إنسانيتي… المركب الأول في هويتي
الإنسانية بوصلة الهوية وأساس الحياة المشتركة
بقلم: د. غزال أبو ريا – مدير المركز القطري للوساطة
الهُوية ليست بُعدًا واحدًا، بل مركّبات عديدة تتكامل لتصنع شخصيتنا الفردية والجماعية. غير أن المركّب الأول في هويتي هو إنسانيتي، فهي الجسر الذي يربطني بالآخرين قبل أي انتماء قومي أو ديني أو ثقافي. فالإنسانية هي القاسم المشترك الأعلى الذي يسمو فوق كل اختلاف.
لكل شعب هويته ولكل مجتمع ثقافته الخاصة، وهذه الخصوصيات ليست تهديدًا أو سببًا للنزاع، بل مصدر غنى يثري العالم بالتنوع والتعدد. ما يُميز الشعوب هو قدرتها على الحفاظ على هويتها، وفي الوقت نفسه الانفتاح على إنسانية الآخر.
أما الأديان، فجوهرها واحد: الخير، العدل، والرحمة. لا صراع بين الأديان إذا أحسنا قراءة رسائلها، بل على العكس، هناك مساحة واسعة من المشترك يمكن أن تكون قاعدة للحياة المشتركة. البحث عما يجمعنا يفتح أمامنا أفقًا للتفاهم والتعاون، فيما التركيز على الخلافات لا يجلب إلا الانقسام والضعف.
فالإنسانية ليست تفصيلًا ثانويًا في الهوية، بل هي الأساس الذي يضيء الطريق نحو السلم الأهلي، الحياة المشتركة، والاحترام المتبادل. هي التي تمنحنا القدرة على العيش معًا بسلام، رغم اختلافاتنا وتنوعنا.
خاتمة
مسؤوليتنا اليوم أن نجعل من إنسانيتنا البوصلة التي ترشد مسيرتنا. بذلك نزرع في حياتنا قيم المحبة والعدل والرحمة، ونبني مجتمعات أكثر قوة وتماسكًا. وعندما نضع إنسانيتنا أولًا، نصنع عالمًا تُحترم فيه الخصوصيات وتُعاش المشتركات بصدق وإخلاص⸻
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency