الأخبار العاجلة
لمن لا يعلم، فإن هذا الشعار قد نحته (كما يدعي) الدكتور سليم العوا، المفكر والسياسي الإسلامي والفقيه القانوني، وقد كان الهدف بحسب شهادته من هذا الشعار هو الترويج لحملته الانتخابية في ثمانينيات القرن الماضي، من خلال برنامج انتخابي يضم ثلاثة تيارات وهي: حزب العمل الاشتراكي الذي تحول الى العمل الإسلامي بقيادة ابراهيم شكري، وحزب الأحرار الإشتراكيين اليساري بزعامة مصطفى كمال، والإخوان المسلمين بزعامة عمر التلمساني، تحت مسمى التحالف الإسلامي، وكان الهدف من شعار "الإسلام هو الحل" باعتراف الدكتور العوا هو استقطاب اكبر قدر ممكن من الحاضنة الشعبية
التي تؤمن بالفكر الإسلامي وتطمح لأسلمة العمل السياسي من منطلق الحرية الأيدلوجية وحق كل جماعة في التعبير عن هويتها في الممارسات السياسية، حتى أمسى هذا الشعار ماركة إسلامية يستعملها كل منخرط في العمل الحزبي والسياسي.
واعتبر كثير من منتقدي "الإسلام السياسي" أن مثل هذه الشعارات هي بمثابة حصان طروادة، يستخدمه الإسلاميون كغاية تبرر وصولهم للحكم، واتهموا وما زلوا الحركات الإسلامية بالمراوغة والزئبقية السياسية(نسبة لعلي الزيبق) والتلون واستغلال الشريحة الشعبية ودغدغة مشاعرها بالشعارات في سبيل مواكبة الركب الحضاري بتغيراته الهيكلية، مما أدى إلى حالة الاستقطاب والتباين بمستويات مختلفة، ووصل في كثير من الأحيان إلى التصادم المباشر مع الأنظمة الحاكمة.
يعيز كثير من الخبراء محاولة الحركات الإسلامية في طرح أفكار مرنة فضفاضة قد تصطدم مع ثوابتها إلى افتقار هذه الحركات إلى الرؤية الشرعية الواضحة فيما يتعلق بمفهوم نظام الحكم، فمنها من نادى بحاكمية الشريعة، بجانبها العملي والتطبيقي بحيث يكون الشرع هو مصدر التشريع الوحيد المهيمن على باقي الشرائع المختلفة، والبعض خضع ولو مؤقتاً إلى الواقع السياسي والاجتماعي وغلّب العقلانية والتدرج، ومنهم من شطح في ممارساته واتخذ العنف وسيلة لتحقيق هذه الغاية، والبعض لا يزال مجهول المعالم، فاقد الهوية، رمادي في طرحه، أشبه بتركيبة ليبرالية اشتراكية علمانية إسلامية شيوعية قومية، ومنهم من اكتفى بالعمل الدعوي دون الانخراط في السياسة.
في تساؤلات لطالما دارت بذهني كمراقب لعمل الحركات الإسلامية: ما هي الصيغة الواقعية البراغماتية العملية التي ينبغي خلقها للموازنة بين الشريعة من جهة وبين الواقع المحلي والإقليمي والعالمي، على كل المستويات؟
ثم ما هي الرؤية الشرعية وبمفهوم واجتهاد أي من الفرق والجماعات المتصارعة والمتناحرة نأخذ؟
وما التجارب العملية التي اختبرتها الامة على مدار قرن إلا دليل على غياب وضوح الرؤية، وغياب الاسترتيجية، وموت الروح الجماعية في التعاضد والتكاتف، وغلبة الرؤية الحزبية والتعصب للجماعة الواحدة، والتشنج والجمود في التعاطي بين أولئك الفرقاء!
لكن الثابت والواضح هو أن هذا الصراع القائم يصب في مصلحة القوى الاستعمارية، بحيث يسهل الطريق عليها في خلق شقاق قائم بالفعل بيننا.
التساؤلات كثيرة ومركبة، والإجابة عليها معقدة إلى حد يصبح الحليم فيها حيرانا!
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency