الأخبار العاجلة
صراع يومي من أجل البقاء والكرامة في ظل انهيار القيم، تفشي الجريمة، وتجاهل الحقوق... وبين الألم والأمل، يبقى النضال وقفةً في وجه القُساة
مجتمعٌ تائه بين العنف والصمت
حين يُقتل الطبيب الذي نذر حياته لإنقاذ الأرواح، ويُغتال مصلّي الفجر الخارج لطاعة الله، وتُسفك دماء شبابٍ يُفترض أنهم عماد المستقبل، فإننا أمام مجتمع فقد بوصلته الأخلاقية والإنسانية. مجتمع باتت لغة العنف هي السائدة فيه، وغابت فيه هيبة القانون، لا رادع يوقف الجريمة، ولا محاسبة تُعيد للعدالة معناها. أصبحت الحياة فيه غابة، يُحكمها منطق القوة، ويُفرض فيها السلاح بديلاً للعقل والحوار.
هذه الكارثة لم تولد بين ليلة وضحاها، بل هي نتيجة تراكمات خطيرة: انهيار القيم، تراجع دور الأسرة، التغاضي عن المجرمين، وغياب جديّة القانون، بل والأسوأ من ذلك، تطبيع المجتمع مع العنف حتى بات جزءاً من يومياته، وكأنه قَدَر لا مفر منه.
لكن يبقى السؤال المصيري: هل نُسلّم لهذا الواقع المهترئ؟ أم نرفض أن نكون جزءًا من قطيعٍ يُساق نحو الهاوية؟ التغيير لا يبدأ من الشعارات الرنانة، بل من الموقف الفردي والجماعي، من البيت والحي والمدرسة. علينا أن نواجه ثقافة العنف بالكلمة، بالتربية، وبالمطالبة الصريحة بحقنا في الأمن والكرامة.
المجتمع الذي نطمح إليه لن يُهدى إلينا، بل يُنتزع انتزاعاً بوعيٍ جماعي، وإرادة صلبة ترفض المساومة مع كل من يعبث بحياتنا ومستقبل أبنائنا.
أطفالنا والمساجد... بين التربية والإقصاء
في زمنٍ تتفشى فيه القيم السلبية، يجب أن تكون المساجد حضنًا دافئًا لأطفالنا، لا أماكن يُنظر إليهم فيها كمصدر إزعاج. حين اعترض أحد المصلين على وجود الأطفال في المسجد بحجة التشويش، كنت على يقين أن جوهر المشكلة أعمق من مجرد "إزعاج عابر". غياب الأطفال عن بيوت الله يعني قطعهم عن مصدرٍ أساسي للتربية الروحية والأخلاقية.
نحتاج إلى مساجد تحتضن الطفولة، تعلمهم معاني الرحمة والانضباط، لا أن تُغلق الأبواب في وجوههم. فالأمم التي تبني مستقبلها تبدأ من تربية أطفالها في بيئات تُعزز قيم الخير، لا بيئات تُقصيهم وتدفعهم نحو الفراغ القيمي الذي يُغذي ظواهر العنف والانحراف.
صراع الأرض والهوية... معركة البقاء
يخوض العرب البدو في النقب معركة وجود حقيقية، ليست مجرد قضية "أراضٍ ومسكن"، بل صراع على الهوية والبقاء في وجه سياسات التهجير والتهميش المستمرة. الهدم المتواصل للبيوت وحرمان القرى من الاعتراف والخدمات، ليس استهدافاً لعقار، بل محاولة لاقتلاع تاريخ وجذور مجتمع عاش على هذه الأرض قروناً طويلة.
المحسوبيات... سرطان ينخر مؤسساتنا
حين تتحول المناصب إلى أدوات للمحسوبية وردّ الجميل، على حساب الكفاءة والاستحقاق، فإننا أمام وصفة جاهزة لانهيار المؤسسات وتعزيز الفساد. لا يُعقل أن تُدار شؤون الناس بالعلاقات العائلية والمصالح الضيقة بينما تُهمّش الكفاءات وتُقبر الطاقات. استمرار هذا النهج سيؤدي إلى فقدان الثقة الكاملة بالمؤسسات، وحينها لن نجد من يُنقذ ما تبقى من منظومة العدالة أو التنمية.
الفقر والتهميش... بيئة خصبة للجريمة
يعاني المجتمع العربي-البدوي في النقب من شبح الفقر والبطالة، وسط غيابٍ واضح لفرص العمل والتعليم الجيد. هذا التهميش الاقتصادي والاجتماعي لا يخلق فقط معاناة يومية، بل يدفع الشباب نحو طرق مظلمة، حيث يصبح الانحراف والجريمة "مخرجاً" لمن ضاقت بهم السبل.
بين النضال والصمود... شعلة لا تنطفئ
ورغم كل هذه التحديات، لا يزال أبناء هذا المجتمع صامدين، يقاتلون من أجل حقوقهم، ويُطلقون المبادرات الواعية لانتزاع الاعتراف والكرامة. هؤلاء الجنود المجهولون يستحقون كل التحية، فهم خط الدفاع الأول عن هويةٍ تأبى أن تُمحى.
همسة...
الأرضُ تبكي، وأهلُها صاروا قِلّة
بدمعِ العينِ نرثي جُرحَها والمأساة
عشقناها منذُ الطفولةِ
واليومَ تنهشُها خناجرُ القُساةِ
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency