حكايات إنسانية

رانية مرجية
نُشر: 19/09/25 23:12

الحلقة الأولى: اللعبة المكسورة

على أنقاض بيت مهدّم، جلس طفل صغير يضم إلى صدره دمية بلا ذراع. لم يبكِ، بل ابتسم ضحكة بريئة أربكت كل من رآه.

سألته امرأة مرت:

– لماذا تضحك يا صغيري؟

قال: "أمي قالت لي إن اللعبة المكسورة تشبهنا… لكنها ما زالت لعبة، ونحن ما زلنا بشر".

كانت تلك الجملة كافية لتجعل الركام يبدو أقل قسوة، وتكشف أن الطفولة قادرة على أن تصنع للحياة ممرًّا وسط الخراب.

الحلقة الثانية: الخبز والكرامة

امرأة خمسينية تستيقظ كل صباح، تعجن الطحين بيديها المتعبتين، وتوزع أرغفة الخبز على جيرانها قبل أن تضع شيئًا على مائدتها.

سألها شاب:

– لماذا تعطين ما تحتاجينه؟

ابتسمت وقالت:

"الخبز حين يُقسم يشبع أكثر، والكرامة حين تُشارك تُنقذ الإنسان".

لم يكن خبزها مجرد طعام، بل كان درسًا عميقًا في معنى العطاء وسط العوز، وفي أن الكرامة تبدأ من لقمة تقسمها مع الآخر.

الحلقة الثالثة: مقعد فارغ في الصف

داخل خيمة تحولت إلى مدرسة مؤقتة، جلست معلمة تحاول أن تزرع الأمل في عيون الأطفال.

تأملت مقعدًا فارغًا وسألت:

– من كان يجلس هنا؟

ارتفعت الأصابع الصغيرة جميعها، وقالوا بصوت واحد: "أحمد".

سألت:

– وأين أحمد الآن؟

أجابوا: "ذهب إلى السماء".

ثم فتحوا كتبهم، وأكملوا الدرس. كان المشهد رسالة صامتة: أن التعليم مقاومة، وأن المعرفة هي السبيل الوحيد لإعادة من رحل إلينا.

الحلقة الرابعة: حقيبة مدرسية

في مخيم نازحين، كان طفل يحمل حقيبة ممزقة خيطها بخيط أحمر. سألته معلمته:

– لماذا لم ترمها؟

قال: "أبي خيطها بيده قبل أن يرحل… هذه ليست حقيبة، هذا أبي".

الحلقة الخامسة: نافذة بلا زجاج

في بيت مهدّم نصفه، جلست امرأة أمام نافذة بلا زجاج، تحدق في السماء.

سألها جارها:

– لماذا تجلسين هنا كل مساء؟

قالت: "هذه النافذة لم تعد تفصلني عن العالم، صارت تصالحني مع السماء".

الحلقة السادسة: الكرسي المتحرك

شاب فقد ساقه في الحرب، لكنه كان يعلّم الأطفال الرسم. جلس على كرسيه المتحرك وأمسك قلمًا ملونًا، وقال لهم:

"أنا لا أستطيع الجري، لكنني أستطيع أن أطير معكم بالخيال".

الحلقة السابعة: شمعة في العتمة

في ليل طويل بلا كهرباء، أشعل طفل شمعة صغيرة. قالت له أمه:

– هذه الشمعة لن تكفي يا ولدي.

ابتسم وقال:

"لكنها تكفي لأرى وجهك يا أمي".

الحلقة الثامنة: الحذاء القديم

في سوق شعبي، كان رجل يلمّع حذاءً قديمًا ببطء شديد. سأله صديقه:

– لماذا تهتم بحذاء متهالك؟

قال: "هذا الحذاء مشى معي كل الطرق الصعبة، لا أستطيع أن أخونه الآن".

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة