شهدت منطقة النقب، جنوبي البلاد، اليوم الخميس، إضرابًا شاملاً شلّ عمل السلطات المحلية العربية، تزامنًا مع مظاهرة جماهيرية حاشدة، احتجاجًا على سياسات هدم المنازل والاقتلاع والتهجير التي تنفذها السلطات الإسرائيلية بحق أهالي النقب.

وجاءت هذه الخطوة التصعيدية في إطار الفعاليات الاحتجاجية التي دعت إليها لجنة التوجيه العليا لعرب النقب، ومنتدى السلطات المحلية، والمجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، ردًا على تصاعد عمليات الهدم خلال الأسابيع الأخيرة.

وانطلقت مظاهرة "العهد والوفاء" في تمام الساعة 11:00 صباحًا أمام مجمّع المحاكم والمكاتب الحكومية في قلب مدينة بئر السبع، بمشاركة الآلاف من أبناء النقب والمجتمع العربي، الذين رفعوا الأعلام السوداء واللافتات الرافضة لسياسات التهجير.

وحملت اللافتات شعارات مثل: "لا لهدم المنازل"، و"أوقفوا الهدم والتهجير"، و"مخطط شيكلي لن يمر"، و"باقون على أرضنا". وعبّرت هذه الشعارات عن رفض الأهالي لمخطط "شيكلي" الذي يهدف، وفق المحتجين، إلى اقتلاع السكان من أراضيهم وتهويد المنطقة.

وتأتي هذه الفعاليات بعد أسابيع من التصعيد الميداني، تمثّل في هدم عشرات المنازل وتهديد مئات المنازل الأخرى بالخطر، وسط تجاهل لمطالب الأهالي بالاعتراف بقراهم وضمان حقهم في السكن الكريم.

وأشارت الجهات المنظمة إلى الأثر الاقتصادي لحملات المقاطعة التي ينفذها الأهالي ضد المحال التجارية والمجمعات الإسرائيلية في بئر السبع، احتجاجًا على سياسات الحكومة، والتي كبّدت تلك المحلات خسائر ملموسة.

وختمت لجنة التوجيه والمجلس الإقليمي دعوتها بتأكيد أهمية وحدة الصف ودعم العائلات المنكوبة، في مواجهة ما وصفته بـ"سياسات التهجير الممنهجة" التي تقودها حكومة نتنياهو – بن غفير.