خطة لعلاج العنف الدامي والمنحرفين في بلداتنا ,اضعها بين ايديكم كخريطة طريق مساعدة لما تملكون من المعرفة والقدرة العلاجية للمشاكل الاجتماعية والعنف الدامي , ورأيت من المناسب ارسالها لكم عبر موقع كل العرب المحترم وعبر صفحتي في الفيسبوك لعلها تلاقي اهتمامكم وتطبقون ما هو مناسب منها لاوضاع مجتمعنا .
كلنا يعرف ان مجتمعنا العربي قلق هذه الأيام من تفشي العنف والقتل واطلاق النار والانفلات داخل بلداتنا العربية ,ومنذ بداية السنة وحتى اليوم قتل اكثر من 180 قتيلا , وكلنا يعرف ان هناك عجز شعبي ورسمي في علاج العنف في مجتمعنا , وواضح ان السلطات المحلية العربية لم تضع خطة عملية لعلاج المنحرفين والعنف المستفحل في مجتمعنا .
علاج العنف يتم بطريقتين :
الطريقة النظرية : وتشمل كيفية علاج العنف نظريا كما هو مكتوب بآلاف الكتب والمجلدات, وكذلك عن طريق المؤتمرات واللقاءات التلفزيونيه والأيام الدراسية وكتابة المقالات والإضرابات والمظاهرات وكلها لن تجدي نفعا بعلاج العنف والمنحرفين.
والطريقة الثانية : هي الطريقة العملية¸ ومن خلال دراستي لعلم الجريمة واطلاعي على أبحاث في هذا الموضوع، لا يمكن علاج العنف والمنحرفين إلا بمحادثات مباشرة وجها لوجه ، لذا اقترح على كل سلطه محليه خطة عملية في علاج العنف والجريمة وهي كالاتي :
أولا جمع السلاح: يتوجب على سلطاتنا المحلية التوجه للشرطة والضغط عليها بكل الوسائل بجمع السلاح من ايدي الناس والكشف عن مرتكبي الجرائم وتقديمهم للمحاكمة , لان بدون جمع السلاح سنبقى ندور في دائرة مفرغة من العنف في مستنقع الجريمة .
ثانيا : اقترح على كل سلطة محلية بناء خطة اشفاء علاجية لتقليص العنف والجريمة تشمل مسح كل بلد بهدف إيجاد الشباب المنحرف وعلاجهم , وكذلك إيجاد العائلات المفككة , والعائلات محدودة الثقافة التي لا تملك المعرفة وأساليب التربية , والتركيز على أولادهم والاهتمام بهم وتعليمهم وتربيتهم وتهذيبهم , وغرس القيم الإنسانية فيهم وإرشادهم وتوجيههم , وتهيئتهم لدخول معترك الحياة , حتى نمنع مستقبلا العنف من هذه الشريحة وعلاجهم بواسطة مكاتب الخدمات الاجتماعية ودوائر علاج الشبيبة بشكل مباشر .
ثالثا : علاج انتشار المخدرات والاتجار بها : المخدرات هي الأخطر , والطريق الأقصر للوقوع في الجريمة والقتل , وتجار المخدرات قسم منهم تجار سلاح غير مرخص , واليوم المخدرات منتشرة بشكل كبير بين شبابنا وطلاب الجامعات وطلاب المدارس الثانوية , وحتى عند بعض الفتيات . وهذه الظاهرة بازدياد مستمر بين الشباب على مختلف أجيالهم وثقافاتهم, فخطر المخدرات شديد يعبث بعقول أبنائنا وبناتنا ويدمر مستقبلهم ويجعل حياتهم وحياة اسرهم جحيم , ولذا يجب بذل كل الجهود من أجل علاج هذا الموضوع الهام جدا , بإعطاء محاضرات لطلاب المدارس الإعدادية والثانوية وللشباب , للوقاية من استعمال المخدرات , ولتكون هذه المحاضرات الضوء الذي يضيء لهم الطريق المظلمة ويوعيهم من مخاطره الشديدة , ويجب تجنيد أفراد الأسرة وكل من يستطيع أن يؤثر بالعمل الوقائي لزيادة الوعي بعدم استعمال المخدرات والمسكرات العقلية الأخرى كأقراص الهلوسة والكحول , وتشجيع المشاركة التطوعية لأفراد المجتمع ومؤسساته في مجال مكافحة هذا الوباء الخطير , ومحاربة هذا الوباء والوقاية منه مسؤولية الجميع وبالذات السلطات المحلية , بواسطة مكاتب الخدمات الاجتماعية ودوائر الشبيبة في كل سلطة محلية . وإذا لم يتم علاج موضوع المخدرات من قبل سلطاتنا المحلية سيبقى مجتمعنا يدور في حلقة مفرغة .هناك نقص شديد بالاخصائيين الاجتماعيين في علاج مدمني المخدرات في مكاتب الخدمات الاجتماعية في كل سلطاتنا المحلية وكذلك نقص في مؤسسات الانفطام من المخدرات والكحول.
