الأخبار العاجلة
كاتب المقال: بلال سعيد حسونة- مدرس لغة انجليزية في تكنولوجية نور الغد "عتيد" اللد
لا شيء يزعج الأهل أكثر من اقتراب موعد العطلة الصيفية، هذه العطلة الطويلة التي تأتي كل سنة في نهاية العام الدراسي. هم يعلمون جيداً أن الأولاد سيمكثون في البيت معظم الوقت، الأمر الذي سيجعل الحياة مختلفة، ذات طعم آخر، أيام تأخذ منعطفا جديداً، منعطفاً تبدأ فيه الازعاجات في البيت والحارة، والمشاكل البيتية التي لا تنتهي، إضافة الى ذلك مطلوب من الوالدين أن يتحملوا مصاريف جديدة للخروج بأولادهم الى أماكن ترفيهية وزيارات وأعياد ميلاد وغير ذلك، فهل هناك حلول؟
لا يحتاج الأمر الى كثير من التفكير، بل الى قليل من الترابط الأسري بين الوالدين والأولاد. في البداية أود أن أشير أنه ليس من المعقول أن نترك الأولاد دون اهتمام أو دون برنامج يومي، تماماً مثل برنامج المدرسة، برنامج له أوقات معينة يجب على الأولاد أن يلتزموا به، فالبيت هو أيضا مؤسسة ... مؤسسة اجتماعية لا يمكن أن تنجح في مسيرتها دون قوانين ومواعيد، وهنا يجب على الأهل أن يتابعوا أخبار أولادهم في البيت ولا يتركوهم ضائعين تائهين بين مطرقة النوم نهاراً وسنديانة السهر في الليل. اذن، كيف السبيل الى ذلك؟ الإجابة حسب رأيي يمكن أن نجدها في النقاط الاتية، فاذا نحن الأهل اقتنعنا بها، فليس من الصعب أن نقنع بها أولادنا:
• أهمية الترابط الاسري بين الأهل والأولاد، فلا يمكن أن يكون هناك ترابط دون تفاهم ومحبة متبادلين.
• الاستيقاظ في ساعات الصباح، لا أقول هنا: أيقظوهم الساعة السابعة صباحاً، فهذا مستحيل في العطلة، إذا أردت أن تطاع، فاطلب المستطاع، ولكن يمكن فعل ذلك الساعة التاسعة كحد أقصى.
• وضع برنامج يومي للأولاد ماذا يفعلون كل يوم وفي أي ساعة. مثل، ترتيب الفراش مرةً ثانية، وترتيب الغرفة قبل الخروج منها، إعداد الشاي أو الفطور، ويا حبذا إذا شارك الجميع في ذلك.
• أهمية وجود مجموعة واتس اب تضم أفراد الاسرة، وذلك بهدف التواصل المستمر بين الأهل والأولاد، وبين الأولاد بعضهم ببعض. بدون شك أن فكرة كهذه، تعطي الأولاد طاقات إيجابية وشعوراً جيدا، وتجعل الواحد منهم يؤمن أنه جزء من مجموعة، يشعر نحوها بالانتماء.
• في ساعات المساء من كلّ يوم، وأيضاً أيام نهاية الأسبوع، يجب على الجميع أن يتناولوا الطعام سويةً وفي مكانٍ واحد، فهذا يعزز الترابط بينهم، ويترك ذكرياتٍ جميلة ستكون ذات أهمية ٍكبيرة في المستقبل.
• أن يحرص الوالدين على تبادل تجاربهم ذلك اليوم مع أبنائهم، على سبيل المثال حدثوهم كيف كان يومكم، وماذا فعلتم، فهذا يعطيهم شعوراً أنهم مهمّين عندكم، ويجعلهم يقتنعونَ أنكم فعلاً تحترموهم وتحبوهم. هكذا يكون الترابط.
• إسألوهم عن يومهم، وكيف قضوهُ وماذا فعلوا فيه، حاوِلوا أن تدخلوا حياتهم، سيشعرونَ بالارتياح أنكم موجودون حولهم، ربما يحتاجون منكم شيئا.
• لا مانعَ أن تشاركوهم ألعابهم، حتى أبنائكم الكبار، إسألوهم عن ألعاب الهاتف خاصتهم، إلعبوا معهم ولو قليلا، سيفرحون، ما يمكنُ أن يبنى بينكُم وبينهم قواسم مشتركة.
• إجعلوا للأسرة في نهاية الأسبوع يوماً للرحلاتِ والمرح. ولو إلى أماكن قريبة متاحة، فما أجمل أن يعيش أفراد الاسرة أيام الأسبوع وهم يعلمون أن هناك يوم سيخرجون فيه للمرح والكيف، اليس كذلك؟
• تكثر الأفراح في فصل الصيف، خذوهم معكم الى الأعراس والمناسبات، واجعلوهم يجلسون مع الناس ليتعلموا مهارات التواصل الاجتماعي، لا تتركوهم وحدهم في البيت بينما أنتم تقضون أوقاتاً جميلة خارجه!
• حين يخطئ الأبناء في أمر ما، لا توجهوا لهم الاهانات، إحتووا الأمر. مثلاً لا تقولوا لولد لم يرتب فراشه: "أنت كسول أو انت غبي!" هذا خطأ فادح، بل قولوا هذه الغرفة فوضى ولا تعجبني، رتبها لو سمحت... وجهوا اللوم لأغراض البيت وليس للأولاد. إحترموهم!
• لا تقبلوا منهم الكلام الملتوي والترهات، مثلا أصحابي أهلهم يسمحون لهم أن يسهروا أو كذا وكذا... جاوبوهم أنه ممنوع المقارنة ... قولوا لهم أن كل انسان يجب أن يكون مستقلاً، وليس تابعاً يقلد الآخرين.
• شاركوهم في صنع القرارات، مثلا إسالوهم ماذا يحبون أن يأكلوا غدأ، أو ما رأيكم نطلع رحلة الى حيفا أم طبريا؟ إفسحوا لهم المجال ليعطوا بعض القرارات، خذوهم معكم الى السوبرماركت، واطلبوا منهم أن يساعدوكم في اختيار المشتريات المطلوبة، هذا سيجعلهم يحبوكم أكثر ويفعلوا ما تريدون.
• ما أجمل أن يكون هناك يوم محدد للأعمال المنزلية، يشارك فيه الأهل والأولاد جنباً الى جنب بالتنظيف والترتيب، فعندما يرى الأولاد أبوهم يشاركهم ذلك، سيشعرون بالترابط والمحبة، هذا يخلق أجواء أسرية جميلة.
• أثناء تنظيف وترتيب البيت، ستجدون أغراضا في غرفة أحدهم هو لا يحتاجها، ربما تكون نافعة لأخيهِ، اطلبوا منه أن يُعطيها له، صدقوني سيقبل، وهكذا تخلقون بين أبنائكم قيمة العطاء والمحبة.
وفي الختام، أعتقد أنه ليس صعباً على الوالدين أن يسعَيا جاهديْنِ الى خلق أجواءٍ بيتيةٍ دافئة، أجواءٍ من خلالها يمكنُ العمل على جعل نفسية ابنائكم مرتاحة ومليئة بالطاقات الإيجابية، لتصقلوا شخصيهم بالشكل الصحيح، ولا تنسوا أنكم إذا بقيتم بعيدون عن حياتهم، سيدخل غيركم اليها، هل تريدون ذلك؟
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency