الأخبار العاجلة
اسمها سوسن مصاروة من الطيبة ومهنتها مربية، تربي الجيل الناشئ على محبة الآخر في محيطه
ومجتمعه بغض النظر عن الديانة. هكذا تربت وهكذا تربي. لكن هل تلاقي هذا التعامل من (الغير) الذي
تربت على وجوب احترامه؟ الواقع يقول لا. حكاية سوسن في تل أبيب حكاية أخرى من حكايات
العنصرية في بلد أصدر عشرات القوانين العنصرية. كانت سوسن في طريقها لزيارة معرض أقيم في
متحف في تل أبيب، فهي مربية وتتمتع بقدر عال من الثقافة وأكبر دليل على ذلك رغبتها في زيارة
المعرض.
بعد أن أوقفت سيارتها مقابل المتحف متأهبة للدخول اليه، أحاط بها (حسب قولها) أربعة جنود اثنان
من كل جانب اقترب منها جنديان (انتبه جنديان وليس شرطيان) وطلبا هويتها وهنا بدأت رحلة (السين
جيم) بأسلوب تحقيق فظ والسبب لأن مظهرها يوحي بأنها مواطنة عربية مسلمة. وقد قدمت للجنود
(المحققين عمليا) الدليل على سبب وجودها هنا ك وهو عبارة عن دعوة تلقتها من فنانة لحضور
المعرض المقام في المتحف. لكن ذلك لم يقنع أحفاد شامير وبيغين، وكان بودهم لو عرفوا ما تمنوا هم
أن يعرفوه.
كان من المفترض أن يتركوا المربية سوسن بحالها لتكمل طريقها للمتحف. لكن أصر الجنود على
إثبات عدم إخلاقيتهم من خلال تصرفهم مع المربية سوسن. قد تكون هذه المعاملة تصرف شخصي من
الجنود وقد تكون حسب أوامر، لكن بالتالي مهما يكون السبب فهي معاملة عنصرية.
كان بودها زيارة المعرض، لكنها وجدت نفسها ;معتقلة في قاعدة عسكرية بتل أبيب ; لتخضعإلى
تفتيش جسدي مهين، بارد ونافذ واستجواب أمني مهين حسب قولها. تصوروا هذا التحول من زيارة
ثقافية الى تحقيق أمني. طبعاً هذا لا يحدث سوى في بلد عنصري.
كان من المفروض بالمربية سوسن ان ترد على سؤال الجندي: من أين أنت؟ بالقول بشجاعة وبصوت
عال: أنا من بلد الحكايات المحكية عالمجد سابقاً ومن بلد قانون القومية لاحقاً. فأجداد سوسن من
بلد معروف في التاريخ باسم فلسطين بلد الثقافة والحضارة وبلد الأديان الثلاثة ومهد الرسل، وهي
حاليامن بلد غيرت الأمم المتحدة اسمه من فلسطين الى إسرائيل.
لم أستغرب ما قالته المربية سوسن عن المعاملة العنصرية التي تعرضت لها. فهم نفسهم يعترفون
بوجود عنصرية عندهم. فقد جاء في موقع الحكومة يعتبر السلوك العنصري لجهات تنفيذ
وتطبيق القانون ظاهرة مقلقة بشكل خاص، لما له من عواقب مباشرة على السلامة الشخصية
للمواطنين. إن ظاهرة عنف الشرطة وجهات تنفيذ وتطبيق القانون الغير المتكافئ تجاه فئات معينة من
السكان تضر بثقة الجمهور والشعور بالأمن، الانتماء والمساواة أمام القانون.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency