يا مهبطَ الروحِ في الزيتونِ يا سَكَناً
يشعُّ فيكِ حنينُ الشرقِ والوَطَنِ
يا جَرسةَ الضوءِ في فجرِ المدى ولهًا
ويا دعاءَ نُسَيْكٍ خاشعٍ علنِ
كنيستي، يا قُبّةً أبديةً شُحِذَتْ
من الصليبِ ومن أحجارِنا الحَسَنِ
يا هيكلَ النارِ من أنفاسِ ناسكِنا
ومذبحًا خبّأ التاريخُ في الكَفَنِ
رهبانُكِ الخُشعُ في أهدابِهم قمرٌ
والصمتُ إن نطقوا أنشودةُ الزمنِ
فيكِ المباخرُ لا تنطفئُ في غَسَقٍ
ولا تُغادرُكِ الأيقونُ في المحنِ
أمّي هناكَ، وإن غابتْ، تباركني
بظلّها المتعبِ المنسوجِ من كَفَنِ
وطفلةٌ عندَ هيكلِكِ المقدّسِ قد
علّقتْ حلمَها في طرفِ ذاكَ الوسنِ
والشيخُ، كم ذابَ في أهدابِكِ ارتجفًا
يسيرُ كالغيمِ فوقَ الأرضِ والرَّهَنِ
تروي الحجارةُ أني جئتُ من زمنٍ
كانتْ بهِ الأرضُ أنجيلًا من اللبنِ
أصواتُنا نُشِرَتْ فوقَ المدى نُسُكًا
كأننا في ارتحالِ الحبرِ والسُفُنِ
يا ربَّ هذا المجدِ، لا تسلُبْ لنا
كنيستَنا، فهي مجدُ الخبزِ والسَكَنِ
فإذا سُئلتَ عن الأرثوذكسِ في بلدي
فقلْ: هُمُ الرُّكّعُ الباقونَ في العَلَنِ
هُمُ الذينَ على الجلجلةِ ارتجفوا
وسُمِّروا في صلاتِ الحقِّ والفِتَنِ
هُمُ السُهارى على أبوابِ قدسِهمُ
يشعلونَ الرُبى شمْعًا بلا ثمنِ