وقع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أمرًا تنفيذيًا يفرض بموجبه "رسومًا جمركية متبادلة" على الواردات القادمة من مختلف دول العالم بنسب متفاوتة، في خطوة أثارت تنديدًا واسعًا من شركاء واشنطن وخصومها على حد سواء، وسط تحذيرات من تأثيرها السلبي على الاقتصاد العالمي.

رسوم متفاوتة وإجراءات تصعيدية

في خطاب ألقاه بحديقة البيت الأبيض، وصف ترامب هذا القرار بأنه "يوم التحرير"، مشيرًا إلى أن الأمر التنفيذي الذي وقّعه يهدف إلى "استعادة ثراء أمريكا". وقد فرضت الرسوم الجمركية الجديدة بمعدلات تبدأ من 10% على الواردات من المملكة المتحدة والدول العربية، في حين تراوحت الرسوم على الدول الأخرى بين 20% و50%.

كما شملت الإجراءات فرض تعريفة جمركية بنسبة 25% على السيارات المصنعة خارج الولايات المتحدة، وهي خطوة دخلت حيز التنفيذ اعتبارًا من الخميس الماضي.

ردود فعل دولية غاضبة

أثار هذا القرار ردود فعل حادة من مختلف الدول، حيث اعتبرت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، أن هذه الخطوة "ضربة كبيرة للاقتصاد العالمي"، محذرة من أنها قد تؤدي إلى "دوامة من عدم اليقين" تؤثر على ملايين الأشخاص.

من جهته، أعرب المستشار الألماني أولاف شولتس عن رفضه للقرار، معتبرًا أنه "خطأ جوهري"، فيما حذرت فرنسا من احتمال اتخاذ "إجراءات مضادة" ضد الولايات المتحدة.

أما الصين، فقد أعلنت معارضتها الشديدة لهذه الخطوة، مهددة باتخاذ "إجراءات مضادة حازمة" لحماية مصالحها الاقتصادية، بينما وصفت اليابان هذه الرسوم بأنها "انتهاك لقواعد منظمة التجارة العالمية".

تأثيرات محتملة على الاقتصاد العربي

شملت الرسوم الجمركية الأمريكية العديد من الدول العربية، حيث فُرضت رسوم بنسبة 10% على غالبية الدول العربية، فيما جاءت النسب أعلى على دول مثل سوريا (41%)، العراق (39%)، الأردن (20%)، وتونس (28%).

ويرى الخبراء أن هذه الرسوم قد تؤثر سلبًا على اقتصادات الدول العربية، حيث من المتوقع أن تؤدي إلى تراجع الطلب على النفط والصادرات الصناعية، مما قد ينعكس على الإيرادات الوطنية والاستثمارات الأجنبية.

ولمواجهة هذه التحديات، يقترح الاقتصاديون تعزيز التعاون مع اقتصادات ناشئة مثل الصين والهند، إلى جانب تطوير الأسواق البديلة في إفريقيا وآسيا لدعم النمو الاقتصادي.

تأثيرات على الأسواق العالمية

انعكست هذه الخطوة سريعًا على الأسواق المالية، حيث سجلت بورصة طوكيو تراجعًا بنسبة 3%، في حين انخفضت بورصة فرانكفورت بنسبة 2.45%، وباريس بنسبة 2.15%، بينما خسرت بورصة لندن 1.44% عند الافتتاح.

مع تصاعد التوترات التجارية، يترقب العالم الخطوات المقبلة التي قد تتخذها الدول المتضررة للرد على هذا القرار، في ظل مخاوف متزايدة من اندلاع حرب تجارية شاملة قد تهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي.