المعمدان الشّاعر
زهير دعيم
مَن أنا يا سيّدي أمامكَ؟
مَنْ أنا ؟
أنا ريشةُ في مهبِّ الرّيح ..
بل أنا الرّيح
أزوبعُ في الضمائر
أنادي في الأودية
وأعصفُ كالرعد
أنا اللابس رثَّ الملابس ...
انا السّابق ..
الذي يستعذبُ الجراد
والعشب والعسل البريّ
أنا محبوب سالومة !!
أنا الرّاقص في مولد الملوك على طبق
أعترفُ ..لسْتُ أمامكَ شيئًا
ولست شيئًا بعدك
أنت الألف
أنت البداية ...
أنتَ الصيرورة والكينونة
أنت كلّ شيء
أنت الماحي والغافر
أنت أمل الكافر
وأنا أتلذّذُ بقربك وأفرح
أفرح لفرحك
أبكي لحزنك
أذكُرُ يا سيّدي النهر الصّغير
النهر الأنقى
يُغسِّلُ أقدام المحبّة
يُعانق عينيْكَ وشعرَكَ الجميل
ويُصفّقُّ على كتفيْكَ
وتروح
الحمامة البيضاء تحطّ على الكتف
وأسمع الصّوت الهادر حينا
والهامس دومًا
والشجيّ أبدًا "هذا هو ابني الحبيب "
"هذا هو ابني الحبيب"
فأجمد متسائلًا :
منْ أنا حتى المسكَ ؟
مَنْ أنا حتى تأتي اليَّ ؟
أنا اللا شيء أمامك
أنا العدم
أنا الطين !!
تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency