحلاه من رحيق  !!! أنا كُنتُ مُخطئةً فعلًا ، فلكلِّ زهرٍ جمالُهُ وطعْمُه الحُلُو ... كلُّهم اخوة.. كلّهم اخوة .

  فضحكتِ النحلةُ الأمُّ وصفّقت بجناحيْها  وهي تقول : نعم ..الكلُّ اخوة ... الكُلُّ اخوة.

مقالات متعلقة