الجدالات التي تدور في بيوتنا حول العائلية والحزبية، وما نبديه ونظهره من تعصب يغرس في نفوس أولادنا، من خلال غرس جذوره في أجواء الأسرة، وبالتالي يتنفسها اولانا في حياتهم اليومية ويكبروا معها، وهو ما يؤدي مُستقبلاً إلى زرع الخلاف بين أفراد المجتمع الواحد، وزعزعة اللُحمة والنسيج الاجتماعي، ويؤثر في تماسك المجتمع وفي حال يتعرض المجتمع الى اخطار خارجية تهدده يصعب توحيده بسبب هذا التعصب.
انَّ معظم الأطفال يكتسبون المواقف الايجابية والسلبية من داخل الأسرة، فالأسرة قد تُكسِب أولادها آراء مُعينة َّ قد يكتسبون ذلك نتيجة سماعهم مواقف وتوجيهات من الاهل ومن أشخاص آخرين مؤثرين في حياتهم وأنَّ مواقف واتجاهات الأطفال التعصبية تكون عادةً قريبة من مواقف واراء الأبوين، وأنَّ بعض الآباء قد يعملون على تكوين صورة ذهنية سلبية لدى الأطفال عن بعض الأفراد أو الاحزاب او الطوائف، ممَّا يجعلهم يعتقدون أنَّهم أقلَّ منزلةً، وبالتالي يميلون نحو عدم التعامل معهم أو الاحتكاك بهم في صغرهم وعند الكبر، خاصةً في ظل امتلاك الأطفال لوسائل التواصل الاجتماعية بشتى أنواعها.
كلنا يعرف ان التعصُّب أنواعاً عديدة، ومنها: التعصُّب الفكري والحزبي والمذهبي والطائفي والاجتماعي المرتكز على أساس الطبقية، حيث يؤدي على زرع الفُرقة والتباعد بين أفراد المجتمع، ويؤدي إلى ظهور العديد من المشكلات كالتفرقة وتقليل فرص اندماج أفراد المجتمع في نسيج واحد ليستفيد كُلَّ فرد من الآخر، ومنع تعاونهم في التصدِّي للاخطار الخارجية.
وهنا يأتي دور المدارس الذي من المفترض أن يلعب التعليم في المدارس من حيث توعية الطلاب بمفهوم "التعصُّب"، وتوجيههم التوجيه الأمثل في كيفية التعامل مع الآخرين، وإكسابهم التوجُّهات الايجابية نحو الآخرين، وكذلك العمل على إيجاد علاقة قوية بين المدرسة والاسرة للتخلص من هذه المشكلة، وتعليمهم مهارة الصداقة والسلوك السوي، إضافةً إلى العمل على تقوية ثقة الطالب بزملائه وتخفيف النظرة التعصبية تجاه الآخرين، من حلال التثقيف والتوعية التي تُساهم في تخفيف الآثار الناتجة عن مواقف التعصب.
من الممكن أن يلعب المسجد والكنيسة والخلوة دور تربوي واجتماعي مهم لعلاج جذور ظاهرة التعصب، وذلك بتوفير برامج تربوية هادفة ذات شراكة مجتمعية، ولا بد من غرس القيم التي تدعو الى التعاون والإخاء والتركيز على أنَّ هناك أضراراً عديدة ل "التعصُّب"، ويُسبِّب نزاعات مع الآخرين لاتفه الأسباب ويُقلِّل من العلاقات والتواصل الاجتماعي مع الآخرين وتكثر الفتن والانقسامات دخل المجتمع.
وعلينا علاج "التعصُّب" بالتربية الحسنة القائمة على غرس القيم الإنسانية كما يجب تعليم النشء أنَّ "التعصُّب" منهِّيٌ عنه في الديانات السماوية ، ويجب الاقتداء بسيدنا المسيح عيسى ابن مريم غليه السلام وبالرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالتسامح والاخوية الانسانية والخلق الحسن ، على ضرورة أن يكون الآباء نماذج جيدة بلا تعصب أمام أبنائهم، بحيث يَتعلمون السلوك الجيد ويبتعدون عن "التعصُّب" بأنواعه المختلفة.
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency