أعلن رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي، أن إسرائيل أخطأت يوم 7 أكتوبر، محملا نفسه المسؤولية.

فيما يلي النص الكامل للتصريحات التي أدلى بها رئيس الأركان: "في حرب يوم الغفران، أسلافنا، الذين نثمنهم عاليًا، قرروا عدم إجراء التحقيقات، بحجة أن "الأمر صعب جدًا، فدعونا نتقدم إلى الأمام، فهذا أكثر صوابًا للجيش". أعتقد أن هذا أدى إلى أنه بعد عشرات السنين بدأ تأليف الكتب، ووصلت التحقيقات متأخرة بـ 40 أو 50 عامًا. هذا ليس صحيحًا باسم التعلم، وتعلمون ماذا؟ هذا ليس صحيحًا حتى باسم الصحة النفسية للأشخاص. لقد رأيت أشخاصًا في التحقيقات يأتون للحديث بأصوات مرتجفة، قائلين "أخفقنا"، وليس من السهل على قائد أن يقول "أخفقت". وسأتحدث عن نفسي أيضًا بعد قليل. إنهم يشرحون، يتحملون المسؤولية، يمكن ملاحظة الصعوبة، فأنا أقول لكم إن هناك قيمة لهذا الأمر أن نقف ونتحدث أولًا وقبل كل شيء من أجل التعلم، ولكن أيضًا لأن الأشخاص بحاجة إلى المرور بهذه العملية، والشعور، والمواجهة، لكي يخرجوا أقوى. أعتقد أن منظمة أو شخصًا لا يعرف كيف يقف وينظر إلى الفشل مباشرةً، سيجد صعوبة بالغة في التصحيح. منذ السابع من أكتوبر 2023، في عيد "سمحات توراه"، أحرص كل يوم، عدة مرات، على النظر إلى الفشل مباشرةً. وأقول لكم، لا تحاولوا النسيان، لا تحاولوا صرف النظر. ليس من منطلق الضعف، بل بقوة كبيرة، لأن هذا هو السبيل لنصبح أقوى. مع بداية عملية التحقيقات، كتبت لكم في ورقة قائد خمسة قيم سنحقق على أساسها. أريد أن أذكّركم بها مجددًا: الحقيقة، الشفافية، الموضوعية، المسؤولية، الزمالة. ترتيبها له معنى. التحقيق يهدف إلى التعلم، وليس مجرد الوصول إلى الحقيقة، لكن الحقيقة تأتي أولًا، لأن التعلم الذي لا ينبع من الحقيقة يكون منحرفًا. ولذا، فإن الحقيقة تأتي أولًا. لن أتطرق إلى جميع القيم، ولكن أريد أن أشير إلى الأخيرة: الزمالة تأتي أخيرًا، وهي مهمة جدًا، ولكن إذا كان هناك تعارض بين قول الحقيقة وبين الزمالة، سنقول الحقيقة. يمكن تصحيح الزمالة، لكن الحقيقة يصعب تصحيحها.
لدينا جنود قاتلوا ببسالة، لقد سمعنا في التحقيقات أصواتهم عبر أجهزة الاتصال اللاسلكي، لدينا مراقِبات لم يتوقفن عن الإبلاغ باحترافية ورباطة جأش حتى اللحظة الأخيرة، لدينا قادة اتخذوا قرارات مصيرية، بعد القتال، وبعد إصابتهم، خرجوا إلى معركة أخرى لمحاولة إنقاذ الموقف. لدينا قيادة عليا في الجيش، بعض أفرادها يجلسون هنا، حملوا أسلحتهم وذهبوا للقتال. هذا هو الجيش. القيادة في الواجهة. ينطلقون إلى المعارك.
أوصي بشدة بالجلوس هنا اليوم والقول: "هذا هو تعلمنا". أقول لكم، لقد تلقيت رسائل وتعليقات، حتى من أشخاص يتواجدون هنا، يقولون "أنتم"، وليس لدي مشكلة مع ذلك. أحتضن ذلك، فالمسؤولية مسؤوليتي، أنا قائد الجيش في السابع من أكتوبر، ومسؤوليتي تقع عليّ، وأتحمل أيضًا مجموع مسؤولياتكم، أرى ذلك مسؤوليتي كذلك. وأرى في كل جندي تحت قيادتي أخطأ، جزءًا مني أيضًا. نحن نقترب من عيد الفصح اليهودي، أنتم تتذكرون كيف يُعرَّف من يقول: "ما هذا العمل لكم؟"، وأنا أقول لكم، اعتبروه لنا جميعًا، لأنه بذلك سيكون العمل أفضل. ومن الواضح أن هناك أشخاصًا لديهم مسؤولية أكبر وآخرين أقل، لكنني أعتقد أن كل ضابط في الجيش، وكل جندي، يجب أن يسير مع الأمر وكأنه هو نفسه كان القائد في السابع من أكتوبر، وينظر كيف يمكنه أن يصلح للأعوام القادمة".