غزى نابليون بونابرت القائد الفرنسي روسيا سنة 1812 ولكنه فشل في غزوها لانه لم يأخذ بعين الاعتبار قسوة وبرد الشتاء الروسي الذي أهلك جيشه الذي كان تعداده أكثر من ستة مئة الف جندي وبخروجه من روسيا منكسرا لم يتبق منهم سوى مئة ألف فقط.
نفس الخطأ كرره الالمان بعد مئة سنه من انكسار وفشل نابليون عندما غزو الاتحاد السوفيتي عام 1945 ووصلوا إلى مشارف موسكو وفرضوا سيطرتهم على شرق الاتحاد السوفيتي، وكرر هتلر نفس الخطأ الذي ارتكبه نابليون بعدم تحسبه لفصل الشتاء القاسي حتى بدأ السوفيت بتكبيد الألمان خسائر هائلة، و طاردوهم حتى سقوط برلين.
أخطاء لن تغتفر والتاريخ لن يرحم أحداً خصوصاً اذا كان هذا الخطأ يودي بأرواح الأبرياء للتهلكة، فالقرار المنفرد لمصير الأمم معيب وخاطئ، والتاريخ يذكر لنا الكثير من هذه القرارات والهيمنة لشعب على شعب آخر كما هو الحال بين اسرائيل والشعب الفلسطيني.
التاريخ يركز كثيراً على أخطاء الحكام وهناك أيضاً أخطاء لن تغتفر للشعوب والأمم، فالمسؤولية مشتركة.
أيضاً لن يرحم التاريخ الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني ، وسيقول التاريخ إن حكام الشعبين ومعهم حكام العالم لم يبذلوا الجهود بشكل كاف من اجل اجراء صلح تاريخي بين الشعبين ينهي هذا الصراع الممتد نحو مئة سنه دون وجود حل لهذا الصراع , ونسوا وتناسوا إطفاء الحرب المشتعلة بين الشعبين وأصبحوا الحكام يكررون ما فعله نابليون وهتلر حيث لم يحتسبوا لشتاء الروس المميت وكرروا نفس الخطأ، ولم يحتسبوا أخطاء الغير ليتعلموا الدرس وينقذوا شعوبهم من هذه الحروب المدمرة التي قتلت الأولاد والنساء ودمرت الأخضر واليابس.
ألا نرى، ألا ندرك هذا الخطر من حولنا ، ألا يوجد عقلاء وحكماء للجلوس حول طاولة مستديرة وحل هذا الصراع ؟ ، نحن في هذه البلاد مصيرنا مشترك، ويجمعنا العيش المشترك وهذه الحرب اذا استمرت ستدمر شعبينا الإسرائيلي والفلسطيني .
هناك من يريد من الدول الكبرى ان تستمر هذه الحرب خدمة لمصالحهم و أبناء الشعبين هم من يدفعون الثمن الغالي ، لتتوقف هذه الحرب الملعونة وليجنح ابناء الشعبين للسلام العادل الذي يرضي الطرفين.

الدكتور صالح نجيدات