أقوياءُ بالمسيح

رانية مرجية
نُشر: 04/10/25 18:33

حين تنكسرُ الأجراسُ في ليلِ البلاد،

وحين يسقطُ الزيتُ من مصابيحِ القلوب،

ننهضُ من رمادِنا،

ننهضُ كما النورُ في الفجر،

كما القيامةُ من حجرِها الثقيل.

نحملُ الصليبَ لا كعبءٍ،

بل كجسرٍ من ذهبٍ نحو الحياة.

نغسلُ جراحَنا بدموعِ المريمات،

ونصلي للسماءِ

أن تبقى قلوبُنا مفتوحةً كأبوابِ الكنائس القديمة.

نحنُ الذينَ لا يُرهِبُنا الموت،

ولا يُغوينا السيف،

نكتبُ على الجدرانِ أسماءَ شهدائنا

ونرسمُ فوقها حمامةً

بيضاءَ الجناحين،

كأنها الروحُ القدسُ تحلّ في الفجر.

 من الناصرة إلى القدس

من الناصرة جاء الصوتُ الأول:

«السلامُ لكم»

ومن القدس بدأ الصعودُ إلى الأبد.

فيا أيها الواقفُ في وجهِ الحجارة،

أيها الطفلُ الذي يرسمُ المسيحَ على جدارِ المدرسة،

اعلمْ أنكَ لا تُصلَبُ وحدكَ،

ففي عروقِك يسيرُ نهرُ الجليل،

وفي عينيكَ يلمعُ مجدُ القبرِ الفارغ.

 إنجيل الأرض

أقوياءُ بالمسيح،

حينَ يُنادى على الأرضِ من جديد،

حينَ ترفضُ الجبالُ أن تنحني،

وحينَ يكتبُ الرعاةُ على صخورِ بيت لحم:

“المحبةُ لا تموت”.

نحنُ التلاميذُ الذينَ بقوا بعدَ العشاءِ الأخير،

لم نهربْ من الخوف،

بل واجهناهُ بابتسامةٍ ودمعة.

نحملُ الإنجيلَ في صدورِنا،

ونمشي حفاةً على شوكِ الوجود،

لأننا نؤمنُ أنَّ الطريقَ إلى الله

تمرُّ عبرَ الجراح.

 القيامة الجديدة

سيُشرقُ الفجرُ من بيتِ ساحور،

وسيهتفُ الحجرُ من قبرِه:

«لماذا تطلبونَ الحيَّ بين الأموات؟»

فالمسيحُ لا يُغلب،

هو في قلبِ كلِّ طفلٍ يضحك،

وفي يدِ كلِّ أمٍّ تحملُ خبزاً وزيتاً،

وفي كلِّ شجرةِ زيتونٍ

تقاومُ المناشيرَ وتصلي.

نحنُ أقوياءُ بالمسيح،

باسمه نغفرُ،

وبه نحيا،

وبه نقفُ في وجهِ العالم،

نعلنُ أنَّ المحبةَ أقوى من القتل،

وأنَّ القيامةَ ليست حدثاً، بل حالةُ وعيٍ أبدية.

 الختام

فلسطينُ كلُّها مذبحٌ من نور،

وعلى كلِّ حجرٍ فيها

أثرُ قدمِ مسيحٍ لا يشيخ.

وحين تسألني:

كيف تبقون رغم الألم؟

أجيبك ببساطة:

نحن أقوياء بالمسيح،

نحملُ صليبَنا كما يحملُ الفجرُ أسرارَ النهار،

ونمضي…

بعيونٍ مؤمنةٍ،

وقلوبٍ لا تعرفُ الهزيمة.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة