مروان البرغوثي: بوابة المصالحة التاريخية وفرصة السلام الحقيقي/ بقلم: محمد دراوشة

محمد دراوشة
نُشر: 10/10/25 10:07,  حُتلن: 10:08

في لحظة مفصلية من تاريخ الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي، تلوح في الأفق فرصة نادرة قد لا تتكرر، وهي الصفقة المبرمة مؤخرًا بين حركة حماس وإسرائيل برعاية أمريكية. هذه الصفقة، التي كسرت الجمود وأعادت فتح قنوات التواصل، تمثل أكثر من مجرد تفاهمات أمنية أو إنسانية؛ إنها فرصة ذهبية لإعادة النظر في ملفات حساسة، وفي مقدمتها ملف الأسير مروان البرغوثي.

مروان البرغوثي ليس مجرد رقم في قائمة الأسرى، بل هو قائد وطني، ورمز للمقاومة الفلسطينية، وصاحب رؤية سياسية ناضجة تؤهله ليكون شريكًا حقيقيًا في بناء مستقبل مختلف. لقد أثبتت التجارب التاريخية أن السلام لا يُصنع في القاعات الرسمية وحدها، بل يُبنى على أكتاف القادة الذين خاضوا الميدان، وعرفوا ثمن الدم، وفهموا عمق المعاناة. تجربة جنوب إفريقيا في إطلاق سراح نيلسون مانديلا، رغم كل التعقيدات، أثبتت أن الحوار مع القادة الميدانيين يمكن أن يكون نقطة تحول تاريخية. لماذا لا نتعلم من تلك التجربة؟ لماذا لا نمنح مروان البرغوثي فرصة ليكون شريكًا في بناء مستقبل جديد، بدلًا من إبقائه خلف القضبان؟

الشارع الفلسطيني اليوم يعاني من فقدان الثقة بقيادته، ويواجه خطر تصاعد التطرف والانقسام. في هذا السياق، يمثل البرغوثي خيارًا واقعيًا وعقلانيًا، ليس فقط للفلسطينيين، بل أيضًا للإسرائيليين الذين يبحثون عن شريك حقيقي في عملية السلام. إن إطلاق سراحه يمكن أن يعيد تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني، ويمنح فرصة لتوحيد الصفوف، وخلق قيادة جديدة قادرة على التفاوض بجدية ومسؤولية.

وهنا، أتوجه بنداء صادق إلى دعاة السلام الإسرائيليين، أولئك الذين يؤمنون بأن الأمن لا يتحقق بالقوة وحدها، بل بالعدالة والاعتراف بالآخر. إن دعمكم لإطلاق سراح مروان البرغوثي ليس فقط موقفًا إنسانيًا، بل هو خطوة استراتيجية نحو بناء شراكة حقيقية مع الشعب الفلسطيني. البرغوثي ليس خصمًا، بل فرصة. رجل خاض المقاومة، ويمكنه أن يقود المصالحة. رجل عرف السجن، ويمكنه أن يكتب فصول الحرية.

الصفقة الأخيرة بين حماس وإسرائيل، التي تمت برعاية أمريكية، فتحت نافذة سياسية نادرة. وإذا كانت إسرائيل مستعدة للجلوس مع حماس، فالأجدر بها أن تفتح حوارًا مباشرًا مع مروان البرغوثي، الذي يتمتع بشرعية شعبية واسعة، وقدرة على مخاطبة كافة أطياف المجتمع الفلسطيني. إن إدراج البرغوثي في أي تفاهمات قادمة سيمنح هذه العملية السياسية عمقًا حقيقيًا، ويحولها من مجرد صفقة إلى بداية لمصالحة تاريخية.

إسرائيل، إن كانت جادة في البحث عن شريك فلسطيني حقيقي، يجب أن تنظر إلى البرغوثي لا كتهديد، بل كجسر نحو مستقبل أكثر أمنًا واستقرارًا. فالرجل الذي يحظى بثقة شعبه، يمكنه أن يضمن التزامه بالاتفاقات، ويقود شعبه نحو السلام.

الحرية لمروان البرغوثي ليست مطلبًا إنسانيًا فحسب، بل هي ضرورة سياسية، وأمل في مصالحة تاريخية طال انتظارها. آن الأوان أن يُسمع صوت العقل، وأن تُمد اليد إلى من يمكنه أن يكون شريكًا في بناء الغد.

أطلقوا سراح مروان البرغوثي… من أجل فلسطين، من أجل إسرائيل، من أجل السلام.

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة