وفد من الداخل يزور جامعة النجاح الوطنية في نابلس
استقبلت جامعة النجاح الوطنية في نابلس، يومي الجمعة والسبت 12 و- 13 أيلول 2025، وفدا من فلسطينيي الداخل يشمل مجموعة من خريجي الجامعات الإيطالية وعائلاتهم وبعض المهتمين بالشأن الفلسطيني.
جاءت هذه الزيارة تلبية لدعوة من قبل رئيس الجامعة الدكتور الصيدلي عبد الناصر زيد والذي هو بنفسه تخرج من جامعة فرارا في إيطاليا وحصل فيها على درجة الدكتوراة. وشمل الوفد مهنيون من تخصصات متنوعة مثل المحاماة والصيدلة والطب والهندسة المعمارية والتربية وغير ذلك.
تم تخصيص اليوم الأول للتعرف على الريف بين نابلس وطول كرم وخاصة بلدتي كور وكفر اللبد. أشرف على ارشاد المجموعة الشيخ أحمد الضميري وهو فلسطيني مهجر يعود أصل عائلته الى عرب الضمايري بين الخضيرة وقيصرية وغان شموئل قضاء حيفا.
وتعرف الوفد على كور وهي قرية صغير من حيث عدد السكان المقيمين بها، اذ يبلغ عددهم 400 شخص. وأوضح الشيخ أحمد الضميري أن القرية كانت مركز حكم او بلد كرسي حسب التسميات المتبعة في الماضي اذ سكنت بها عائلة الجيوسي التي ادارت وحكمت منطقة قرى بني صعب التي امتدت أراضيها حتى ساحل البحر. قسم من من البلدات التي كانت تحت سيطرة دار الجيوسي موجودة غربي الخط الأخضر ومنها الطيبة والطيرة وقلنسوة وغيرها.
وبحسب أقوال الأستاذ فريد الجيوسي وهو مدير مدرسة ورئيس المجلس القروي، فان غالبية أبناء الجيوسي لا يعيشون في البلد نفسها بل ان غالبيتهم يعيشون خارج فلسطين ولذلك، هناك صعوبة في فتح صفوف تعليمية، ويضطر أولاد القرية للسفر الى قرى الجوار للتعليم.
وشرح الشيخ أحمد الضميري عن المباني القائمة في القرية والتي تعكس العمارة المحلية من حيث نمط البناء والمواد المستعملة. وقال ان كون القرية مركز لحكم العائلة فقد كثرت فيها القصور. واستمر سكان القرية العيش في البيوت حتى تم ادخال مشاريع المياه والكهرباء حيث أصبحت البيوت التي تفتقر البنية التحتية والتمديدات اللازمة غير ملائمة للسكن. فبنيت بيوت جديدة من حولها وفرغت القصور من السكان مع بعض الاستثناءات.
وعرض المهندس المعماري محمد يونس، منظم الزيارة، أهمية الموروث الحضاري والمعماري الباقي في كور. قال ان غالبية المباني التاريخية في البلدات الفلسطينية على جهتي الخط الأخضر قد هدمت بسبب ضائقة الأراضي ولم تبقى الا بيوت قليلة، بينما نجد في كور نسيج عمراني شبه كامل مما يعطينا فكرة عن نمط التطور الحضري. من هنا نأتي أهمية الحفاظ على ما تبقى، محاولة ترميمه، وإعادة تأهيله للاستعمالات الثقافية والاجتماعية مثل نادي ثقافي وبيت عزاء وقاعة تستعمل للأفراح وما شابه ذلك.
وشكر الدكتور غازي غانم رئيس مجلس زيمر المحلي وخريج كلية الطب في جامعة طورينو الإيطالية، نيابة عن الوفد، الأستاذ فريد الجيوسي على استقباله الوفد في قاعة المجلس القروي وعلى مرافقة المجموعة في جولتها في القرية.
في بلدة كفر اللبد تم استقبال الوفد في قصر البرقاوي او قلعة البرقاوي. وهذا القصر هو مبنى مرمم يعود لعائلة البرقاوي ولموسى البرقاوي على وجه الخصوص. ويستعمل المبنى للنشاطات الثقافية والرياضية من قبل السكان. وقدم مرشد الرحلة الشيخ أحمد الضميري شرحًا وافيًا عن تاريخ عائلة البرقاوي في وادي شعير قرب طول كرم وعن البلدات التي سبقت طول كرم في اهميتها ومكانتها حتى نهاية الفترة العثمانية، ثم تطرق الى أهمية كفر اللبد والى سمعتها الطيبة وتميزها في مجال العلم وخاصة رجال الدين والفقهاء.وقال ان القرية تلقب بعش العلماء. وكان في استقبال الوفد السيد كفاح صبحة الذي قدم واجب الضيافة ورافق الوفد خلال تجواله في القرية.
وخصص يوم السبت للتعرف على مؤسسات الجامعة. كانت المحطة الأولى في دائرة التسجيل والقبول ومحطات نورت النجاح. وهذا التعبير يعكس مسيرة الطالب من لحظة وصوله الى الجامعة للاستفسار والتسجيل الى أن ينهي العملة ويحصل على بطاقة طالب جامعي. وتولى ارشاد الوفد طاقم العلاقات العامة وعلى رأسهم السيد أحمد السرغلي. وتركت هذه الجولة انطباعًا ايدابية لما تبذله جامعة النجاح لتسهيل سيرورة التسجيل.
ثم التقى الوفد بالدكتور عبد الناصر زيد رئيس الجامعة الذي رحب بالوفد وقدم نبذة عن الجامعة وتاريخها وبرامجها. وبين كيف ان الجامعة تواكب التجديدات العصرية مثل البيئة الخضراء واستعمال الذكاء الاصطناعي. كما وضح ان الجامعة تركز على التنمية البشرية وعلى رفع مستوى المهارات الشخصية وعلى التطبيق العملي ولا تكتفي بالجوانب النظرية. وقام المحامي عزمي مصالحة بتكريم رئيس الجامعة نيابة عن الوفد وبمشاركة الدكتور غازي غانم رئيس مجلس زيمر المحلي. وعبر الدكتور غازي غانم عن شكر وامتنان الوفد لهذه الزيارة وهذا الاستقبال، وقال ان المستوى التنظيمي الذي شاهدناه ربما يفوق مستوى الجامعات الأجنبية.
ثم عرض المعمار محمد يونس بعض الأفكار للتعاون بين جامعة النجاح وجمعية أصدقاء إيطاليا وربما اشراك جهات إضافية للزيادة من نجاعة الفعاليات التي سيتم الإعلان عنها في القريب.
ثم تم زيارة قسم دراسة الأزياء وتم مشاهدة المخيطة والماكنات المتوفرة هناك وبعض اعمال كطلاب وطالبات القسم.
وفي كلية طب الأسنان كانت في استقبال الوفد الدكتورة ابتهال البشتاوي حيث عرضت فكرة العيادات وفكرة توسيع التدريب العملي للطلاب. وقالت الدكتورة بشتاوي ان العيادات تقدم خدمة كاملة ومجانية للمواطنين، وفي نفس الوقت تعطي فرصة للطلاب للتدريب بشكل حقيقي وواقعي، بخلاف التدريب على الدمى. وأضافت ان التكلفة للمواطن هي 30 شاقل لفتح ملف طبي والتسجيل في العيادة.
ثم انتقل الوفد الى مستشفى جامعة النجاح الوطنية وهو المستشفى الجامعي الوحيد في أراضي الضفة الغربية. واستقبل الوفد كادر المستشفى وعلى رأسهم المدير الدكتور اياد مقبول. وبين الشرح مدى التزام المستشفى بالمجتمع رغم الحصار ورغم الصعوبات المادية وعدم تسديد الدفعات المستحقة من قبل وزارة الصحة الفلسطينية. وقد ترك الشرح الوافي انطباعًا جيدًا عن أعضاء الوفد وخاصة فيما يخص غسيل الكلى وعلاج السرطان. وتطرق الدكتور اياد الى صعوبة ادخال الأجهزة والمعدات اللازمة.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency