الأخبار العاجلة

Loading...

الكتاب والشعراء الإسرائيليين ... الإنسانية من طرف واحد

حمزة البشتاوي
نُشر: 14/04/25 12:22

أول ما قرأت العريضة التي وقع عليها المئات من الكتاب والشعراء الإسرائيليين سئلت نفسي، هل يوجد لدى الكتاب والشعراء الإسرائيليين الصامتين او المشاركين بالحرب، حساً أدبياً مرهفاً، وهل لديهم تجربة شعرية او شعورية في ظل امتلاء الأدب الصهيوني في الشعر والقصة والرواية بالدعوة إلى إغتصاب الأرض وهدم البيوت والقرى والمنازل والمساجد والكنائس، والتحريض على القتل والتنكيل، وصولاً إلى الحض على قطع الأشجار وإتلاف المزروعات والمحاصيل وتجريف التربة وطمس المعالم الجغرافية، إضافة للخداع والتزوير والتضليل الذي يعتبر من أهم ميزات الأدب الصهيوني.

ورغم وجود بعض الأصوات الرافضة للقتل، فإن هذه الأصوات غائبة ولم تظهر حتى بعد مرور أكثر من سنة ونصف على حرب الإبادة على قطاع غزة وقتل الأطفال والنساء والشيوخ وتدمير مدن ومخيمات ومدارس وجامعات ومساجد ومستشفيات، ولم نرى سوى خبر عن عريضة وقع عليها مئات من الكتاب والشعراء الإسرائيليين يطالبون فيها بإنهاء فوري للحرب وعودة 59 أسير إسرائيلي دون أي ذكر لمعاناة ومأساة الفلسطينيين من أهوال الحرب والجوع والعطش والتهجير.

ومن أبرز الموقعين على العريضة اسماء معروفة ومشهورة في الاوساط الاسرائيلية مثل نيتسا بن دوق والكاتب المسرحي يهوشع سوبول و عوفر أرون و شوهم سميث ودانييلا لندن ديكل وأفرايما غولان ومناحيم بيري وغيرهم من الكتاب والشعراء الإسرائيليين الذين أجمعوا على أن الحرب تعرض حياة الأسرى والجنود والضباط الإسرائيليين للخطر، دون التطرق إلى حرب الإبادة التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد البشر والحجر في قطاع غزة وخاصة الأطفال الذين تطلق نحوهم وهم في الخيام الصواريخ الذكية والغبية وآلاف الأطنان من المتفجرات والقنابل الإرتجاجية التي تحول أجسادهم إلى أشلاء تتطاير في الهواء، وهذا ما لم يراه الكتاب والشعراء الإسرائيليين في عريضتهم التي يمكن أن تكون على سبيل الدعاية أو لتفريغ شحنة ضمير أو مكياج لوجه الإحتلال القبيح.

وكان لافتاً قبل صدور هذه العريضة نشر صفحات ومواقع إسرائيلية قصائد لجنود إسرائيليين يقاتلون في غزة حمل بعضها التحريض على الإبادة وثقافة الانتقام، وهنا لا يكون الشعر عاطفة ومتعة بل جريمة وتشجيع على ارتكاب المزيد من المجازر والإرهاب.

وإذا كانت هذه العريضة وغيرها من العرائض الشعبية والعسكرية التي تعتبر بأن الحرب أصبحت تخدم مصالح سياسية وشخصية وليست مصالح أمنية، وأن الحرب تهدد حياة الأسرى والجنود، فإن الكتاب والشعراء الإسرائيليين يعبرون في هذه العريضة عن إنسانيتهم من طرف واحد دون أي التفات إلى الألم الفظيع الذي تسببه الحرب للفلسطينيين وأطفالهم وكتابهم وشعرائهم الذين يتناولون الوجع كوجبة أساسية في ظل الحرمان من الطعام وينادون العالم بحبرهم ودمهم للوقوف إنسانياً بوجه حرب الإبادة الوحشية التي كشفت إستهتار الكثيرين بالقيم الإنسانية والأخلاقية خاصة عندما يتعلق الأمر بغزة والفلسطينيين.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة