الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 29 / نوفمبر 16:02

العذراء مريم المرأة الأكثر طُهرًا

زهير دعيم
نُشر: 15/08/24 10:47

للإنضمام الى مجموعة الأخبار >> whatsapp.com/channel/0029VaPmmw0FMqrR6DDyOv0E تلجرام t.me/alarabemergency

في كلّ صباح ، وفي الطّريق الضيّق النازل على خدّ إحدى حارات الناصرة ، تمرّ فتاة جميلة كقلب الفجر ، تمرّ والخَفَر يملأ مُحيّاها ، والطّهارة تفيض من كيانها ، تحمل على رأسها المتلفّع بمنديل ليلكيّ،  جرةً صغيرة ، لتملأها من العين .

  مشهد جميل أضحى جزءًا من المدينة الغافية على جبال الجليل.

ومرّت الأيام ، ومرّ من تلك الحارّة ملاك الربّ جبرائيل ، يحمل رسالة للفتاة الأطهر والأجمل ؛ ابنة إبراهيم ؛ مريم ، فقد اختارها السيّد  لتكون أمّه في الجسد، ولتكون آية ًللبشر وليكون المُخلّص والفادي ، فرضخت لإرادة الله دون اعتراض ، على الرغم من العار الذي قد يلحق بها ، فقد تُعرّض خطوبتها وزواجها للفسخ من قبل يوسف النجّار.

وسمعت المسكونة منذ تلك اللحيظات أجمل ترنيمة فاه بها البشر؛ ترنيمة تردّد صداها الأجيال والجبال والوديان مئات السنين: 

" تُعظِّم نفسي الربّ وتبتهج روحي بالله مخلّصي "

مريم الاسم الذي يحمل بين طيّاته القداسة والطهارة والبراءة والجمال والطّيبة والإحساس المُرهف والذوق السّامي.

مريم ؛ اختيار السماء للأمّ المثاليّة . مريم عنوان التواضع ورمز العطاء والتحمُّل ، التي تفطّر قلبها حزنًا على وحيدها – يسوع – وهو على خشبة الصّليب ، لنفرح نحن ونبتهج.

مريم اللاجئة الأولى في التاريخ ، النازلة هربًا من ظلم هيرودس إلى ارض مصر والنيل والكرنك ،  "من  مصر دعوت ابني " مريم التاريخ المجيد الذي سُطِّر بماء الذهب على صفحات وشوارع وطرقات الجليل صعودا الى أورشليم وجبل الزيتون والهيكل طاعةُ للناموس والشريعة .

مريم الأم المتباهية والتي وجدت فتاها يسوع وهو يجادل الشيوخ في الهيكل ويفحمهم ،فقد  احترق قلبها عليه ، بعد ان عادت مسيرة ثلاثة ايام مع يوسف النجّار باحثة مُفتّشة ، فلامته للمرّة الأولى والأخيرة ، وقلبها يخفق حنانًا وتحنانًا : " يا بُنيّ لماذا فعلت بنا هكذا ، هوذا أبوك وأنا كنّا نطلبك مُعذَّبيْن "....ولم يتأخر الإعلان الإلهي ، إعلان السماء : " لماذا كنتما تطلباني ، ألم تعلما أنّه ينبغي أنْ أكون في ما لأبي "

مريم التي حفظت هذه الأمور ، وأموراً أخرى كثيرة في قلبها . 

مريم التي قالت في عرس قانا الجليل للناس هناك وللبشرية كلّها وما زالت تقول :

" مهما قال لكم فافعلوه "

  مريم المُعذّبة ، الأم الحزينة عند صليب الجلجثة ، تُفرِّح اليوم الدنيا وتتباهى بابنها ، ابن الإله وابن الإنسان ، وتصرخ بهمس :

  " إنّه الشفيع الوحيد بين الله والناس.

  " إنّه الطريق والحقّ والحياة ".

إنّه المُخلِّص والدّيّان ، به كان كلّ شيء ، وبدونه لم يكن شيء ممّا كان.

أمنّا مريم الأجيال كلّها تُطوّبك ، وتزهو بكِ ، وتُرنِّم  معك : تعظّم نفسي الربّ...

 مريم أمّ البشرية أنتِ في كياننا وذاكرتنا ووجداننا حُلمًا جميلاً، وواقعًا أجمل وحقيقة تشِّع نورًا.

  مريم أمّ الدنيا ، أنت القصيدة التي اختارتها السماء لتغنّي بها الأرض والأمجاد ، وتُلوّن التاريخ ، وتُبهر العميان ، وتفتح آذان الصّم .

مريم ....يكفيك فخرًا أنّكِ أمّ يسوع.

  مريم ، أمّ النور ، نُحبّكِ ونُحبّك وسنبقى نحبّك  الى الأبد

مقالات متعلقة