الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 01:01

قصّة للأطفال: لا تشته ما لغيرِك

زهير دعيم
نُشر: 14/04/24 05:27

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

كم تمنّى رئيف أن يكون لديه حاسوب يُعينه في دراسته ، ويملأ من خلاله أوقات فراغه ، فهو كما كلّ طلاب المدرسة الابتدائية  في هذه الأيام يُحبّ أن يسافر في دنيا القصص ورياض الشِّعر والالعاب والأغاني والمراسلات والمواد العلميّة والأدبيّة. وكلّ هذه الامور متوفرة في الحاسوب ، هذا السّاحر العجيب!!!.

ولكن كما يقول المثل الشّعبيّ : " العين بصيرة ، واليد قصيرة " فالفقر يسكن في بيتهم ولا يريد أن يفارق ، فيُضطرّ رئيف  أن يستعين في بعض الحالات بحاسوب جاره وتِرب صباه ماهر ، الذي يسكن في البيت الكبير والجميل ، والقائم قبالة بيتهم ، فيذهب اليهم خَجِلًا ويطلب منهم  أن يجلس الى حاسوبهم بعض الدّقائق لحلّ وظيفة ما.

والجيران طيّبون ، ظرفاء ، يقابلونه بالابتسامات وبكأس من العصير المُثلَّج والكعك الّلذيذ والفواكه الشّهيّة.

ورئيف يحبّ العصير والكعك والفواكه ، ومع هذا فكثيرًا ما كان يرفض ويتمنّع ، رغم الحاح الجيران.

كان رئيف يجيل ببصره في الصّالة الواسعة ، وفي اللوحات الجميلة المُعلَّقة على الحائط ، وفي الأثاث الفاخر الآتي من اوروبا، وتبهره الثُّريّا الجميلة المُدلاة من السّقف، فيتأوه بصمت: " يا الهي ما أجمل هذه المشاهد!!! ثُمّ يروح يسأل بصمت لماذا لا يكون عندنا مثلها؟

لماذا هم يعيشون في نعيم ونحن في.......

ولكن سريعا ما يسمع صوتًا من داخله يقول: "على رِسلِكَ، فالشّريعة الإلهيّة تقول: "لا تشتهِ"

ويهزّ رئيف رأسه قائلا: حقًّا، علينا ألا نشتهي ما لغيرِنا.

في أحد الأيام، وبينما كان رئيف عائدًا لوحده من المدرسة، رأى على الرّصيف القريب من بيتهم محفظة نقود، فارتعش وهو يتناولها ويفحص ما فيها.

 إنّها مملوءة بالأوراق النقدية من كلّ الالوان والأنواع، اوراق يعرفها واوراق لا يعرفها.

 دسّها رئيف في حقيبته وتابع سيره.

 دارت الأفكار في رأسه... إنّه أضحى غنيًّا، وبمقدوره أن يشتريَ حاسوبًا ودرّاجة حمراء، وأن يُحسّن ظروف عائلته.

ويعود إليه الصّوت الداخليّ الهامس يُؤنّبه: تمهَّل، فالمحفظة ليست لكَ. ويشدّ رئيف الحقيبة الى صدره ويعود الى البيت مُسرعًا.

وفي مساء اليوم، وبينما كانت العائلة مُلتفّة حول مائدة الطعام، قُرع جرس الباب، فقام رئيف ليفتح، فإذا به أمام جاره أبو ماهر وصديقه ماهر.

عانق أبو ماهر رئيف بحرارة قائلا: ما أروعكَ يا ولدي...ما أروعك!!.

هبّ أبو رئيف عن مائدة الطعام لاستقبال الجار الضيف؛ هذا الجار الذي لا يزوره الا نادرًا، فصافحة أبو ماهر بحرارة وهو يقول: أهنئك يا جارنا على ابنكم رئيف؛ هذا الصّبيّ المُهذَّب والأمين، أهنئكم وأرجوكم أن تقبلوا منّا هذه الهدية المتواضعة. 

وما أن أكمل ابو ماهر حديثه، حتّى دخل شابٌّ يحمل حاسوبًا جديدًا،  فيما راح ابو رئيف وزوجته ينظران الى رئيف تارة والى ماهر وأبيه أخرى والحيْرة تملأ الكيان.

مقالات متعلقة