فُجع المجتمع العربي-البدوي في النقب بوفاة الفنان الشاب الخلوق سهل الدبسان (أبو عمري)، وذلك بعد معاناة مع مرض عضال ألمّ به. 

ويُعد الدبسان من الوجوه الفنية الرائدة في المجتمع العربي-البدوي في الجنوب، حيث عُرف بمشاركاته في عدد من الأعمال المسرحية التي تركت أثرًا كبيرًا، وفاز مع مسرح "المهباش" الذي كان من مؤسسيه بعدد كبير من الجوائز المسرحية المحلية والعالمية. 

وكان للصحفي ياسر العقبي لقاء مطول معه عبر بودكاست "ما بعد القهوة" والذي سرد خلاله قصته منذ الولادة في بلدة اللقية وحتى اليوم.
والفنان سهل لم يكن مجرد فنان، بل إنسان حمل المسرح في قلبه، والصدق في أدائه، والوفاء في مواقفه. نودّعك اليوم بقلوب يعتصرها الحزن، لكنك ستبقى حيًّا فينا، في كل خشبة مسرح، وفي كل كلمة صادقة نرددها.

وعجت وسائل التواصل الاجتماعي بوداع فقيد النقب، ومشاركة الأهل آل الدبسان والأصدقاء مصابهم الجلل في هذا المصاب.

وكتب زميله ورفيق دربه لسنوات طويلة، الفنان كايد أبو لطيّف في نعيه له: "ببالغ الحزن والأسى، نرفع تعازينا القلبية إلى آل الدبسان الكرام، بوفاة الأستاذ والمربي الفاضل، رجل الكلمة الطيبة والخلق النبيل، والضمير الحي سهل الدبسان (أبو عمري) الذي ترجل عن صهوة العطاء بعدما أفنى عمره في خدمة الإنسان والأرض والتعليم. وداعا يا رقيق الدرب، ورفيق الأيام النبيلة. رحلت بجسدك وبقيت ساطعا في الذاكرة، عنوانا للعطاء اللامحدود والصدق في القول، والإخلاص في الفعل والنقاء في السريرة والسيرة. لقد كنت يا سهل، معلما ومربيا لا ينسى، ومثالا في الجد والاجتهاد، ورمزا للإنسان الذي وهب حياته للناس بصمت النبلاء، وعظمة المتواضعين. كنت مدرسة في الأخلاق ومأوى للمحبين، ودليلا في دروب التكوين والتنوير".

وكتب النائب يوسف العطاونة: "ببالغ الحزن والأسى، ننعى وفاة الصديق الفنان سهل الدبسان، الذي كان رمزًا للعطاء والتفاني في خدمة أبناء النقب. ترك بصمة لا تُمحى من خلال فنه الهادف وابتسامته التي كانت تضيء وجوه الجميع، حاملاً هموم مجتمعه وقضاياه في كل لحظة من حياته. كان سهل مثالاً للرجل المخلص، الذي لم يتردد في المشاركة بكل قوة وفاعلية في كل ميدان، ساعيًا لتغيير الواقع وتحقيق الأفضل لأبناء مجتمعه. فقد كان الصوت الصادق الذي يعبر عن آمال الناس وطموحاتهم، والفنان الذي زرع الأمل والإيجابية رغم كل التحديات. نقف اليوم أمام خسارة كبيرة لمجتمعنا، ولكننا نؤمن أن أثره سيبقى حيًا في نفوسنا. نسأل الله العظيم أن يتغمده برحمته الواسعة، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان. رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته".

وكتب الفنان أسامة مصري: "وفاة الفنان الرائع صديقي سهل الدبسان؛ فارقنا اليوم الاثنين 2.6.2025 الفنان الرائع والجدع صاحب الاخلاق العالية والموهبة الفذة، صديقي الصدوق سهل الدبسان، لروحه السلام ولكل المبدعين من بعده طول البقاء. سهل الدبسان يسكن في رهط، ممثّل، باحث، ومُبدِع، حائز على بكالوريوس في العلوم الإنسانية، وطالب ماجستير في الثقافة والإنتاج. المناصب الحاليّة: ممثّل، مُدرِّس للمسرح، ومدير التسويق في مسرح "المهباش" – المسرح العربيّ الأول في المجتمع العربي في النقب. مُدير شركة ألوان للترفيه والثقافة، ومترجم أفلام ومسلسلات من العبريّة إلى العربيّة (فيلم عاصفة رمليّة، مسلسل كفودا، وغيرهما)؛ المناصب السابقة: مُؤسِّس ومدير عامّ لمسرح المهباش ومُحاضِر سابق للمسرح في كلية كي للمدرّسين للتربية الخاصّة".

ونعت لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، ومنتدى السلطات المحلية العربية في النقب الفقيد المرحوم بإذن الله الشاب سهل الدبسان: "الذي ترجل في ريعان شبابه، تاركًا في القلوب حسرة وفي الأرواح فراغًا لا يُملأ. لقد عرفناه أخًا عزيزًا، محبوبًا من الجميع، بذل جهده لإدخال الفرح والبسمة إلى قلوب الناس ووجوههم، وعمل بإخلاص لأجل مجتمعه وأهله. سنفتقدك دائمًا، وسيفتقدك النقب، وسيفتقدك مجتمعك الذي أحبك وافتخر بك. لكنها سنة الله في خلقه: "إنا لله وإنا إليه راجعون". نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته، ويلهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان".

إنا لله وإنا إليه راجعون.