كيف يؤثر موقع الطفل في العائلة على شخصيته؟

غزال أبو ريا
نُشر: 21/09/25 23:19

كيف يؤثر موقع الطفل في العائلة على شخصيته؟
بقلم :غزال أبو ريا

كثيرًا ما يزور الأهل المدرسة ويقولون: “ابننا هذا مختلف عن باقي إخوته”.
والحقيقة أن هذا الاختلاف طبيعي، فموقع الطفل في العائلة – سواء كان البكر، الأوسط أو الأصغر – يلعب دورًا مهمًا في تكوين شخصيته وسلوكه.

البكر: القدوة والمسؤول

الابن الأول غالبًا ما يتحمل مسؤوليات أكبر، ويُنظر إليه كقدوة لإخوته. هذا يجعله أكثر نضجًا وجدية، لكنه قد يشعر أحيانًا بضغط كونه “الكبير دائمًا” والمسؤول الأول في نظر الجميع.

الأوسط: بين بين

الابن الأوسط يعيش بين البكر والأصغر، وقد يواجه تحديًا في إيجاد مكانه الخاص. بعضهم يسعى للتميز بطرق مختلفة، مثل الرياضة أو الفنون، ليبرز ويُثبت ذاته. بينما آخرون يطورون شخصية هادئة ومستقلة بعيدًا عن المنافسة المباشرة.

الأصغر: المدلَّل الجريء

الأصغر عادةً ما يحظى بدلال واهتمام زائد من الأهل، فيميل لأن يكون أكثر جرأة أو أكثر اعتمادًا على الآخرين. في المقابل، يستفيد من دعم إخوته الكبار وحمايتهم، ما يمنحه ثقة إضافية في المواقف المختلفة.

فارق العمر وتجربة الأهل

من المهم أن نتذكر أن الوالدين أنفسهما يتغيران مع مرور السنين؛ فالتجربة والخبرة تجعلهما أكثر هدوءًا وتسامحًا مع الأبناء الأصغر، بينما قد يكونان أكثر صرامة مع الابن الأول. وكلما زاد الفارق العمري بين الأبناء، ظهر هذا التباين بشكل أوضح.

الغيرة بين الإخوة: تحدٍّ طبيعي يمكن تحويله إلى فرصة

الغيرة أمر طبيعي بين الأبناء، خصوصًا حين يقارن الطفل نفسه بمكانة أو امتيازات إخوته:
 •  البكر قد يغار من “الدلال” الذي يحظى به الأصغر.
 •  الأوسط قد يشعر أنه “منسي” بين أخويه.
 •  الأصغر قد يغار من مسؤوليات واستقلالية الأكبر.

إدراك الأهل لهذه الغيرة وتحويلها إلى حافز إيجابي بدل أن تتحول إلى صراع داخل البيت، يجعل الأبناء أكثر تعاونًا وثقة بأنفسهم.

نصائح عملية للأهل
 1.  الإنصاف في المعاملة: تجنبوا المقارنة المباشرة بين الإخوة، فلكل واحد شخصية واحتياجات مختلفة.
 2.  منح كل طفل وقته الخاص: خصصوا وقتًا فرديًا مع كل ابن أو ابنة، حتى يشعروا أن لهم مكانة مميزة لديكم.
 3.  تشجيع التعاون بدل المنافسة: أعطوا الأبناء مهامًا مشتركة تُنمّي روح الفريق بدل أن تثير الغيرة.
 4.  الاحتفاء بالاختلاف: علّموا أبناءكم أن الاختلاف طبيعي وجميل، وأن لكل واحد نقاط قوة خاصة به.

إجمال

موقع الطفل في العائلة ليس مجرد ترتيب عددي، بل عامل مؤثر في شخصيته وتفاعله مع إخوته. والغيرة – إذا أُديرت بحكمة – يمكن أن تتحول إلى حافز للتطور بدل أن تكون سببًا للتوتر. دور الأهل أن يدركوا هذه الفوارق، ويمنحوا أبناءهم الحب والعدل والاحتواء الذي يحتاجونه، ليكبروا متوازنين وسعداء.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة