فلسطين… جرح الإنسانية المفتوح وفضيحة القرن

رانية مرجية
نُشر: 03/10/25 23:13

منذ أكثر من سبعة عقود، لا تزال فلسطين جرحًا ينزف في جسد الأمة العربية والإنسانية جمعاء. جرحٌ لم يلتئم لأن العالم، بقواه الكبرى ومؤسساته الدولية، اختار أن يغمض عينيه ويترك شعبًا بأكمله تحت رحمة احتلالٍ هو الأطول والأبشع في التاريخ الحديث.

في فلسطين، تختصر كل معارك الحرية في العالم. فالمسألة لم تعد مجرد صراع على حدود أو أراضٍ، بل صراع على الوجود والكرامة والحق في الحياة. غزة المحاصرة منذ سنوات، والضفة الغربية التي تلتهمها المستوطنات يومًا بعد يوم، والقدس التي تُهوّد حجرًا حجرًا—كلها شواهد على ظلم لا يخفى على أحد، إلا من أراد أن يتعامى.

ازدواجية المعايير… خيانة للضمير الإنساني

ما يزيد مأساة فلسطين ألمًا ليس فقط الاحتلال، بل ازدواجية المعايير الفاضحة. كيف يمكن للعالم أن يستنفر دفاعًا عن أوكرانيا في غضون أيام، بينما يتجاهل معاناة الفلسطينيين المستمرة منذ أكثر من سبعين عامًا؟ كيف تُفتح الحدود وتُسخّر الإمكانيات لحماية الأوروبيين، بينما يُترك الفلسطيني محاصرًا تحت القصف، تُهدم بيوته فوق رؤوس أطفاله؟

هذا الانحياز الصارخ أفقد البشرية ثقتها بما يُسمى "النظام الدولي". فالقانون الدولي، وحقوق الإنسان، والعدالة، ليست إلا شعارات جوفاء إذا لم تُطبق على الجميع. وما يحدث في فلسطين يفضح نفاق العالم بأسره.

الإعلام… ساحة أخرى للاحتلال

الاحتلال لا يسرق الأرض فقط، بل يحاول سرقة الرواية أيضًا. في الإعلام الغربي، تُختزل فلسطين في "نزاع معقد"، ويُقدَّم الفلسطيني المقاوم كإرهابي، بينما يُمنح المحتل حق "الدفاع عن النفس". هذه اللغة المضللة أخطر من الرصاص، لأنها تشوه وعي الأجيال وتُحوّل الضحية إلى جلاد.

ومع ذلك، فإن عدسة صغيرة بيد طفل فلسطيني، أو صورة يلتقطها صحفي ميداني تحت الخطر، كفيلة بأن تهز ضمير العالم وتكسر الجدار السميك من التضليل. وهنا تكمن قوة الحقيقة: إنها لا تُقهر مهما حاولوا طمسها.

الصمود الفلسطيني… معجزة العصر

رغم كل شيء، يظل الفلسطيني أيقونة للصمود. في غزة، حيث لا كهرباء ولا ماء ولا دواء، يخرج الأطفال إلى مدارسهم بين الركام. في القدس، حيث التهديد بالترحيل والهدم قائم في كل لحظة، يزرع الفلسطيني شجرة زيتون جديدة. وفي الضفة، حيث المستوطن يسرق الأرض علنًا، يتمسك الفلاح بحقه ويصر على حراثة ترابه.

إن قدرة الفلسطيني على الحياة وسط الموت، وعلى الأمل وسط اليأس، هي المعجزة الحقيقية التي لم يفهمها المحتل. فالمقاومة ليست بندقية فقط، بل هي تمسك بالحياة، ورفض للاندثار، وإيمان عميق بأن هذه الأرض لا يمكن أن تكون إلا لأصحابها.

فلسطين… بوصلة الأخلاق

القضية الفلسطينية هي المعيار الذي يُقاس به ضمير العالم. من يقف مع فلسطين، يقف مع العدالة والحرية والكرامة الإنسانية. ومن يتخلى عنها، فهو يتخلى عن قيمه الإنسانية قبل أن يتخلى عن الفلسطينيين.

قد يطول الليل، وقد يتضاعف القهر، لكن التاريخ يقول لنا شيئًا واحدًا: الشعوب التي تصر على حقها لا تُهزم. وفلسطين، برغم كل الجراح، ستبقى البوصلة التي تعيد للإنسانية اتجاهها الصحيح.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة