وجود مراهق في العائله يتطلب هذه الايام من الوالدين الكثير من الحكمة والصبر في التعامل معه وإرشاده فإن اهمل شأنه من قبل الوالدين فينتظره الكثير من الاغراءات والتحديات الكثيرة جدا , وكذلك رفاق السوء في البيئة المحيطة به ,ولذا الاهل يعدون الايام حتى ينضج ابنهم المراهق ويواصل تعليمه في الجامعة ويزول عنه الخطر .
المراهقة هي مرحلة من العمر بين الطفولة والرشد وقد تختلف تلك الفترة من شخص لآخر وحسب الجنس، وهي الفترة التي يقترب فيها الفرد من النضج الجسدي والعقلي والنفسي وتختلف أنماط المراهقة من فرد لآخر ولكنها قد تعتمد بشكل كبير على أسلوب التربية في الاسرة ، و للمراهقة علامات منها النمو الجسدي والنضوج الجنسي والتغييرات النفسية، وتعتبر هذه الفترة بالنسبة لبعض أولياء الأمور فترة حرجة إذ يصعب عليهم التعامل معها فتكثر فيها المشاكل بين المراهق والآباء في الأسرة ، فالمراهقون يحرصون خلال تلك الفترة على الاستقلال والتحرر من أي قيود أسرية أو ضوابط كانوا ملزمين بها في فترة الطفولة .
من التحديات التي تواجه بعض أولياء الأمور في بعض الأسر هي كيفية التفاهم والحوار مع المراهق الموجود في الاسرة , ولذلك ننصح الآباء بعدم الدخول في مواجهة مع المراهقين في البيوت والاعتماد على أسلوب الحوار وتجنب إصدار الأوامر لهم أو إهانتهم أو التقليل من شأنهم لأنهم يمرون حالياً بمرحلة انتقالية تتغير لديهم الكثير من الأمور مما يستدعي مراعاة هذا الأمر من قبل أولياء الأمور والسعي نحو تغيير أسلوب التعامل مع أبنائهم المراهقين بما يساهم في إعطائهم الحرية في التعبير عن آرائهم واتخاذ بعض القرارات في بعض الأمور الخاصة بهم ودعمهم مع استمرار مراقبتهم وتعليمهم تحمل المسؤولية وعدم التعامل معهم بأنهم مازالوا أطفالاً صغاراً والموازنة بين الحرية والانضباط خصوصا وأننا نعيش اليوم في عصر لا يمكن أن نستطيع مراقبة الأبناء على مدار الساعة.
على أولياء الأمور أن يدركوا بأن المراهق يحتاج إلى من يستمع اليه ويتقرب منه ويشاركه بعض القرارات لأنه إن لم يتمكن من العثور على هؤلاء الأشخاص داخل المنزل فسيذهب ليبحث عنهم خارج المنزل وقد يكون من هم في خارج المنزل من أصدقاء السوء، كما أن على أولياء الأمور أن يتعايشوا مع الجيل المعاصر ويعمدوا إلى أساليب التربية الحديثة والتوازن والجمع بين الأصالة والحفاظ على المبادئ والعادات والتقاليد مع تقدير الحياة المعاصرة وما فيها من تطور وتحول وتغيير سريع .
الدكتور صالح نجيدات