كشفت بلدية سديروت في تحقيق ميداني أجرته عن وجود فوارق بارزة في رواية الجيش الإسرائيلي حول الهجوم الذي نفذته حركة حماس على المدينة في السابع من أكتوبر 2023، ضمن عملية "طوفان الأقصى". وأظهر التحقيق المحلي أن مقاتلي حماس ظلوا داخل المدينة لأيام بعد الهجوم، في تناقض مع الرواية الرسمية للجيش التي أعلنت استعادة السيطرة خلال ساعات.

وبحسب التحقيق، تم العثور على كاميرات مراقبة تكشف أن عناصر الفصائل الفلسطينية ظلوا في المدينة حتى الساعة 19:23 من مساء يوم الهجوم، في حين ذكرت إفادات أخرى أنهم استمروا بالتواجد في المدينة حتى يوم الثلاثاء التالي. كما كشف التحقيق عن فوارق كبيرة في عدد المسلحين والمركبات المستخدمة خلال الهجوم.

وفيما يتعلق بعدد العناصر الذين اقتحموا حي "هأحوزا"، أشار الجيش إلى أنهم خمسة فقط، بينما أكدت بلدية سديروت بناءً على الكاميرات وشهادات السكان أن عددهم كان 11 مسلحًا. كما تم الكشف عن أن عناصر المقاومة استخدموا ست شاحنات صغيرة، بالإضافة إلى مركبتين خاصتين ودراجتين ناريتين، في حين ذكر الجيش ثلاث شاحنات صغيرة ومركبة مدنية واحدة.

أثار التحقيق العسكري استياءً واسعًا بين الجنود الذين شاركوا في القتال في مدينة سديروت، حيث عبّر أحد الجنود الذين كانوا في الصفوف الأمامية عن صدمته من النتائج التي تم الإعلان عنها من قبل الجيش. وقال الجندي: "على عكس ما ورد في التحقيق، المعارك لم تنته في الثامن من تشرين الأول، فقد واصلت كتيبتي القتال لعدة أيام بعد ذلك."

وأضاف الجندي، الذي فقد ثلاثة من زملائه في المعركة التي دارت في التاسع من تشرين الأول، بما في ذلك قائد سرية، قائلاً: "من المؤلم أن نرى الجيش يتجاهل حقيقة مقتلهم أثناء دفاعهم عن سديروت"، واصفًا ما حدث بأنه "مروّع وغير مسؤول."

يُشار إلى أن التحقيق العسكري تم بإشراف نائب قائد فرقة 36، العقيد نيتاي عوكشي، الذي كان قد شارك في القتال داخل المدينة في صباح ذلك اليوم. إلا أن فريق التحقيق لم يتواصل مع عائلات القتلى من سكان المدينة أثناء إعداد التقرير، مما أثار مزيدًا من الانتقادات حول دقة التقرير وتوازنه.