الأخبار العاجلة

Loading...

غزة.. حرب تطول والقيادة الغائبة عن مشهد السلام

مرعي حيادري
نُشر: 20/04/25 20:40

أزمة ممتدة تتشابك فيها السياسة والمصالح والألم الإنساني. الحرب في غزة طالت فعلًا، وأصبحت صدى مأساويًا يعكس عجز المجتمع الدولي—وخاصة الأطراف الكبرى كالولايات المتحدة والعرب—عن فرض حل جذري يُنهي دوامة العنف.
الولايات المتحدة.. ما زالت تمتلك مفاتيح ضغط هائلة على إسرائيل، لكنها تتعامل بحذر شديد بين دعمها التقليدي لتل أبيب وضغوط الداخل الأمريكي والمجتمع الدولي لوقف القتال. ورغم محاولات واشنطن التوسط، فإنها غالبًا تكتفي بإدارة الأزمة لا حلّها..

أما الدول العربية، فمواقفها متفاوتة بين تطبيع ومواقف مبدئية ومساعدات إنسانية، لكنها لم ترقَ إلى مبادرة جماعية فاعلة تقلب الموازين أو تفرض إطارًا تفاوضيًا ملزمًا للطرفين.
هل من مخرج؟نعم، إن توفّرت إرادة سياسية حقيقية تقودها أمريكا بضغط فعلي على إسرائيل لوقف إطلاق النار، بالتوازي مع مبادرة عربية موحدة تدعم إعادة إعمار غزة وربما تهيّئ لتسوية سياسية شاملة.
ولكن هذا مشروط أيضًا بوجود شريك فلسطيني موحّد قادر على التفاوض، وهذا بدوره تحدٍ آخر..

السؤال ليس فقط "من يقود"، بل: هل هناك من يريد أن يقود فعلاً نحو السلام؟
تتهاوى الصفقات واحدة تلو الأخرى، والمفاوضات تراوح مكانها دون نتائج ملموسة، فيما تتصاعد المعاناة في غزة، وتستمر آلة الحرب الإسرائيلية دون هوادة. ومع كل جولة من التصعيد، يطرح السؤال نفسه بإلحاح:
هل من مخرج؟ وهل تتصدر الولايات المتحدة أو الدول العربية مشهدًا يقود إلى إنهاء هذه المأساة الممتدة؟.

الولايات المتحدة، بما تمتلكه من نفوذ سياسي وعسكري على إسرائيل، تبدو نظريًا الأكثر قدرة على التدخل الحاسم. إلا أن مواقفها تتأرجح بين دعمها التقليدي لإسرائيل، وضغوط داخلية ودولية تدعوها لتحمل مسؤولية أخلاقية تجاه المدنيين في غزة. وحتى اللحظة، يقتصر دور واشنطن على إدارة الأزمة أكثر من حلّها، مكتفية بتصريحات دبلوماسية ومساعٍ جزئية لوقف مؤقت لإطلاق النار.

أما الدول العربية، فقد اختلفت مواقفها وتباينت أولوياتها. بعضها أقام علاقات طبيعية مع إسرائيل، وبعضها الآخر يحافظ على دعم لفظي للقضية الفلسطينية، لكن دون أدوات ضغط فاعلة أو رؤية جماعية شاملة. المبادرات العربية تبقى في إطار الإغاثة والدعم السياسي المحدود، دون أن ترقى إلى مبادرة استراتيجية تعيد وضع غزة والقضية الفلسطينية في صدارة الاهتمام الدولي.

المخرج، إن وُجد، لن يأتي إلا من خلال تلاقي إرادتين: إرادة دولية بقيادة أمريكية تمارس ضغوطًا حقيقية لوقف العدوان، وإرادة عربية توحّد الصفوف وتقدّم مبادرة تتجاوز الشعارات إلى الحلول. وفي قلب هذا كله، لا بد من شريك فلسطيني موحد قادر على التفاوض وتمثيل شعبه، بعيدًا عن الانقسام والارتجال.


في ظل التصعيد المستمر والتوترات المتزايدة في المنطقة، يطرح سؤال ملحّ نفسه على الساحة الدولية: هل ثمة أفق حقيقي لحلٍّ سياسي قريب، تتولاه القوى الفاعلة في المجتمع الدولي برعاية مجلس الأمن، ويستند إلى قواعد الشرعية الدولية وقراراتها؟ أم أن غياب الإرادة السياسية، وتضارب المصالح الإقليمية والدولية، يدفع بالأوضاع نحو مواجهة مفتوحة تُنذر بحرب إقليمية شاملة قد تخرج عن السيطرة؟
إن المؤشرات الراهنة – من حشود عسكرية، وانهيار قنوات الاتصال، وتزايد وتيرة التصريحات التصعيدية – تضع العالم أمام مفترق طرق: إما تدخل دبلوماسي حاسم يوقف الانزلاق، أو الدخول في نفق مظلم، تكون فيه الكلفة الإنسانية والسياسية باهظة على الجميع."

ويبقى السؤال الأعمق: هل هناك من يريد فعلاً أن يقود نحو السلام؟ أم أن المشهد سيظل رهين الصراعات، والقيادة الغائبة؟
من بيت سيُهدم قبل أن نشهد غضبًا سياسيًا لا يقل عن الغضب الشعبي؟ ما يحدث في غزة ليس مجرد أزمة، بل امتحان حقيقي لإنسانيتنا.

استمرار الصمت، أو الاكتفاء ببيانات الشجب، هو مشاركة غير مباشرة في استمرار الجريمة. إن لم يكن السلام هدفًا مشتركًا لكل الأطراف، فالأخلاق نفسها تصبح طرفًا مهزومًا في هذه الحرب..
اللهم أني بلغت وحللت وأن كنت على خطأ فيقوموني..

"مرعي حيادري"

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة