يخيم على مجتمعنا خطر التفكك الأسري بسبب نسبة الطلاق المرتفعة
الأسرة المكونة من الاب والام والاولاد هي الأساس الأول لبناء الإنسان ,وتعتبر عماد المجتمع وهي مصدر الحياة الإنسانية ، ولذا بجب ان تحظى الأسرة دائما بالاهتمام في التشريعات الدينية وفي القوانين الوضعية، قال تعالى: " ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة.." سورة الروم: 21.
الناظر اليوم لمجتمعنا يدرك ان غياب الوعي الديني الإسلامي والمسيحي اللذان يقدسان الروابط الزوجية والاجتماعية ادى الى تفكك الأسر , فالدين الاسلامي والمسيحي يعززان من الترابط الأسري والتعاطف والتكافل والتراحم وتعزيز قيم الإحسان للوالدين والعلاقات بين أفراد الأسرة الواحدة وصلة الأرحام.
اليوم هبت على الأسر العربية رياح التغير بسبب الانفتاح الى العولمة , وساعد تقاعس المسجد والكنيسة بتقوية التعاليم الدينية والدوافع الروحانية وكذلك غاب دور المدرسة في تهيئة الأجيال للحياة ، أدى الى زحزحة الأسر عن خصائصها وقيمها وفقدت ريادتها للمجتمع , فلم تعد كما كانت تجمع بين أفرادها قيم الترابط والتراحم والمودة والاحترام !.
مشكلة التفكك الأسري اليوم تنذر بشر كبير يسيطر على المجتمع ما لم يتم علاجها من أهل الفكر والعقلاء كل منهم في اختصاصه ووضع حلول عملية لتجتاز الأسرة المسلمة والمسيحية في مجتمعنا مرحلة التذبذب والحيرة بين القيم الوافدة نتيجة الانفتاح للعولمة وبما تمثله من أعراف ومفاهيم غريبة تنأى وتبعد هذه الأسرة عن هويتها وأصالتها العربية التي تقدس الحياة الزوجية .
باعتقادي ان من أبرز أسباب التفكك الأسري ان ألام تركت رسالتها التربوية كأم التي تعتبر المدرسة الأولى في تربية النشء من اجل عملها , وألاب ترك مهامه كأب ومربي والقيام بشؤون الأسرة المادية . لان الظروف الاقتصادية اليوم صعبة أدت الى انخفاض الدخل وهذا كله يؤدي الى صراع قد يؤثر على قوامة الرجل، إضافة الى ظهور مشاكل نفسية واجتماعية وأخلاقية تؤدي حتما الى عدم الاستقرار المنشود وبالتالي التفكك الأسري.
كثير من الأسر اليوم تعاني من التوتر والقلق وعدم الاحترام، وكثير منها وصل الى الطلاق الصامت وفقدان لغة الحوار، وما ارتفاع نسب الطلاق إلا إشارة لما تطرقت له ، فكثير من المواقف الكلامية تبدأ بكلمة معنفة نابية وتنتهي بالطلاق!
إن كثرة الطلاق اليوم دمار للأطفال لأنهم سيفقدون الأمن الأسري وأكبر خطأ أن يُستخدم الأطفال بعد الطلاق وسيلة للانتقام والإيذاء المتبادل بين الزوجين، وهذا يؤدي حتما الى الانحراف والعنف في النهاية.
وأخيرا وليس آخرا , أرى أكبر مشكلة اليوم سائدة في مجتمعنا بشكل عام هي أب حاضر غائب وأم حاضرة غائبة!
ولذا يتوجب على مؤسساتنا التربوية والدينية والمحاكم الشرعية والكنسية والمؤسسات الثقافية والإعلامية وغيرها من الجهات ذات العلاقة الى وضع برامج موجهة للأسر. وكذلك دورات توعية للمقبلين على الزواج .
الدكتور صالح نجيدات
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency