ما بكم ايها الشباب تقتلون بعضكم بعضا منافسة على حطام هذه الدنيا الزائلة وتهدمون وتدمرون ابناء عائلاتكم ويعيشون في الجحيم , البارحة قتل شابين في ام الفحم واليوم قتل شاب في كفر قرع وقبل عدة ايام قتل شابين من كفركنا وشاب من الناصرة وهذ خسارة كبيرة وللأسف الحبل على الجرار , ومنذ بداية هذه السنة قتل اكثر من 21 شابا , على ماذا كل هذا القتل ؟ الى متى يبقى العنف الدامي في مجتمعنا ؟ لا تدمروا عائلاتكم بأيديكم رحمة وشفقة بهم فالدنيا لا تغني عن الآخرة .
ايها الشباب , عودوا الى رشدكم وحلوا مشاكلكم بالتي هي أحسن وليس بالعنف والانتقام وتعرضون حياتكم لخطر الموت . صدقوني رغيف خبز ورأس بصل وشربة ماء وانت هادي البال وليس لك اعداء تساوي الدنيا وما فيها , فالحياة ليست بكثرة النقود وركب سيارة فارهة !!! , الكل ميت ولا احد يأخذ معه الى قبره الا أعماله التي ما تؤدي به الى النار او الى جنة عرضها السموات والارض .
اتعظوا يا اولي اللباب !!! وحتى لا تتكرر مآسي القتل في بلداتنا نطلب من الإباء والامهات الكرام في كل بلداتنا :
ازرعوا مكارم الأخلاق في نفوس أولادكم منذ الصغر , ازرعوا فيهم القيم والآداب والاحترام والعادات الاصيلة والصفات الانسانية والشهامة والنخوة والمروءة , علموهم ان حياة الانسان مقدسة وهي من صنع الله ومن يعتدي عليها فكأنه اعتدى على ملك الله .
إذا تخلق اولادكم بالأخلاق الحسنه وتربوا عليها , ضمنتم نجاحهم ونهجهم الايجابي في الحياة , وسيفوزون برضى الله وحب عباده , وينالون الرفعة والمكانة المحترمة في المجتمع , وتضمنوا وابتعادهم عن استعمال المخدرات والمشروبات الكحولية والجريمة , والابتعاد عن العنف والفساد والرذيلة وبذاءة اللسان واحترام حسن الجوار , واحترام الصغير قبل الكبير , والابتعاد عن التعصب العائلي ¸والسير في الطريق المستقيم , فهناك اهميه كبيرة للأخلاق في حياة البشر , والإنسان بدون اخلاق , كالسيارة بلا وقود او كالمزهرية بدون ورود .
النبي محمد صل الله عليه وسلم قال : " إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " ،وقال : "أنا وصاحب الاخلاق هكذا في الجنة " ,وقال أيضا : "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا " فالدين بدون أخلاق لا يزكي صاحبه بأي صفات أو مكانه لا في الدنيا ولا في الآخرة .
فالإنسان صاحب الاخلاق الحميدة لا يغش ولا يكذب ولا يسرق ولا يرتكب الفواحش ما ظهر منها وما بطن , ولا يعتدي على غيره ويكون انسانا واعيا وإنسانا صالحا نافعا لنفسه ولمجتمعه , فالأمم التي أصيبت بأخلاقها ذهبت وانقرضت , فأحسنوا تربية أولادكم لنرتقي بمجتمعنا الى الامام .
صدق الشاعر أحمد شوقي حين قال : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هُمُوُ ذهبــت أخلاقهم ذهــبوا.