رابعا : علاج خريجي السجون : يجب علاج موضوع خريجي السجون وتأهيلهم, فهذه الشريحة لا تلقى العناية والاهتمام والعلاج اللازم من المجتمع والسلطة المحلية , وهي مهملة ولا يمد لها يد العون والعمل على تأهيلهم وإرجاعهم الى حضن المجتمع , حتى نخرج هذه الشريحة من مستنقع الجريمة ولكي لا تبقى ناقمة على المجتمع , ومن هذه الشريحة يخرج تجار المخدرات وتجار الاسلحة غير المرخصة والقتلة.
أقترح التنسيق مع دائرة السجون بإدخال رجال دين الى السجناء العرب في السجون لتأهيلهم وإصلاحهم قبل نهاية محكوميتهم , كما يسمحون بدخول رجال دين يهود الى السجناء اليهود لإصلاح مجرميهم بما يسمى חזרה בתשובה وذلك لتقوية النازع الديني بهم وتعليمهم القيم والمعايير الاجتماعية وتأهيلهم تعليميا داخل السجون قبل رجوعهم الى المجتمع , وهذا من شأنه تقليص دائرة العنف في داخل المجتمع .
خامسا : يجب منع طلاب المدارس من التسرب من مقاعد الدراسة مبكرا , وإيجاد الأطر المناسبة لمن لا يريد التعلم , والاهتمام بتأهيله وتعليمه صنعه لتضمن له العيش الكريم في المستقبل , فهناك الكثير ممن يتسربون مبكرا من مقاعد الدراسة , اما يتسكعون في الشوارع ويستغلون من قبل تجار المخدرات او يذهبون للعمل في المطاعم في المدن اليهودية وهناك يتعلون استعمال المخدرات وشرب الخمور ويصبح البعض منهم في المستقبل من اخطر المجرمين وهذا ما أثبتته أبحاث علم الجريمة .
سادسا :يجب ارشاد الاهل بواسطة المحاضرات بكيفية تربية اولادهم ومعاملتهم لهم لان هنالك بعض الأهل لا يملكون أساليب التربية والمعرفة .
سابعا : التركيز على التربية والتعليم في المدارس , وزيادة الفعاليات الا منهجية بعد الدوام , ومن أجل ذلك علينا بالمعلم صاحب القدرات والمؤهلات والمعرفة والأساليب التربوية الحديثة , وصاحب الرسالة المقدسة , الذي يجب أن يبدأ بتعليم وتربية الأجيال منذ الصغر , فالجيل الذي نعلمه ونثقفه ونوعية منذ الصغر ,هو الذي سيبني المجتمع مستقبلا , وهو الذي ينبذ العنف والعصبية , وهو الذي سيلحق بمجتمعه بركب الشعوب المتقدمة , فالمعلم هو أساس نهضة الشعوب وتقدمها ,فالمعلم هو باني الفرد والمجتمع . وكما تعرفون الشعوب والمجتمعات لا تتقدم ولا تتطور الا بالعلم والمعرفة والتربية السليمة .على المدارس ان تركز على موضوع التربية , فحصص التربية في مدارسنا للأسف غير مستغلة بالشكل الصحيح وقسم من المعلمين يستغلها للراحة .
ثامنا : اقامة ملاعب وانديه رياضيه لتفريغ طاقات الشباب ولمنع الفراغ القاتل لدى الشباب .
تاسعا: علاج الشباب العاطلين عن العمل الذين يتسكعون في الشوارع ويقفون على قارعة الطريق חברות רחוב , فالفراغ مفسدة لهؤلاء , يجب علاج هؤلاء ضمن دائرة علاج الشبيه بوضعهم في أطر تربوية او مدارس صناعيه , أو وضعهم في ورشات لتعلم مهنة يعتاش منها بكرامة .هذه الشريحة من الشباب اكثر شيء معرضة للانحراف واستعمال المخدرات واستعمال العنف والوقوع في مستنقع الجريمة ,فعلاجهم يقلص الكثير من العنف وارتكاب الجرائم .
عاشرا: اقتراح استحداث وظيفة جديدة وهي مكتب مصلح اجتماعي في كل سلطة محلية , يضم مختصين بحل المشاكل مثل , عمال اجتماعيون , محامون خريجي دورات ادارة وحل الخلافات وغيرهم , ومكتب المصلح الاجتماعي يكون موازيا للجان الصلح العشائرية , ويكون معترف به رسميا وقانونيا ومن قبل السلطة المحلية , وأي خلاف بين مواطن ومواطن , يتوجب عليهما التوجه الى هذا المكتب وهو الذي يبت في حل المشاكل الاجتماعية قبل استفحالها , فكما قال المثل : والدي يجبر المكسورة , قيل له والدي يجبر المكسورة قبل ان تنكسر.
حادي عشر: وحتى تقوم وتستطيع السلطة المحلية بعلاج العنف , يتوجب عليها مضاعفة عدد العمال الاجتماعيين والنفسيين الى ضعف ما هم عليه الان, فعددهم اليوم غير كافي لعلاج المشاكل الاجتماعية المزمنة والانحرافات على أنواعها ويجب على كل سلطة إعداد خطة كاملة بكيفية علاج العنف والجريمة وتقديمها الى الجهات الرسمية من اجل الحصول على ميزانيات لهذا الغرض .
وأخيرا وليس آخرا , غياب دور الأب في البيت ، وفقدت الأم وظيفتها ، وتفككت الأسرة رغم وجودها تحت سقف واحد . للأسف يجتمع أفرادها بأجسادهم وليس بعقولهم ،فكل واحد منهم مشغول بتلفونه او متابعة المسلسلات.
للأسف تركنا لأبنائنا الحبل على الغارب حتى تدهورت قيمهم وتغيرت سلوكياتهم . فأولانا اهتموا بقشور الحضارات الاخرى ولم يهتموا بالجوهر , وأصبحنا نعيش في مجتمع اختلت فيه المعايير واندثرت القيم ، وغدونا نرى اضمحلالاً لقيم كثيرة كنا تربينا عليها مثل الأصالة والاستقامة والتضحية من اجل الغير , والنبل ومكارم الأخلاق واحترام الكبير ، والشهامة والنخوة .وكما تعرفون , العنف والجريمة لا تحدث من فراغ , فهنالك خلل وتقصير وإهمال كبير في تربية أولادنا عند نسبه كبيرة من عائلاتنا , مما أدى ازدياد العنف ووقوع الجرائم , فنحن كمجتمع تعثرنا وفشلنا في نقل موروثنا الحضاري من عادات وتقاليد وقيم لأولادنا , فحصل فراغ تربوي ان صح التعبير ,ملأته محطات التلفاز الهابطة , ومواقع الانترنت وغيرها من وسائل الاتصال التي تبث سمومها لتدمير أجيالنا.
للأسف الشديد نحن نصرخ ونتكلم كثيرا ولكننا لا نعمل الا القليل في موضوع علاج العنف , فكل سلطة تستطيع ان تعالج العنف لو اتبعت الخطة المذكورة أعلاه ولكن لا أحد يريد بذل الجهد ,فكيف نريد علاج العنف ونحن مكتوفي الأيدي ولا نعمل ؟؟؟؟
الدكتور صالح نجيدات
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency