الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 30 / نوفمبر 01:01

الهواتف النقّالة لا تُنعش الصّيف

زهير دعيم
نُشر: 15/06/24 12:30

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

تذمر أمامي أحد الأصدقاء وهو جدّ لحفداء كثيرين ؛ تذمر وألحّ عليَّ أن أكتب، فالقضية أضحت إدمانًا ومرضًا وجَبَ علاجه قبل ان يستشري ويستفحل، إن لم يكن قد استفحل فعلًا. وكان صديقي يقصد الهواتف النقّالة ، فحفيده هذا كما ذاك يستلقي على الكنبة وينشغل السّاعات الطويلة  بهاتفه النقّال أو قُلْ هاتف احد والديه  أو أحد جدّيْه ، حتى أنه كثيرًا ما ينسى أن يأكل أو يشرب أو حتى يقضي حاجته ، فتروح تناديه فلا يسمع ولا يجيب.

ولعلّ الأمر زاد وطغى  الآن ونحن في غمرة العطلة الصّيفيّة. وتساءل صديقي : ماذا نعمل وما هو الحلّ ؟!!! فقد بات الامر مُقلقًا يقضُّ مضاجع نومنا ، رغم أنّه وللحقّ أقول : انهم ومن خلال انشغالهم بهواتفهم تقلّ طلباتهم  ويخفّ ضجيجهم !

 صحيح أن ضجيجهم يقلّ ، ولكنهم يخسرون ويُضيِّعون وقتًا ثمينًا في أمور لا طائل تحتها ولا فوقها إن صحّ التعبير ، ولا فائدة ترجى منها، والأجدى والأفضل أن ننتبه نحن الأهلين ونعمل على اجتثاث هذه الظاهرة السّيئة من جذورها ولو تدريجيًّا ، واستبدالها بعادات اخرى جميلة ومفيدة نسيناها او كدنا ان ننساها وعلى سبيل المثال لا الحصر اورد بعض البدائل والمقترحات:

 مطالعة قصص الاطفال الهادفة بكلّ اشكالها وانواعها  من قصص مشوّقة وجذّابة وقصص تاريخية واخرى تحكي تحاكي حبّ الله  والوطن والانسان والشموخ  الى كتب المغامرات والتاريخ ، فبمثل هذه القصص وهذه المطالعة نزرع عشق الكتاب في النفوس ، لعلّ وعسى نلحق بركب الحضارة والرُّقي؛ هذا الركب الذي فاتنا قطاره مسافاتٍ ومسافات.

 الانضمام الى مخيّمات كشفيّة أو تربوية أو علمية أو دينية مملوءة  بالفعاليات والنشاطات وتشجّع وتحثّ على المحبّة و التطوّع ومدّ يد العون للغير ، وزرع القيم الانسانية في النفوس كما وتصقل شخصية الطّفل وتنمّي في داخله روح الاستقلاليّة.

 الانضمام والاندماج بدورات تربوية ، تعليميّة ، تثقيفيّة .

 والدّورات كثيرة ومتنوّعة تدور في فلك الحاسوب والتقنية والابداع الكتابيّ والطبيخ والإسعاف والسّباحة بل وحتى الطيران .

 نعم هذه بدائل ، وهناك بدائل اخرى قد نلجأ اليها.

 وخلاصة القول : ما وُجدت العطلة الصّيفيّة لقتل الوقت وتبذيره في أمور لا تجدي نفعًا ، بل لاستعادة النشاط وتجديد الهمم ، واكتساب مهارات جديدة نافعة لا تعطيها المدرسة ، فعلى الأهل أن يحزموا الأمر ويبتّوا ويكونوا صارمين ، فالهواتف النقّالة مرض مُعدٍ يصيب الأطفال فيلوّث حياتهم ويسرق هناءتهم ووقتهم وهم ونحن غافلون.

 هل من يسمع ؟!!

مقالات متعلقة