دور القرآن الكريم في حفظ اللغة العربية خلال فترات التراجع التاريخي

غزال أبو ريا
نُشر: 03/10/25 01:47

المقدمة

اللغة العربية تمثل إحدى أقدم اللغات السامية الحيّة، وقد بلغت ذروة ازدهارها في صدر الإسلام والعصر العباسي، حين كانت لغة دين وعلم وأدب وفكر. ومع مرور الزمن، واجهت العربية فترات من التراجع نتيجة عوامل سياسية واجتماعية وثقافية، مثل تفكك الدولة الإسلامية وتراجع المراكز العلمية واندماج كلمات أعجمية في النصوص العربية. في هذه المرحلة، برز القرآن الكريم كحافظ متين للعربية، فكان المرجع الأسمى في النحو والبلاغة والتعليم.

أولًا: عوامل التراجع اللغوي
 1. التفكك السياسي: أدى انهيار الوحدة الإسلامية إلى انتشار اللهجات واختلاط العربية باللغات الأجنبية.
 2. الانحسار العلمي: ضعف مراكز العلم بعد سقوط بغداد وقرطبة أثر على التعليم اللغوي.
 3. دخول الأعجميات: كثرة الألفاظ الدخيلة من اللغات الأجنبية أدت إلى تراجع نقاء العربية.
 4. ضعف التعليم: انتشار الأمية وتراجع المدارس الرسمية أدى إلى قلة الحافظين للغة الفصحى.

ثانيًا: القرآن الكريم بوصفه نصًا حافظًا للغة
 1. ثبات النص القرآني
القرآن نزل بلغة عربية فصيحة خالصة، وتم حفظه دون تحريف، مما أبقى معيار الفصاحة قائمًا عبر العصور.
 2. مرجعية في القواعد النحوية
اعتمد النحاة على القرآن في تقعيد النحو والصرف، مما جعله مرجعًا حاسمًا عند اختلاف الرأي اللغوي.
 3. الحفاظ على الفصاحة والبلاغة
أسلوب القرآن البلاغي والبياني ظل النموذج الأعلى للأدب والشعر، وأعاد الاعتبار لمفهوم البيان العربي ورفع قيمته الفنية.

ثالثًا: دور القرآن في التداول والتعليم
 1. العبادات والشعائر
تلاوة القرآن في الصلاة والعبادات اليومية جعلت العربية حية على ألسنة المسلمين، مما ساهم في استمرار تداولها بين الناس.
 2. التعليم القرآني
المدارس القرآنية أسست لتعليم القراءة والكتابة بالعربية، وحفظ القرآن كان المدخل الأول لتعلم النحو والفصاحة.
 3. الوحدة اللغوية
القرآن وحد الناطقين بالعربية واللهجات المختلفة على لغة فصحى مشتركة، وساعد غير العرب من المسلمين على تعلم العربية لأجل التلاوة والفهم.

رابعًا: الأثر الحضاري والثقافي
 • القرآن جعل العربية لغة دين وحضارة، مما رفع مكانتها عالميًا.
 • دفع الشعوب غير العربية إلى تبني الفصحى في الكتابة والعلوم.
 • حافظ على العربية من أن تتحول إلى لهجات متفرقة كالذي حصل مع لغات أخرى ضعفت أو اندثرت.

الخاتمة:

للقرآن الكريم  الدور في حفظ اللغة العربية خلال فترات التراجع التاريخي. فبينما ضعفت المؤسسات العلمية، وباتت العربية مهددة بالانحسار والاختلاط، ظل القرآن نصًا خالدًا يحافظ على نقاء العربية وفصاحتها. ومن خلال العبادة والتعليم والمرجعية النحوية والبلاغية، بقيت العربية متصلة بجذورها الأصيلة، واستمرت لغة حيّة قادرة على التجدد والانتشار. لولا القرآن، لربما كان مصير العربية كمصير لغات أخرى اندثرت مع ضعف حضارتها.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة